تثير شعارات قطبي مدينة مانشستر جدلاً واسعاً في بريطانيا بعد أن نشرت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية تحقيقاً حول خلفيتها التاريخية، إذ اشتعل النقاش بخصوص عدد من الرموز المنشورة عليها والتي تعود لأحداث عنصرية.
وفي التفاصيل، تولى الإعلامي في صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، سيمون هاتينستون، التحقيق في شعارات فريقي مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي، إذ وجه الاهتمام إلى بعض الرسومات التي تحملها، ومن بينها سفينة بثلاثة أشرعة يتشارك فيها الغريمان.
شعارات بخلفية العبودية
وأكد الإعلامي البريطاني أن السفينة التي تظهر على شعارات ناديي مانشستر ترتبط بشكل مباشر مع العبودية التي كانت في المدينة قبل قرون، حيث استعبد رجال الأعمال مواطنين من القارتين الأفريقية والأميركية لنقل مادة القطن من دول أميركا اللاتينية.
سفينة القطن.. قصة ترعب البشرية
وتفاخر سكان مدينة مانشستر بفخر الصناعة البحرية مطلع القرن 19، حيث امتلكت بريطانيا سفينة كبيرة وجهت لنقل القطن من أميركا الجنوبية، ورغم جمالها وعظمتها، شهدت الباخرة أقسى أنواع المعاملة مع البشر، بعد أن استعبد رجل أعمال المئات من العمال اختارهم من عبيد أفريقيا، وحملوا القطن بكميات ضخمة من اليابسة على ظهر السفينة، فبقي العار مرتبطا بالسفينة الشهيرة التي يحتفظ بها اليونايتد والسيتي ظاهرة على قميصيهما.
حملة مناهضة لمحو العار
وتقود الجماهير وهيئات مختصة في محاربة العنصرية والدفاع عن حقوق الإنسان حملة لتغيير شعارات الناديين بمطالب التخلي عن السفينة، وحتى تغيير تصميم الشعار لأشكال ثانية مخالفة تماما للحالية، خاصة أن السبب تاريخي وقد يؤثر على صورة الفريقين ويتسبب في مشاكل تسويقية لهما في المستقبل القريب.
تمسك بالباخرة رغم ماضيها
ورافقت السفينة التي تمتلك رمزية كبيرة في مدينة مانشستر أقمصة الفريقين لعدة سنوات ولم تغب عن شعارهما رغم تغيير التصاميم في عدة مناسبات، حيث تحمل تاريخا يعكس الطابع التجاري للمدينة الشهيرة، وفتحت بابا لتحسين الوضع الاقتصادي في البلاد، لكن ظهورها أمسى اليوم محل انتقادات متواصلة بتهمة جريمة ضد الإنسانية.