لم تكن مباراة المنتخب الإيطالي، ضد نظيره الإسباني على ملعب سان سيرو في ميلانو، الأربعاء، مثل كل المباريات التي لعبها جانلويجي دوناروما دولياً في السنوات الأخيرة، بل ستبقى عالقة بذهن حارس باريس سان جيرمان الجديد وهو الذي عاد إلى ملعبه بطلاً لأوروبا وأفضل لاعب في النسخة الماضية.
ففي أول مباراة له منذ انتقاله إلى العاصمة الفرنسية، عاد دوناروما ليخوض مباراة على الميدان الذي شهد إبداعاته لسنوات طويلة مع فريقه السابق نادي ميلان، وكان يمني النفس بأن تكون العودة من الباب الكبير ولكن خابت آماله كثيراً.
وكان دوناروما يعلم مسبقاً أنّه غير مرحب به في سان سيرو، فمواقع التواصل الاجتماعي تحولت إلى منصة استغلتها الجماهير لتوجه سهام النقد إلى نجمها السابق، لتعلمه أنّه غير مرحب به من جديد ولكن ساد الاعتقاد أن الأمر سينتهي عند التعبير عن الغضب.
كما أن اللافتات التي رفعها في محيط الملعب كانت تشير بأن "السهرة" ستكون قاسية بما أن الجماهير وجهت رسائل إلى الحارس مفادها أنّه لم يعد محمياً في ميلانو، فقد رُفعت عنه حصانة الجماهير التي دعمته شاباً وساندته حتى وصل إلى ما هو عليه الآن.
وجاءت مجريات المباراة لتكشف غضب الجماهير من حارسها السابق، وهو ما ترجمته ردة الفعل القوية طوال المباراة وخاصة الشوط الأول عندما كانت صافرات الاستهجان ترافق الحارس الإيطالي في كل مرة تصله الكرة فارتكب كثيراً من الاخطاء وكاد أن يكلف منتخبه هدفاً قاتلاً ولم يبرز إلا في الشوط الثاني فقط بعد أن ابتعد عن المدارج القريبة من جماهير ميلان.
San Siro réserve un bel accueil à Gianluigi Donnarumma 👀
— Milan Origin 🇲🇫 (@ACMilanOrigin) October 6, 2021
📸 @gippu1 pic.twitter.com/HKbR68wUJX
وحاولت جماهير بقية الأندية، أن تخلق التوازن وتدعم حارس إيطاليا الأول بعد أن تسربت المخاوف من تعرض "الأزوري" لخسارة مذلة إلا أن الوضع كان قاسياً بكل المقاييس.
فقد أربكت الجماهير، كل عناصر منتخب إيطاليا التي تأثرت وهي تشاهد حارسها الأول يواجه أبناء بلده وقد تكون المعاملة التي وجدها دوناروما سبباً في انهيار الدفاع الإيطالي خاصة في الشوط الأول.
وأظهرت جماهير ميلان تعصباً كبيراً فقد فاق عشقها لناديها، الشعور بالانتماء لإيطاليا إذ كان المنتخب في حاجة إلى الدعم ليجد نفسه في نهاية الشوط متأخراً 2ـ0 ومنقوصاً من قائده بعد طرده، وبحارس تحاصره صافرات الاستهجان.