استمع إلى الملخص
- **الاستراتيجية والتكتيك:** حسام حسن أظهر براعة في إدارة الفريق بأسلوب هجومي، اختيار التشكيل المناسب، وإدارة المباريات، مع ضم عناصر من المنتخب الأولمبي والدفع بلاعبين جدد لتعويض الغيابات.
- **الانتقادات والدعم:** رغم النجاحات، تعرض حسام حسن لانتقادات بسبب تعامله مع النجوم وتصريحاته المندفعة، ويحتاج إلى الدعم لتذليل العقبات وتحقيق أحلام الجماهير بالتتويج الأفريقي والوصول لكأس العالم 2026.
حقق المنتخب المصري لكرة القدم انتصاره الثاني، ليتصدر المجموعة الثالثة بالتصفيات المؤهلة للنسخة رقم 35 من بطولة أمم أفريقيا "المغرب 2025". وجاء الفوز الأول على حساب منتخب الرأس الأخضر بثلاثية نظيفة بالقاهرة، وشهد بطبيعة الحال عرضاً فنياً ممتعاً خاصة في الشوط الأول، ثم واصل منتخب مصر انتصاراته بالفوز على بتسوانا بمدينة فرانسيس تاون برباعية نظيفة، تحت قيادة الأسطورة حسام حسن (58 عاماً).
ويُعتبر حسام حسن الخبير إحدى العلامات والرموز الكروية بمصر وأفريقيا، يبقى في موقفه ما بين مؤيد ومعارض، رغم ما يقدّمه من عروض قوية وأهداف غزيرة وشباك نظيفة، وهو الذي تولّى المهمة في أعقاب الخروج المخزي مع البرتغالي روي فيتوريا في أمم أفريقيا السابقة من دور الـ 16 أمام الكونغو، بعد التعادل 1-1 ثم الخسارة بركلات ترجيح.
المدرب الوطني لمنتخب مصر قاد الفريق في ست مباريات، حقق أربع حالات فوز وتعادل وهزيمة، مع العلم أنّه واجه صعوبات ومعوقات كثيرة في المهمة المكلّف بها، أهمها ارتباطات الأندية الأفريقية، خاصة القطبين الأهلي والزمالك، إضافة إلى اعتذار النجوم، أمثال محمد صلاح هداف نادي ليفربول خلال المعسكر الماضي في مارس/ آذار 2024، كذلك عمر مرموش لاعب أينتراخت الألماني خلال معسكر يونيو/ حزيران الماضي، وأخيراً محمد عبد المنعم الملتحق حديثاً بنادي نيس، مما أدّى إلى الرضوخ لطلب اللاعب.
سوء التخطيط للروزنامة، وطول الموسم المحلي، وكثرة التأجيلات، تسببت في إرهاق وإجهاد اللاعبين، وقابله رفض الأهلي والزمالك التحاق اللاعبين بالمعسكر الأخير نظراً لحاجتهم للإجازة بعد تعبٍ وجهدٍ شاق خلال الموسم، كما أن المدرب تغاضى عن بعض النجوم على مستوى الاختيارات، أمثال حسين الشحات، عمر كمال، عمر جابر، محمد شريف، وسام مرسي المحترف بإبسويتش تاون الإنكليزي، مما أثار جدلاً كبيراً، تحديداً على الأخير، الذي تألق بشكلٍ لافت الموسم الماضي.
إلى جانب ما ذكر أيضاً، كانت مسألة قصر فترة الإعداد والمعسكرات مع المنتخب بالنسبة للمدرب من الأمور الصعبة، إلى جانب الإصابات والغيابات للعديد من النجوم البارزة، مثل إصابة إمام عاشور خلال المعسكر الأخير، ومصطفى محمد وعمر مرموش في مباراة الرأس الأخضر، وغياب أحمد فتوح لمحاكمته بحادث سير أسفر عن مقتل رجل شرطة، وأضيف إلى ذلك أزمة مع واحد من كبار اللاعبين، آخرها مع أحمد حجازي لرفضه المشاركة بمباراة الرأس الأخضر، واستبعاده بقرارٍ صحيح من الجهاز الفني، رغم التحفظ على ما سبق من تصرفات تجاه لاعب كبير وصاحب تاريخٍ من الالتزام والانضباط مع المنتخبات الوطنية بمراحلها السنية، وعدم الحديث معه بدوره ومشاركته تقديراً له.
مشوار حسام حسن خلال ثلاثة معسكرات عامرٌ بقصص وحكاياتٍ وتحدّيات، الأول في شهر مارس/ آذار خلال دورة دولية، فاز على نيوزيلندا 1-0، ثم خسر 2-4 أمام كرواتيا، في حين أن معسكر يونيو/ حزيران، شهد مباراتين بتصفيات كأس العالم 2026، فجاءت نتائجه تحقيق فوز على حساب بوركينافاسو 2-1 وتعادل إيجابي 1-1 مع غينيا بيساو، أما معسكر نهاية شهر أغسطس/ آب، فشهد فوزاً في مباراتي الرأس الأخضر 3-0 وبتسوانا 4-0 بتصفيات الأمم الأفريقية.
حسام حسن واجه الصعاب والتحدّيات مع جهازه الفني بخبراته الكبيرة، وبرؤية وعقلية مميزة يحسد عليها، بتطويع الإمكانيات المتاحة، والنجوم الأبرز والجاهزين بدنياً، كما عمل على إعادة شخصية وهوية المنتخب المصري، واللعب بأسلوب هجومي وبكثافة هجومية أسفرت عن انتصارات عريضة، أحسن اختيار التشكيل ونوعية اللاعبين المناسبين لمرحلة صعبة بدنياً وفنياً، أظهر معه الفريق روحاً قتالية وثقة وأسلوب لعب مناسباً لكلّ مباراة، كما أجاد إدارة المباريات والتبديلات، نظراً للتراجع البدني بالشوط الثاني، إضافة إلى تقسيم المباريات لتوزيع جهد اللاعبين والمحترفين، نظراً لمشاركاتهم مع أنديتهم، وكذلك البدء بالضغط العالي على المنافسين، الذي رافقه التسجيل المبكر نظراً لتعويض عدم اكتمال لياقة المباريات للأغلبية، خاصة المحليين.
ضمّ حسام حسن أيضاً عناصر من المنتخب الأولمبي، أمثال حمزة علاء، أحمد نبيل كوكا، محمد شحاته، أسامه فيصل وإبراهيم عادل ودفع ببعضهم، كما امتلك الجرأة للدفع بخالد صبحي (29 عاماً) لاعب سيراميكا كليوباترا المنتقل للمصري البورسعيدي بمركز قلب الدفاع، وأيضاً إقحام أسامة فيصل مهاجم البنك الأهلي، لتعويض غياب مصطفي محمد وعمر مرموش للإصابة.
يحتاج حسام حسن للالتفاف والدعم رغم الانتقادات التي وجّهت له ولأسلوب تعامله مع النجوم وخلق الأزمات، إضافة إلى التصريحات المندفعة والردود التي تحتاج إلى هدوء وتروٍ منعاً للانتقادات، وخلق عداءات كثيرة، خاصة مع الأندية الكبرى مثل فريقي الأهلي والزمالك، بالتالي رغم النجاحات لم يسلم من الانتقادات، وجرى إبراز السلبيات بدلاً من تقديم الحلول وإيجاد سبل حلّها، وتذليل العقبات، وتوفير المناخ والبيئة الصحيحة لحسن إعداد المنتخب، وإظهار القدرات الفنية والمهارية، الذهنية والبدنية، بهدف البقاء على القمة، وتقديم أفضل مردود، وتحقيق أحلام الجماهير بالتتويج باللقب الثامن للأمم الأفريقية، والغائب منذ ثلاثية المعلم حسن شحاته في 2006-2008 و2010، والحلم والغاية الأكبر طبعاً سيكون الوصول إلى كأس العالم 2026.