إعلان القوائم الرسمية للاعبين الذين سيُشاركون في مونديال قطر خطف الأضواء هذه الأيام من كل الحملات السياسية والإعلامية التي شنها الغرب ضد احتضان قطر لبطولة مونديال 2022، وذلك قبل 5 أيام فقط من الموعد، إذ بدأ توافد الإعلاميين والمنتخبات والجماهير إلى الدوحة التي تزينت بألوان الرايات والقمصان، وأنغام الأهازيج والأغاني في الساحات العامة، والمجمعات والمرافق الثقافية والفنية التي تشهد نشاطات متنوعة منذ أيام.
كما وشهدت مختلف وسائل الإعلام المحلية والعالمية نقاشات فنية تخوض في شؤون الكرة والخيارات الفنية للمدربين، وغيابات بعض اللاعبين وحضور آخرين يشاركون لآخر مرة في نهائيات كأس العالم على أمل التتويج باللقب لأول مرة خاصة إذا فاز بها ميسي ورونالدو أو حتى نيمار.
إجراء المونديال في منتصف الموسم الكروي وليس في نهايته كما جرت العادة يثير بدوره في الأوساط الفنية والإعلامية تساؤلات ونقاشات كبيرة حول المستوى الفني، ومردود اللاعبين في ظروف مناخية ربيعية محفزة ومشجعة على الإبداع، دون تأثيرات الحرارة الشديدة التي كانت تلازم بطولات الصيف، ولا الأمطار الغزيرة والثلوج التي تتهاطل في أوروبا خلال هذه الفترة.
ويعتقد الكثير من المتابعين أنّ اللاعبين في أفضل أحوالهم الفنية والبدنية هذه الأيام، ويقدمون مستويات عالية مع نواديهم، تجعل من مونديال قطر أحد أفضل النهائيات، وأكثرها تهديفاً وإثارة، إذ سيجد اللاعبون كل الظروف التي تسمح لهم بذلك، خصوصاً مراكز الإقامة والتدريب، والملاعب الثمانية التي تحتضن المباريات، من بينها سبعة ملاعب جديدة شيدت خصيصاً بتقنيات وتصميمات وخصوصيات لم يسبق لها مثيل.
وانبهر الإعلاميون المتواجدون في الدوحة لما اكتشفوه من استعدادات وتجهيزات وتسهيلات، في حين أجمع المحللون في العالم على أن خيارات المدربين على مستوى المنتخبات الكبيرة كانت منطقية إلى حد بعيد، ما عدا بعض المفاجآت هنا وهناك، على غرار إسبانيا التي يغيب عنها مدافع النادي الباريسي، سيرجيو راموس، ولاعب خط وسط فريق ليفربول، تياغو ألكانتارا، وحارس فريق مانشستر يونايتد، ديفيد دي خيا، في حين لقي استدعاء سيرجيو بوسكيتس وجوردي ألبا استهجان الكثير من المحللين والصحافيين الإسبان الذين يعتقدون أنّ الثلاثي المغيب بإمكانه مرافقة الجيل الجديد من اللاعبين المهاجرين، وهو الأمر الذي اعتمد عليه مدرب المنتخب البرازيلي، تيتي، الذي استدعى المدافع داني ألفيش وهو على مشارف الأربعين، بينما أقصى مهاجم فريق ليفربول، روبيرتو فيرمينيو.
وسيشهد مونديال قطر غيابات قصرية لبعض النجوم بسبب الإصابات على غرار بول بوغبا ونغولو كانتي في خط وسط بطل العالم فرنسا، واللاعب ماركو رويس عن المنتخب الألماني بسبب لعنة الإصابات التي تطارده للمونديال الثاني على التوالي، وكذلك مهاجم فريق لايبزيغ، تيمو فيرنر، مما دفع بالمدرب، هانس فليك، لاستدعاء مهاجم فريق فرانكفورت، ماريو غوتزه، صاحب هدف تتويج منتخب ألمانيا في نهائي عام 2014 أمام الأرجنتين، والذي كان غائباً عن التشكيلة منذ 4 سنوات، مما غذى الجدل في ألمانيا، بالإضافة إلى الجدل في بايرن ميونخ حول استدعاء ساديو ماني، للمنتخب السنغالي رغم إصابته في مواجهة فيردر بريمن، الأسبوع الماضي، إذ أبدت إدارة النادي اعتراضها وتخوفها من تفاقم الإصابة في حال مشاركة المهاجم السنغالي مع منتخب بلاده وهو مصاب.
وعربياً الجدل كان كبيراً في الأوساط الإعلامية والجماهيرية حول بعض خيارات هيرفي رينار، خاصة بعد استبعاد فهد المولد قبل يومين وتعويضه بلاعب الشباب نواف العابد، كإجراء احترازي بسبب قضيته مع لجنة مكافحة المنشطات حسب بيان الاتحاد السعودي، في حين حصل إجماع شبه تام في الأوساط المغربية على قائمة وليد الركراكي، التي عاد إليها مهاجم الاتحاد السعودي، عبد الرزاق حمد الله، ويغيب عنها بسبب الإصابة مهاجم مرسيليا المتميز، أمين حارث.
ولم تحمل قائمتا تونس وقطر مفاجآت تُذكر، مثل بعض المنتخبات المشاركة التي انتقل إعلامها من التعليق على الخيارات إلى الحديث عن الحظوظ، وبالتالي الحديث عن الأمور الفنية والتكتيكية، أكثر منه عن قوائم اللاعبين، وأحقية قطر في تنظيم البطولة، لأن قطر ستنظمها بامتياز حسب كل المؤشرات.