سيظل رضوان جيد سفيراً فوق العادة للتحكيم العربي والأفريقي في أكبر البطولات القارية والعالمية، لما أظهره من حنكة وشخصية قوية في قيادة مباريات في غاية الأهمية.
ولم يأتِ تعيين صاحب الـ 44 سنة حكماً رئيسياً في نسخة ساحل العاج لبطولة كأس أمم أفريقيا، مجاملة أو صدفة، بل لأنه سجل حضوره القوي في غالبية البطولات الكبيرة، التي اختير فيها سواء حكماً رئيسياً، أو مسؤولاً عن غرفة تقنية الحكم المساعد "فار".
ويعتبر رضوان جيد أكثر الحكام المغاربة إثارة للجدل، بسبب قراراته الصارمة وشخصيته القوية، وعصبيته المبالغ فيها أحياناً، ويظهر ذلك من خلال إشهار البطاقات الصفراء والحمراء لكل لاعب يرتكب خطأ فادحاً، أو يحاول خداعه، ما عرّضه للعديد من الانتقادات شديدة اللهجة سواء من طرف مسؤولي الأندية، أو اللاعبين.
ومع ذلك، يبقى رضوان جيد، المنحدر من مدينة أغادير، جنوب المغرب، من حكام القارة الأفريقية، الذين تركوا بصمتهم بقوة في السنوات الأخيرة، أو بالأحرى منذ تلقيه أبجديات التحكيم على يد والده محمد جيد، الذي صال وجال في ملاعب المملكة، قبل أن يتولى مسؤولية اللجنة الجهوية للتحكيم بالمنطقة الجنوبية للمغرب، تاركاً صافرته لنجله كي يحمل مشعله.
ودخل رضوان جيد مدرسة التحكيم في أغادير المغربية عام 1993، وواصل تكوينه إلى غاية 1998، ليتقلد بعد ذلك مهمة قيادة مباريات الفئات السنية، قبل أن يواصل المسيرة إلى أن أصبح حكماً لمباريات القسم الأول، ثم حكماً دولياً عام 2009، كأصغر حكم مغربي يحصل على الشارة الدولية.
ومنذ ذلك الحين ورضوان جيد يحقق النجاحات تلو الأخرى إلى أن أصبحت صافرته عابرة للقارات من خلال قيادته للعديد من المباريات في بطولات قارية وعالمية آخرها مشاركته كحكم الفيديو "فار" في مونديال قطر 2022، فضلاً عن قيادته العديد من المباريات المهمة في المغرب، وبخاصة نهائي كأس العرش، وديربي الوداد والرجاء، إذ يحمل الرقم القياسي كأكثر الحكام قيادة له بـ12 مرة.
وبعيداً عن مهمته "قاضياً" داخل المستطيل الأخضر، يملك رضوان جيد شركة خاصة في مجالات تجهيز المصاعد في مدينة أغادير، ما أكسبه مكانة اجتماعية مهمة ومكانة بين زملائه الحكام.
وبينما نجح رضوان جيد في ترك بصمته قارياً وعربياً في مجال التحكيم، ونال شهرة واسعة أكثر من غيره، فإن ذلك لم يكن كافياً لبسط هيمنته سياسياً، بعدما فشل في الفوز بمقعد برلماني، لدى خوضه الانتخابات البرلمانية عن دائرة مدينة أغادير باسم حزب الحركة الشعبية عام 2021، حين خسر المعركة أمام عزيز أخنوش، رئيس الحكومة المغربية، الذي فاز بأكبر عدد من الأصوات حينذاك.
يُذكر أن الحكم رضوان جيد قاد، الاثنين، مباراة السنغال أمام غامبيا على ملعب "شارليس كونان باني" في ياموسوكرو، ضمن الجولة الأولى من دور المجموعات، بمساعدة مواطنيه لحسن أزكاو، ومصطفى أكركاد، بينما أسندت مهمة الحكم الرابع للحكمة المغربية بشرى كربوبي.