يبدو أن مسلسل النجم الفرنسي كريم بنزيمة لم يعرف بعد نهايته، رغم أن الجميع كان قد جزم بإسدال ستار قصة اللاعب ذي الأصول الجزائرية مع الديوك، بعد التصريحات السابقة لكل من المدير الفني للمنتخب الفرنسي ورئيس اتحاد الكرة، بنهاية مغامرة كريم مع أبطال العالم، غير أن آخر المستجدات اليوم تشير إلى اقتراب عودته والمشاركة في يورو 2020.
اسم بن زيمة عاد بقوة للتداول في أوساط الإعلام الفرنسي والحديث عن قرب عودته للديكة، خاصة بعد المستوى المبهر الذي قدمه هذا الموسم رفقة نادي ريال مدريد الإسباني، بعد أن كان قد أبعد في السنوات الأخيرة، بل تمت مهاجمته من طرف ديدييه ديشان، الذي قرر الوقوف في صف المهاجم فالبوينا، حتى قبل أن تبت العدالة في القضية الشهيرة التي كانت وراء إبعاد مهاجم ريال مدريد.
هذه الأحداث تنسف كل ما وقع في فترة إبعاد كريم، والتي اتسمت بتقربه ومغازلته لكل ما هو جزائري، بداية بوضع العلم الجزائري في كل منشوراته، وعدم توانيه في الافتخار بالخضر، ومطالبته علانية بمنح الاتحاد الفرنسي رخصة للعب لمنتخب وطني آخر، بل وصل الأمر إلى حد ارتداء القميص الوطني الجزائري ونشر صورة له، صنعت الحدث وقتها.
صورة بنزيمة بقميص الخضر، دفعت الجماهير الجزائرية إلى مهاجمة اتحاد الكرة الجزائري، وإلقاء اللوم عليه، لأنه بحسبهم لم يتحرك من أجل تغيير جنسية بنزيمة الرياضية، وإعادة ضمه لكتيبة بلماضي، كون اللاعب بحسبهم قد عبر عن انتمائه للجزائر بأخذه لتلك الصورة.
وفي خضم اللغط الذي حدث وقتها، ظهر مهاجم نادي ليون السابق في بث مباشر للحديث عن أمور مختلفة، ليفاجئ صخرة دفاع الخضر جمال بلعمري الجميع، ويكتب له بلغة بسيطة عربية، لا أعتقد أن كريم قد فهمها، لكن كل من شاهد الفيديو فهم الرسالة، والتي جاء فيها " لدينا بونجاح".
نعم، لقد صدق بلعمري وكذب كل أولئك الذين ملأوا مواقع التواصل الاجتماعي بالضجيج، واتهموا الجميع بالتقصير، ففي النهاية، سيعود بنزيمة إلى المنتخب الفرنسي، وإن لم يعد ، فقد اختار العلم الفرنسي أول مرة في سنة 2008 لما اتصل به الاتحاد الجزائري بقيادة عبد الحميد حداج، وكان رده بأن خياره الأول هو اللعب للديكة من أجل أهداف رياضية، وهو نفس الخيار الذي يمكن أن يكون اليوم، فمهاجم الديوك القديم
الجديد، يسعى لترصيع مشواره الحافل بالألقاب مع ريال مدريد، بلقب مع منتخب بلاده، لعله يكون دافعاً لاختياره الأحسن ومنحه الكرة الذهبية العالمية، بعد سنوات قضاها في ظل رونالدو وميسي ونيمار، وحتى إن لم يعد بنزيمة سيحفظ التاريخ، أنه اللاعب الفرنسي كريم بنزيمة، ويحفظ التاريخ أن بغداد بونجاح أو إسلام سليماني أو أندي ديلور هم مهاجمون جزائريون حملوا العلم الجزائري عالياً وجلبوا كأس أفريقيا وأفرحوا الشعب الجزائري، ولكل واحد شعب يلعب من أجل أن يسعده.