حقق منتخب المغرب لكرة القدم حلم الجماهير العربية والأفريقية، بإنهاء عقدة الدور ربع النهائي، وأصبح أول منتخب يصل إلى الدور نصف النهائي من بطولة كأس العالم في قطر 2022.
ولم يكن طريق المغرب إلى هذا الإنجاز التاريخي سهلاً باعتبار صعوبة المنافسة، ذلك أن الطريق إلى المربع الذهبي كان صعباً وشاقاً وساهم فيه ثلاثة مدربين، كل واحد بطريقته والقاسم المشترك بينهم قوة العلاقة مع اللاعبين ونجوم المغرب.
رينار رفع التحدي
قاد المدرب الفرنسي هيرفي رينار المنتخب المغربي إلى نهائيات كأس العالم 2018 وواجه منتخبات قوية في مجموعته، وقدم "أسود الأطلس" مستوى رائعاً رغم الخروج من الدور الأول ولكن الرسالة كانت واضحة وهي أن المغرب اقترب من حيث المستوى من المنتخبات الأوروبية. ولعب رينار دوراً كبيراً في تغيير عقلية اللاعبين من خلال غرس الروح الانتصارية، خاصة وأن الوصول للنهائيات لم يكن سهلا بعد مواجهة ساحل العاج في المجموعة.
حاليلوزيتش: ضمن التأهل
سار المدرب البوسني وحيد حاليلوزيتش على خطى الفرنسي رينار وحقق الهدف الأهم وهو التأهل إلى المونديال، وقد ساهم بقدر كبير في إرساء منظومة دفاعية قوية ولكنّه في الآن نفسه فشل في استغلال مهارات اللاعبين الفردية وخاصة زياش حيث توترت علاقته بالنجوم، لكنّه فرض واقعا جديدا وهو أن المجموعة أهم من الفرديات ولا مجال للتسامح مع أي لاعب لا يُطبق التعليمات أو يجتهد من أجل الفريق.
الركراكي: أنهى العمل ببصمة سحرية
لا يمكن القول إن الركراكي صنع معجزة في ثلاثة أشهر، فقد وجد منتخباً صلباً تكتيكياً ولكن الإشكال كان يهم الوضع المعنوي في الفريق بسبب طريقة حاليلوزيتش وما سببه من أزمات داخل المنتخب، ولهذا فإن الركراكي ركز على إصلاح خطأ سلفه في البداية.
ورغم أن الركراكي حافظ تقريباً على المجموعة الأساسية بنسبة كبيرة، إلا أن الانضباط التكتيكي كان قوياً، كما أن لاعباً مثل زياش أصبح يقوم بالدور الدفاعي بشكل متواصل ولا يقتصر دوره على الجانب الهجومي فقط، حيث يخوض منتخب المغرب مبارياته بروح معنوية عالية، كما أن الركراكي أبدع في توظيف اللاعبين والقيام بالتغييرات الناجحة التي قلبت موازين القوى، إضافة إلى أنه اختار عناصر احتياطية في القائمة كانت تستحق المشاركة منذ فترة ولكن حاليلوزيتش تجاهلها.