تسحب فجر الاثنين قرعة بطولة كوبا أميركا 2016، والتي تقام بشكل استثنائي، للاحتفال بمئوية البطولة القارية التي تحظى بنسب مشاهدات كبيرة، بفضل النجوم الذين يشاركون في منافساتها والمنتخبات التي تُشكل مجموعاتها.
وفازت حتى الآن ثمانية منتخبات في البطولة القارية خلال السنوات الـ99 الأخيرة، وكانت تشيلي آخر المتوجين بلقب المنافسات القارية، لتنهي لعنة لازمتها منذ أول مشاركة لها، وتحقق أول لقب من كوبا أميركا في تاريخها.
يشار إلى أن المنتخب التشيلي كان ضمن ثلاثة منتخبات من أميركا الجنوبية لم تتوج بلقب البطولة، في قائمة تضم أيضا كلا من الإكوادور وفنزويلا، وقبل فوزه ببطولته الوحيدة شارك المنتخب في 37 من أصل 43 بطولة، ولم تكلل جهوده بالنجاح في أي منها.
أوروغواي الأكثر تتويجا
وعلى العكس فإن المنتخب الأكثر تتويجا بمنافسات البطولة هو أوروغواي، الذي حسم منافسات البطولة القارية في 15 مناسبة سابقة، من بينها 7 مرات على أرضه، والغريب أنه لم يخسر في أي مباراة على أرضه في كل النسخ الماضية، حيث فاز "السيليستي" في 31 لقاء، وتعادل 7 مرات.
غرائب النسخة الثانية
أقيمت النسخة الثانية من منافسات كوبا أميركا عام 1917، ولم تكن شهرة كرة القدم قد وصلت إلى أوجها في القرن العشرين، وكانت معظم الفرق المكونة من الهواة، ولذلك عندما استضافت أوروغواي منافسات البطولة القارية لم يكن للمنتخب الأرجنتيني منتخب كامل من المحترفين، وهو ما أجبر بعض اللاعبين إلى ترك المنتخب والعودة إلى البلاد بالرغم من الفوز بمباراتين من أجل مواصلة أعمالهم، قبل أن يعودوا قبل المباراة الحاسمة أمام أصحاب الأرض، ولكنهم تلقى هزيمة بهدف نظيف.
أساطير حُرموا من لقب البطولة
تضم قائمة النجوم الذين فشلوا في التتويج بلقب بطولة كوبا أميركا العديد من أساطير اللعبة في مختلف المنتخبات، وعلى رأسهم يأتي كل من الأرجنتيني دييغو أرماندو مارادونا والبرازيلي بيليه والحارس الباراغواياني تشيلافيرت والتشيليين سالاس وزامورانو.
وحتى الآن تضم القائمة اسم الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم هجوم برشلونة الإسباني، وهو ما دفعه في نسخة العام الجاري الاستثنائية بحثا عن أول لقب له مع المنتخب الأول، بعدما فشل في تحقيق ذلك بمنافسات بطولتي كأس العالم وكوبا أميركا الماضية.
ضيف من خارج القارتين
كان المنتخب الياباني هو الاستثناء الوحيد الذي لعب كضيف من خارج قارتي أميركا، وذلك في منافسات نسخة عام 1999. وحاولت اللجنة المنظمة دعوة كل من المنتخبين الإسباني والصيني في السابق، ولكن الأمر قوبل بالرفض.
وقدم "الروبوت الياباني" أداء متواضعا في منافسات البطولة، وخرج من الدور الأول بعدما حصد نقطة وحيدة بتعادل مع المنتخب البوليفي، في المجموعة التي كانت تضم أيضا بيرو وباراغواي مستضيفة المنافسات وقتها.
بطولة بدون مضيف
أقيمت البطولة ثلاث مرات بدون بلد مضيف وذلك في أعوام (1975 و1979 و1983)، وأقيمت البطولة وقتها بنظام المجموعات، وتم تقسيم المنتخبات على ثلاث مجموعات، ولعبت الفرق مباريات ذهاب وإياب واحدة على أرضها والأخرى على أرض الخصم، وجرى نفس النظام في المباريات الإقصائية.
وفازت أوروغواي ببطولتي عام 1975 و1983 وكان اللقب من نصيب باراغواي في منافسات كوبا أميركا 1979، ولكن اللجنة المنظمة فضلت تنظيم بلد واحد للبطولة ليكون النظام المتبع فيما بعد.
من سجن إلى ملعب نهائي كوبا أميركا 2015
استضاف الملعب الوطني في العاصمة التشيلية سانتياغو، المباراة النهائية لنسخة العام الماضي، وكان هذا الملعب في الحقبة الدكتاتورية لأوغوستو بينوشيه سجنا، وشهد العديد من حالات القتل والتعذيب، وعن تشييد الملعب تم تخصيص مكان لتخليد ذكرى كل من قتلوا على يد النظام في هذه الفترة.
ابتكار الركلة المزدوجة!
شهدت منافسات بطولة كوبا أميركا الأولى عام 1916 ابتكار الركلة المزدوجة، والغريب أنها في وقتها لم تكن لإحراز الأهداف، ولكنها كانت لتشتيت الكرات، لأن أول من قام بها كان مدافعا تشيليا/إسبانيا يدعى رامون أونثاغا، وقام بها لأول مرة لإبعاد الكرة بسرعة تفوق المدافع ودون الحاجة لتعديل اتجاهه، لتصبح أحد أفضل الركلات بالنسبة للجماهير بمرور الوقت، وتسمى في دول أميركا اللاتينية "تشيلينا" تكريما لمبتكرها.
عندما يسيء الضيف إلى المضيف
شارك العديد من دول أميركا الشمالية والوسطى في بطولة كوبا أميركا، وفي بعض الأحيان أساء الضيوف استغلال ضيافة فرق أميركا الجنوبية، ومنها المكسيك التي وصلت إلى النهائي مرتين في عامي 1993 و2001، واقتنصت المركز الثالث في ثلاث مناسبات أعوام 1997 و1999 و2007. ولعبت هندوراس مرة واحدة في البطولة، وكانت في عام 2001 ونجحت وقتها في الإطاحة بالبرازيل من ربع النهائي، وانتهت البطولة في المركز الرابع متفوقة على أوروغواي.