قصة تونسية مؤثرة في أولمبياد باريس: توفّي الأب فترك بطلة وصنع لها مدربة

25 يوليو 2024
مروى العمري ستدعم زينب الصغيّر في أولمبياد باريس (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- مروى العمري، بطلة تونسية سابقة في المصارعة، تستعد لأولمبياد باريس 2024 كمدربة لزينب الصغيّر، ابنة مدربها الراحل زهير الصغيّر.
- العمري توّجت بالميدالية البرونزية في أولمبياد ريو 2016، وقررت رد الجميل لمدربها الراحل عبر تدريب زينب، التي تألقت في بطولة أفريقيا.
- مروى تسعى لتحقيق نتيجة رائعة في الأولمبياد تكريماً لروح مدربها، رغم التحديات الكبيرة والمنافسة القوية.

تعيش البطلة التونسية السابقة في رياضة المصارعة مروى العمري (35 عاماً) حدثاً فريداً من نوعه بمناسبة اقتراب الأولمبياد الصيفي 2024، الذي سيقام في العاصمة الفرنسية باريس، خلال الفترة الممتدة من يوم الجمعة 26 يوليو/ تموز الجاري، إلى الحادي عشر من شهر أغسطس/ آب المقبل.

وتعتبر مروى بطلة أولمبية سابقة في الألعاب الأولمبية، بعدما توّجت بالميدالية البرونزية لوزن أقل من 58 كيلوغراماً، في نسخة ريو دي جانيرو بالبرازيل، سنة 2016، حينها رقصت العامري في لقطة شهيرة جداً مع مدربها زهير الصغيّر، الذي اجتاح الحلبة بعد نهاية منافسات الدور النهائي، وقام برفع مروى إلى الأعلى، مبتهجاً بالفوز التاريخي، في صورة بقيت إلى الآن خالدة في سجلات المشاركة التونسية في الأولمبياد. 

ومرّت السنوات سريعاً بعد ذلك، وتوفّي المدرب التونسي صاحب الإنجاز التاريخي عام 2022، إثر صراع مع المرض، تاركاً ابنته لاعبة المصارعة التونسية زينب الصغيّر، وقاد بنفسه تدريباتها في السنوات الأولى من مسيرتها ونجح في وضعها على طريق التألق، بعدما فازت عام 2020 ببطولة أفريقيا لوزن أقل من 72 كيلوغراماً، قبل أن تحصد بعدها الميدالية الفضية ثم البرونزية في نسختي 2022 و2023. وقررت مروى العمري الانضمام إلى الجهاز الفني للنجمة الشابة وأصبحت مدربة لها، وفي شهر مارس/ آذار الماضي، قادت البطلة التونسية إلى التأهل إلى الألعاب الأولمبية، باريس 2024، وهي المشاركة الثانية لزينب بعد نسخة طوكيو 2020، والأولى لمروى مدربة.

وصرّحت مروى في حديث لـ"العربي الجديد"، اليوم الخميس قائلة: "إنّه شعورٌ لا يوصف بأن أقود ابنة المدرب الذي عشت معه أحلى اللحظات في مسيرتي، السيد زهير لم يكن فقط مدرباً لي، وإنما بمثابة الأب والأخ الأكبر، وعندما اتصلت بي زينب لم أتردد تماماً في قبول المقترح، لأنني أسعى لأن أردّ له الجميل على كلّ الجهود التي بذلها لأجلي، وأن نحقق نتيجة رائعة في الأولمبياد، تكون لمسة وفاء لروحه".

وأكدت العمري أنّها تعلمت الكثير من مدربها الراحل، وهي تطمح لوضع جميع خبراتها من أجل إسعاد زينب والوصول بها إلى منصة التتويج في دورة الألعاب الأولمبية، لكنها اعترفت بأن المهمة لن تكون سهلة تزامناً مع المنافسة القوية جداً مع نجمات المصارعة في العالم، قائلة: "في بطولة أفريقيا بالإسكندرية تألقت زينب بشكل كبير، وأثبتت أنها جاهزة للأولمبياد، لقد أعددنا جيداً خلال معسكرنا في تونس".

المساهمون