سليمة صفر تكشف لـ"العربي الجديد" كواليس أخرى عن حادثة الاغتصاب.. توقيت التصريح وردة فعل العائلة
باتت نجمة التنس التونسية السابقة، سليمة صفر، حديث أغلب وسائل الإعلام العالمية، بعد تصريحاتها المدوية لصحيفة "ليكيب" الفرنسية، التي تحدثت فيها عن تعرضها لتحرش جنسي واغتصاب، في بداية مسيرتها، من قبل مدربها السابق، ريجيس دي كاماري.
وكشفت سليمة في تصريحات حصرية لـ"العربي الجديد"، يوم الثلاثاء، العديد من الأسرار والكواليس التي تخصّ حوارها هذا، وقد تحدثت البطلة العربية بكل تأثر وبلهجة باكية أحياناً، وهي تستعرض أطوار هذه القصة الحزينة، التي لم تمنعها من أن تصبح إحدى نجمات اللعبة في العالم العربي، وحتى على الصعيد العالمي.
لماذا هذا الوقت بالذات؟
قدمت سليمة صفر في البداية، توضيحاً مهماً للجماهير والمتابعين عن سبب الكشف عن تفاصيل الحادثة في هذا الوقت بالذات، قائلة: "لا بد للجميع أن يعلم أن عائلتي والمقربين منّي لم يكتشفوا القصة إلا منذ سنة ونصف أو سنتين، الأمر لم يكن سهلاً في البداية، لأنها من المواضيع المسكوت عنها في مجتمعنا العربي، لقد أخبرتهم بكل شيء عندما شعرت بأنني تجاوزت فعلاً المخلّفات النفسية التي سببها لي هذا الموضوع".
"إن متّ الآن فسأكون مرتاحة الضمير"
وأضافت: "لقد عشت سنوات صعبة جداً، والآن قلت في نفسي، لقد حان الوقت لكي أتحدث وأكشف كل شيء، حالياً أشعر براحة نفسية كبيرة جداً، أنا سعيدة جداً بالشجاعة الكبيرة التي اكتسبتها رغم أنني عشت 25 سنة تحت هول الصدمة، واليوم بعدما انتشرت القصة في وسائل الإعلام العالمية، قلت في نفسي، حتى وإن متّ الآن فسأكون مرتاحة الضمير، المهم أنني تكلمت في نهاية الأمر، ولست خجولة تماماً من هذه القصة، صدقاً أشعر بفخر كبير".
تغلّبت على الانتحار وكل الأفكار السلبية
تابعت سليمة حديثها بأنها كانت تعالج نفسها بنفسها طيلة هذه السنوات، دون أن تتحدث لأي شخص في الموضوع، وأضافت: "الحمد لله أنني استطعت التغلب على الأفكار السلبية التي خامرتني أحياناً، مثل التفكير في الانتحار، لم أترك أي مجال للاستمرار في مثل هذه الأفكار، لأنني كنت قوية جداً الحمد لله، ولم أشعر بالضعف تماماً، وتمكنت من تجاوز كل هذه الأزمات النفسية".
توقيت التصريح كان مدروساً
وأكدت النجمة التونسية، أنها قررت التحدث في الموضوع تزامناً مع إطلاق موقع إلكتروني خاص بها، يوم الثلاثاء، هو منصة وضعتها سليمة لصالح الضحايا الذين تعرضوا للتحرش والاغتصاب، سواء كانوا ذكوراً أم إناثاً، حتى توجّه لهم النصائح وتشجعهم على مصارحة محيطهم بما تعرضوا له، وهي الخطوة الأولى للخروج من هذه الأزمة، وفق تعبيرها.
العديد من الحالات المماثلة
وأضافت: "أردت أن أكون مثالاً ومصدر قوة لمن تعرضوا لحوادث مماثلة، لم أكن قادرة على إطلاق الموقع قبل أن أروي قصتي للجميع، وذلك حتى يثق بي هؤلاء، وأن أساعدهم بالفعل على الانتقال للمرحلة المهمة، وهي الجرأة في إعلان ما جرى لهم، وبالفعل لقد اتصل بي العديد من الأشخاص وكشفوا لي عن قصص مماثلة تعرضوا لها في حياتهم، وأنا الآن في تواصل دائم معهم، من أجل مساعدتهم على النهوض مجدداً.
تأخير السفر إلى الدوحة
وقالت سليمة التي تنتمي إلى فريق المحللين والمعلقين على مباريات التنس، في شبكة "بي إن سبورتس"، إنها أجّلت سفرها إلى الدوحة، وبقيت إلى جانب عائلتها في تونس، وأعلمتهم مسبقاً بأن صحيفة "ليكيب" ستنشر الحوار، مضيفة أنها ستعود إلى قطر مساء الثلاثاء، بعدما اطمأنت على الحالة النفسية لأفراد عائلتها، مشيرة إلى أنها تلقت كل الدعم منهم وقد رحبوا كثيراً، بشجاعتها في التصريح لوسائل الإعلام.
اتصالات من كل أنحاء العالم
واختتمت سليمة صفر حديثها، بالإشارة إلى أنها تلقت اتصالات متعددة من شخصيات معروفة من مختلف الجنسيات، تحديداً بعد نشر المقابلة الصحافية مع "ليكيب"، وأضافت أن الجميع دعمها بكلمات ورسائل رائعة، وهو ما زاد من الرفع في معنوياتها، موجّهة شكرها لكل من ساندها واتصل بها.