يقود منتخب موريتانيا قائمة تضم منتخبات تبدو فرصها في الوصول إلى أدوار متقدمة في كأس أمم أفريقيا في ساحل العاج ضعيفة، إن لم نقل إنها تبدو منعدمة بالنظر إلى الفوارق على مستوى الخبرات، وكذلك المواهب الفردية أو القدرات الجماعية التي تجعل مهمتها صعبة للغاية، حيث سيكون أقصى طموحها تجاوز مرحلة المجموعات بالنسبة إلى الكثير منها، رغم أن كل المنتخبات التي تشارك في هذه النسخة سبق لها الحضور في دورات سابقة، وبالتالي تملك خبرة بمثل هذه البطولات.
ويشارك منتخب موريتانيا في النهائيات للمرة الثالثة توالياً، حيث لم يتمكن خلال المشاركتين السابقتين من تخطي الدور الأول، محققاً تعادلين وهزيمة في نسخة 2019، وثلاث هزائم في النسخة الماضية، منها خسارة بنتيجة 4ـ0 أمام منتخب تونس، ولهذا فإنه يطمح في هذه المشاركة إلى حصد الانتصار الأول في رصيده، حيث سينافس في المجموعة الرابعة التي تضم أيضاً منتخب الجزائر بوركينا فاسو وأنغولا، وفرصه في حصد انتصار تبقى قائمة، رغم أنه من الناحية المنطقية ستكون مهمته شديدة التعقيد أمام منتخبات أقوى منه فردياً وجماعياً.
لكن النتائج التي حققها "المرابطون" في المباريات الأخيرة تعطيهم دفعاً معنوياً قوياً، وبخاصة بعد تأمين مشاركة المهاجم كويتا، المتألق في الدوري البلجيكي لكرة القدم، وهو من العناصر الذين يمكنهم أن يفرضوا حضوراً قوياً في النهائيات، إضافة إلى خبرة المدرب أمير عبدول، الذي سبق له أن قاد منتخب جزر القمر إلى صنع أكبر المفاجآت في النسخة الأخيرة، ولهذا فإن المشاركة الثالثة لمنتخب موريتانيا قد تحمل أخباراً سارة، وتضمن له الانتصار الأول، والعودة بحصاد أفضل من البطولات السابقة. وبالنظر إلى ما تحقق في المباريات الأخيرة من تطور، فإن كرة القدم الموريتانية على وقع حدث مميز في ساحل العاج.
وفي المجموعة الأولى، يطمح منتخب غينيا بيساو إلى تحقيق الانتصار الأول في المشاركة الرابعة توالياً في رصيده، حيث حقق سابقاً 3 تعادلات مقابل 6 هزائم، وخلالها سجل هدفين فقط، حيث عجز عن التهديف في آخر 7 مباريات في النهائيات، وهي أرقام تؤكد أن حصاده هذه المرة قد لا يختلف عن الدورات السابقة، لا سيما أنه سيكون في مجموعة البلد المنظم، إضافة إلى نيجيريا وغينيا الاستوائية، التي تحقق نتائج مثالية في السنوات الأخيرة، وبالتالي فإن المركز الرابع سيكون منطقياً من نصيب غينيا بيساو، إلا في حال حصول مفاجأة من الحجم الكبير وهو أمر يبدو صعباً، فالتنافس سيكون بين نيجيريا وساحل العاج على المركز الأول، والمرتبة الثالثة ستكون محور تنافس بين غينيا الاستوائية وغينيا بيساو.
أما في المجموعة الثانية، فيطمح منتخب الرأس الأخضر إلى إعادة نجاحاته السابقة بوصوله إلى الدور الثاني، فخلال 11 مباراة في النهائيات حقق انتصارين، لكنه نجح مرّتين في الوصول إلى الدور الثاني، وهو يحاول تحقيق التأهل إلى الدور الثاني للمرة الثالثة، حيث سيكون في مجموعة صعبة بوجود منتخب مصر الذي يملك الرقم القياسي في التتويج ومنتخب غانا الذي يبدو مرشحاً قوياً للحصول على المركز الثاني، بينما ستكون مواجهة الرأس الأخضر وموزامبيق حاسمة من أجل معرفة صاحب المركز الثالث الذي قد يضمن التأهل إلى الدور القادم.
ورغم تميزه في نسخة الكاميرون الأخيرة، فإن منتخب غامبيا لا يبدو في موقف قوة في هذه النسخة بوجوده في المجموعة التي تضم السنغال والكاميرون، وبالتالي فإنه سيكون من الصعب عليه التأهل في المركز الثاني مثلما فعل في 2022 عندما حقق انتصاراً مثيراً على تونس، وبلغ الدور ربع النهائي في واحدة من أكبر النجاحات في سجله، ولم يوقف انتصاراته غير البلد المنظم في ربع النهائي، لكن هذه المرة سيحاول أن يتفادى توديع البطولة سريعاً، ومباراته أمام غينيا ستكون فاصلة بلا شك، وستحدد فرصه في الوصول إلى أدوار متقدمة.
وشارك منتخب غامبيا في النهائيات 3 مرات سابقة، لكنه لم يحقق أي انتصار، مكتفياً بتحقيق تعادلين اثنين فقط خلال تسع مباريات، ومن المفترض أن يكون مصيره مشابهاً لما عرفه في المشاركات السابقة، ولن يكون قادراً على الذهاب بعيداً في هذه النسخة، لا سيما أن المجموعة تضم منتخبات قوية مثل تونس ومالي، في وقت تبدو فيه فرص جنوب أفريقيا أوفر للعبور إلى الدور القادم قياساً بناميبيا.
بدوره، لا يبدو منتخب تنزانياً قادراً على النجاح في المجموعة السادسة، التي تضم المغرب وزامبيا والكونغو الديمقراطية، ويبدو المنتخب الأضعف فيها، لا سيما أن حضوره الوحيد في كأس أمم أفريقيا كان في نسخة عام 2019، حيث خسر كل المباريات وغادر منذ الدور الأول، وهو مصير ينتظره في نسخة ساحل العاج.
ولئن استندت هذه القراءة إلى نتائج هذه المنتخبات في المشاركات الماضية في النهائيات الأفريقية، إضافة إلى مقارنة مع منافسيها في مختلف المجموعات من حيث القدرات الفردية أو الجماعية، فإن ذلك لا يعني أن حدوث مفاجآت غير وارد، ذلك أن المسابقة القارية شهدت طوال الدورات الماضية تألق العديد من المنتخبات التي كانت تبدو فرصها منعدمة، مقابل تعثر منتخبات كانت تبدو الأوفر حظاً للحصول على اللقب، ولعل ما شهدته النسخة الأخيرة، عندما ودّع منتخب الجزائر البطولة من الدور الأول، رغم أن منتخب "الخضر" كان المرشح الأول للدفاع عن لقبه، كما أن منتخب جزر القمر تألق وصنع الحدث رغم ضعف رصيده البشري، هو أكبر دليل على ما يمكن أن تشهده البطولة من مفاجآت قوية.