حقق منتخب الجزائر انطلاقة مثالية في تصفيات كأس العالم 2026 بفوزين على الصومال وموزامبيق، لتتوجه الأنظار الآن إلى ما يمكن أن يفعله رجال المدرب جمال بلماضي في بطولة كأس أمم أفريقيا القادمة في ساحل العاج، والتي تُعد فرصة مناسبة لرد الاعتبار، بعد المشاركة الكارثية لمنتخب "الخضر" في النسخة السابقة في الكاميرون.
وتحدّث نجم الكرة الجزائرية كريم زياني، في حوار خصّ به "العربي الجديد"، عن النتائج الحالية التي يُحققها منتخب الجزائر تحت إشراف المدرب جمال بلماضي، مشيداً بالانطلاقة القوية في تصفيات المونديال، ومشدداً على صعوبة المهمة التي تنتظر الخضر في العرس القاري.
كيف رأيت أداء المنتخب الجزائري في بداية تصفيات كأس العالم 2026؟
قبل الحديث عن مباراتي المنتخب الجزائري أمام الصومال وموزامبيق، وجب التنويه إلى جزئية مهمة تتمثل في أن التصفيات تختلف تماماً عن البطولات والدورات المجمّعة، والتعامل معها يجب أن يكون بكل جدية من البداية، على اعتبار أن تجميع النقاط من اللقاء الأول مهم في رحلة البحث عن التأهل، والحمد لله الخضر كانوا في الموعد في لقاءي الجولتين الأولى والثانية، بعد حصد 6 نقاط. وهنا أؤكد أن الفوز أهم من الأداء، ولو أنني متأكد أن المنتخب لم يبذل الكثير من المجهودات في لقاء الافتتاح أمام الصومال، وتركيزهم كان منصباً أكثر حول لقاء موزمبيق.
يبدو أنك معجب بالأداء الذي قدمه لاعبو الجزائر في لقاء مابوتو؟
راضٍ بشكل كبير عن المردود المقدم أمام موزامبيق، حيث أحسنا التعامل مع هذا التنقل الصعب الذي جرى في ظروف خاصة؛ سواءً تلك المتعلقة بالمناخ أو الإرهاق الناجم عن السفرية الطويلة. ومن لم يلعب في أدغال أفريقيا لا يدرك ما أقول، فهذه المعطيات لطالما منحت الأفضلية لأصحاب الأرض والجمهور، حتى وإن كان مستوى الفريقين متباعدا، فأنا أهنئ رياض محرز ورفاقه على الانطلاقة المثالية، وأتمنى لهم التوفيق في باقي المشوار، لا سيما وأننا في البدايات فقط، ومن يريد اقتطاع بطاقة التأهل للمونديال عليه المواصلة بنفس النسق.
الانتصارات متواصلة خارج الديار في عهد بلماضي، ما تعليقك؟
باستثناء ما حصل مع بلماضي وكتيبته عام 2022، هذا الجيل موفّق إلى أبعد الحدود خارج الديار، ولا تنسوا أنه عاد بالتاج القاري عام 2019 من مصر. ولهذا يمكن القول إن اللعب في الجزائر أو خارجها أصبح شيئا واحداً بالنسبة لمنتخبنا الحالي، ويكفيه أنه عاد بالفوز من داكار أمام بطل أفريقيا، إضافة إلى تخطي موزامبيق مؤخراً في سفرية لم تكن سهلة على الإطلاق، خاصة بعد ما حصل مع ضربة الانطلاقة، إذ وجد المدرب نفسه مضطراً لإجراء تغييرين بسبب الإصابة، ما أثر على الأداء في الشوط الأول، ولكن سرعان ما عادت العناصر الوطنية لبسط هيمنتها على مجريات الشوط الثاني الذي تمكنت خلاله من تسجيل هدفين عن طريق شايبي وزروقي.
من هم العناصر الذين لفتوا انتباهك خلال آخر مباراتين؟
جميع الأسماء كانت جيدة، سواء الأساسية أو الاحتياطية، وأجزم أن من يمتلك منتخبا من هذا الحجم بإمكانه أن يحلم بتحقيق الكثير، فحيازة لاعبين من شاكلة محرز وفيغولي وسليماني وماندي وشعيبي ليس في متناول أي منتخب أفريقي، ولهذا نحن ننتظر الكثير من هذا المنتخب.
ما رأيك في الوافدين الجدد؟
المنتخب استفاد مؤخراً من تدعيمات نوعية في كل الخطوط، وهذه الأسماء الجديدة كان لها دور بارز في آخر المواعيد، بداية بالحارس ماندريا الذي تصدى لعديد الكرات الخطيرة في لقاء موزامبيق، وصولاً إلى مسجلي هدفي الانتصار في لقاء موزمبيق شعيبي وزروقي.
لو نطلب رأيك في الحارس أنطوني ماندريا؟
هو صاحب الفضل الأكبر في الفوزين المحققين أمام السنغال وموزامبيق، بفضل التصديات المثيرة التي قام بها والتي أبقت المنتخب في اللقاءين، وهنا يمكن القول إننا نمتلك حارسا رائعا سيمنحنا الاطمئنان الذي كنا نعيشه مع مبولحي، هو حارس بمواصفات عصرية، وآمل أن يقدم المزيد في قادم الاستحقاقات.
ماذا عن فارس شعيبي؟
هذا اللاعب إمكانياته كبيرة، مقارنة بصغر سنه، ومنذ التحاقه لم يكن بحاجة إلى الوقت للتأقلم، كما أنه حظي مباشرة بثقة كبيرة من طرف المدرب بلماضي الذي رأينا أنه يشركه كأساسي باستمرار، وهو من اكتشافات المنتخب، وأرى أن لديه الكثير ليقدمه معنا.
رأينا لاعبا آخر خطف الأضواء بتألقه في فترة التوقف الدولي الأخيرة، ويتعلق الأمر بمهاجم يونيون سانت غيلواز البلجيكي محمد أمين عمورة، ما تعليقك؟
محمد أمين عمورة أسهم بشكل كبير في الفوز الذي عدنا به من موزمبيق، كونه كان وراء الهدفين. هو خيار هجومي قوي بالنسبة لبلماضي يضاف إلى الخيارات التي يمتلكها في الخط الأمامي.
بصراحة، هل المنتخب الجزائري مرشح للتتويج بكأس أمم أفريقيا؟
أنا واثق بأن المنتخب الجزائري سيلعب الأدوار الأولى وسيصل إلى أبعد محطة ممكنة، خاصة إذا ما دخلنا أجواء المنافسة بقوة. لديّ شعور أن الخضر قادرون على الثأر لما حدث لهم في آخر نسخة، ولكن عليهم الحذر فالدورات المجمعة صعبة للغاية، خاصة إذا ما أقيمت في أدغال أفريقيا.