يعتبر حارس المرمى نصف الفريق، كما يردد متابعو لعبة كرة القدم، وفي كأس العالم قد يكون الحارس هو المنتخب بأكمله في الظروف الصعبة التي يواجه فيها فريقاً أعلى قدرة وإمكانية، بحثاً عن ترجيح كفة فريقه بتصديات مؤثرة، والحفاظ على شباكه، وقيادة منتخبه إلى الانتصار في نهاية المطاف، وبلوغ الدور التالي.
وفي كأس العالم 2022 في قطر، كان الموعد مع تألق لافت للعديد من الحراس، لعبوا دور البطولة المطلقة في ترجيح كفة منتخبات بلادهم، وتخطي عقبات صعبة في رحلة الذهاب بعيداً. وكتب مونديال قطر 2022 توهجاً لافتاً لحراس المرمى، وصناعة منافسة شرسة على لقب "القفاز الذهبي" بين أسماء نجحت في رسم البسمة على شفاه الجماهير.
-
دومينيك ليفاكوفيتش
شهد المونديال تألقاً كبيراً للحارس دومينيك ليفاكوفيتش، حارس مرمى منتخب كرواتيا، ورجل الدور ثمن النهائي، الذي أصبح حديث الصباح والمساء في المونديال، بعد توهجه في اللقاء أمام اليابان، حين تصدى لأكثر من فرصة يابانية، بخلاف التصدي لـ3 ركلات ترجيح، ليصبح ثالث حارس في تاريخ المونديال يحقق هذا الرقم الكبير، ويستحوذ على نصيب الأسد من الإشادة في فترات سابقة، وأسهم في وضع وصيف النسخة الماضية ضمن الكبار مجدداً في النسخة الجارية.
-
ياسين بونو
لكن حارس منتخب المغرب ياسين بونو استطاع تكرار الإنجاز عينه، هو الآخر بركلات الترجيح. ووصفت الصحافة الإسبانية بونو بـ"الجدار"، بعد المستوى الذي قدمه أمام "لاروخا" في ثمن النهائي، حين تصدّى لـ3 ضربات ترجيحية بعدما كان أيضاً حاضراً أمام كرواتيا في الجولة الأولى، ثم كندا في الثالثة، فيما غاب عن المباراة الثانية بسبب شعوره بدوار، لكن معوضه منير المحمدي كان في الموعد أيضاً.
-
أليسون بيكر
ولم يخطف ليفاكوفيتش وبونو وحدهما الأنظار بقوة في المونديال، حيث لمع أيضاً أليسون بيكر حارس مرمى منتخب البرازيل، والذي تألق في أكثر من مباراة صعبة خلال مسيرة "راقصي السامبا"، أبرزها في الدور الأول أمام صربيا ثم سويسرا، وحافظ على نظافة شباكه.
-
محمد العويس
وكان للحارس السعودي محمد العويس، نصيب الأسد من الإشادة والاهتمام في دور المجموعات، بعدما تألق في لقاء "الأخضر" مع الأرجنتين في الدور الأول، وأسهم في الفوز الغالي بهدفين لهدف، ونال جائزة رجل المباراة، وكان بطلاً لأهم فوز تاريخي سعودي في المونديال.
-
أيمن دحمان
وأكمل أيمن دحمان حارس مرمى منتخب تونس دائرة التألق، حيث خاض 3 مباريات لـ"نسور قرطاج" في البطولة خلال الدور الأول، لم تهتز خلالها شباكه سوى مرة واحدة، وكان نجماً فوق العادة في لقاء تونس التاريخي أمام فرنسا، ولعب دوراً في الفوز الغالي بهدف وهبي الخزري، وتصدى لأكثر من فرصة فرنسية من أنطوان غريزمان وكيليان مبابي، وخرج من البطولة بشكل مميز.
-
فويتشيك شتشيسني
ومن الحراس المتألقين أوروبياً أيضاً، فويتشيك شتشيسني، حارس مرمى بولندا نجم الدور الأول لبلاده، والذي وصلت صدّاته إلى 16 صدّة في 3 مباريات لبولندا في أول 3 لقاءات.
-
بيكفورد ونوبرت ورايان وكوستا
وشهدت البطولة، تألق العديد من حراس مرمى أوروبا، مثل جوردان بيكفورد حارس مرمى منتخب إنكلترا الذي كان ورقة رابحة في تشكيلة المدرب غاريث ساوثغيت، وأسهم بقوة في الوصول إلى الدور ربع النهائي بين الثمانية الكبار، والابتعاد عن شبح الخروج المبكر، ولم تهتز شباكه إلا مرتين فقط في أول 4 مباريات، وحافظ خلالها على شباكه نظيفة في 3 لقاءات متتالية.
كما لمع بشدة في عالم حراسة المرمى المونديالية، أندريس نوبرت، حارس مرمى منتخب هولندا، الذي لم يكن له سوى خطأ وحيد في البطولة، ولكنه في المقابل كان سداً منيعاً لـ"الطواحين"، ولم تهتز شباكه إلا بهدف وحيد في الدور الأول، وبات من اكتشافات المدرب لويس فان غال.
وظهر بقوة حارس مرمى منتخب أستراليا، ماثيو رايان، الذي يُعَدّ أفضل لاعبي بلاده بشكل عام في كأس العالم، وأسهم في بلوغ الدور ثمن النهائي.
كذلك لا يمكن نسيان حارس البرتغال ديوغو كوستا، الذي تألق بنحو لافت في مباراة أوروغواي المهمة التي جرت بحضور إدينسون كافاني وداروين نونيز ولويس سواريز، إثر تصديه لأكثر من كرة خطيرة، ليتابع الرحلة مع بلاده الآن إلى ربع النهائي، عقب تخطي عقبة سويسرا في دور الـ16 بنتيجة (6 - 1).