تمكنت إدارة نادي أينتراخت فرانكفورت الألماني، من ضم الجزائري الشاب فارس شايبي قادماً من تولوز الفرنسي وبعقد يمتد حتى عام 2028، الأربعاء، بعد مفاوضات شاقة بين الطرفين كانت قد انطلقت شهر يونيو/ حزيران الماضي وفقاً لتقارير ألمانية وفرنسية سابقة.
وتعتبر هذه الصفقة بمثابة نقلة نوعية في مشوار اللاعب فارس شايبي، وهذا مع الصعود الصاروخي في مسيرة اللاعب خلال ظرف قصير، سواء مع فريق تولوز بطل كأس فرنسا الموسم الماضي، أو المنتخب الجزائري الذي ظهر لأول مرة بقمصيه في معسكر مارس/ آذار الماضي.
موسم للتاريخ
الملفت في مسيرة فارس شايبي أنه تمكن من تحقيق هذه القفزة المثيرة بعد موسم واحد فقط على المستوى الاحترافي، كون الموسم الكروي 2022/2023، يعتبر المحطة الأولى له مع فريق تولوز، الذي تدرج في فئاته السنية، باستثناء مروره القصير بأكاديمية ليون في بدايات حياته مع كرة القدم وكان ذلك عام 2019.
ونال فارس شايبي فرصته الأولى مع فريق تولوز الموسم الماضي وذلك بعد تألقه في الفئات السنية للفريق، حيث لعب طوال الموسم 41 مباراة بجميع المسابقات، مسجلاً 8 أهداف و7 تمريرات حاسمة، كما لعب دوراً رئيسياً في تتويج فريقه "البنفسجي" بكأس فرنسا، بتمكنه من تسجيل 3 أهداف وصنع هدفين في 5 مباريات ضمن المسابقة.
القيمة السوقية
التطور المذهل في مسيرة فارس شايبي لم يكن فقط من الجانب الفني، بل إن قيمته السوقية شهدت كذلك صعوداً صاروخياً، فاللاعب وعند انطلاق مسيرته الاحترافية الموسم الماضي، كانت قيمته حسب موقع "ترانسفر ماركت" تبلغ فقط حوالي 500 ألف يورو.
وتطورت القيمة السوقية للاعب مع مرور مباريات الموسم وتألقه مع فريقه كذلك، حيث وصلت شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2022 إلى 5 ملايين يورو، ثم ارتفعت شهر مارس الماضي إلى 10 ملايين يورو، وذلك موازاة مع ظهوره الأول مع الخضر، وصولاً إلى "الميركاتو" الصيفي، عندما جرى تسويقه من تولوز إلى أينتراخت فرانكفورت بقيمة بلغت حوالي 15 مليون يورو.
رفض فرنسا لأجل الجزائر
يُعتبر فارس شايبي كذلك بمثابة المفاجأة السارة للجماهير الجزائرية، التي كانت قبل موسم واحد فقط تجهل هوية هذا اللاعب الشاب، لكن المدرب جمال بلماضي عمل على إقناعه بارتداء ألوان المنتخب الجزائري وهذا ما حدث منذ شهر مارس الماضي، تزامناً مع مباراتي النيجر ضمن تصفيات أمم أفريقيا 2023.
وفي نافذة "فيفا" خلال تلك الفترة، كان الإعلام الفرنسي قد أكد أن فارس شايبي رفض دعوة مدرب منتخب فرنسا لأقل من 23 عاماً سيلفان ريبول، لأنه كان يملك هدفاً دولياً واحداً في رأسه وهو اللعب للجزائر، لرغبته في تحقيق رغبة جده، الذي يقيم حالياً في مدينة سطيف شرقي البلاد، ومنها كذلك تنحدر أصول هذا اللاعب وعائلته.
وجاء تمثيل منتخب الجزائر بعد نصف موسم واحد فقط على المستوى الاحترافي، لتؤكد أن التطور التاريخي في مسيرة فارس شايبي ليس مقتصراً على الأندية فقط، بل على مشواره الدولي بسرعة حصوله على ثقة بلماضي، الذي كان قد فتح ورشة لتجديد دماء تشكيلته بعد فشل عاشه الخضر في العامين الماضيين.