كاردوسو ساحر برتغالي عنيد أعاد مجد الترجي من جديد

16 يونيو 2024
كاردوسو في استاد القاهرة الدولي، 25 مايو 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- ميغيل كاردوسو قاد الترجي التونسي للفوز بالدوري الممتاز للمرة الـ33 قبل جولة من نهاية الموسم 2024-2025، معوضًا غياب النادي عن التتويج في الموسم السابق.
- إدارة الترجي استجابت لضغوط الجماهير بتعيين كاردوسو، ذو الخبرة الأوروبية، مما أعاد النادي سريعًا إلى منصات التتويج وأثبت صحة الاختيار.
- على الرغم من خسارة دوري أبطال أفريقيا، قاد كاردوسو الفريق للتأهل إلى كأس العالم للأندية 2025، مكتسبًا تقدير الجماهير ولقب "صانع ملحمة أميركا" بفضل أسلوبه الدفاعي الفعّال.

قاد المدير الفني البرتغالي، ميغيل كاردوسو (52 سنة)، ناديه الترجي إلى الفوز بلقب الدوري التونسي الممتاز لكرة القدم، للمرة (33) في تاريخه، وذلك قبل جولة واحدة من نهاية منافسات مرحلة التتويج، للموسم الحالي 2024-2025، الذي عرف سيطرة شبه كاملة للترجي على المستوى المحلي، ويكون البرتغالي أول أجنبي منذ عام 2014، يقود الترجي لحصد لقب الدوري.

ونجح كاردوسو في إعادة الترجي إلى منصات التتويج بعد سنة من الغياب، حيث فشل النادي العريق في الظفر بلقب الدوري الموسم الماضي، وخرج من كل المسابقات بيد فارغة وأخرى لا شيء فيها، في عام صنّفته جماهير النادي، في خانة الأسوأ، خلال السنوات الأخيرة، بما أن الفريق تعوّد على حصد الألقاب، وسيطر على الدوري المحلي لمدة 6 سنوات متتالية، دون منافسة واضحة من بقية ملاحقيه، ليتوج كاردوسو بذلك بأول لقب له مع الترجي.

كاردوسو واللحظة الفارقة

وبعد التعويل على مدرسة التدريب المحلية طيلة السنوات الاخيرة، رضخت إدارة الترجي مطلع العام الحالي لضغوطات الجماهير، وقررت البحث عن مدير فني أجنبي يستجيب لتطلعاتها الكبيرة، لتعثر في غفلة من الجميع، على كنز يدعى ميغل كاردوسو.

مدرب بسجلاّت محترمة في أوروبا وتجارب عديدة في أندية عريقة، مثل شاختار دانيتسك الأوكراني وسيلتا فيغو الإسباني، ربما لم يكن ذلك المدرب العالمي الشهير في الكرة الأوروبية، لكن سيرته الذاتية أقنعت الترجي، بأنّه قد يكون الأفضل من بين الأسماء التي سبقته.

الثالثة موفقة

ورفع كاردوسو التحدّي منذ تعاقده مع الترجي في شهر كانون الثاني/ يناير من سنة 2024، إذ تسلّم القطار أثناء سيره، بما أن النادي افتتح الموسم مع معين الشعباني ومن بعده طارق ثابت، ولم تكن بداية "شيخ الأندية التونسية" موفّقة تماماً في النصف الأول من الموسم وخسر لقب الدوري الأفريقي وظهر بوجه شاحب في بطولة كأس العرب، لتقرر إدارة الترجي التوجه رسمياً نحو الورقة التدريبية الثالثة، عساها أن تكون ثابتة هذه المرة، فتحققت الأمنيات سريعاً، وحصد النادي التونسي ثمار اختياره الناجح.

المعجزة كانت قريبة مع كاردوسو

قبل وصول كاردوسو إلى الترجي، كان الفريق يصارع من أجل تجاوز مرحلة المجموعات في دوري أبطال أفريقيا، حينها، لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع أن يذهب الفريق بعيدا في المسابقة، بل إن البعض شبّه الأمر بالمعجزة، لكن الساحر البرتغالي كان له رأي آخر، بعدما انطلق سريعاً في ترميم البيت "الأحمر والأصفر"، وصنع أسلوباً دفاعياً حصيناً عجز المهاجمون عن فك شفراته، ليتمكن الفريق من التقدم في البطولة والوصول إلى المباراة النهائية، لكنه خسر اللقب بصعوبة، ضد العملاق الأهلي.

صانع ملحمة أميركا

صحيح أن كاردوسو خسر لقبا أفريقيّا، ربما كان في متناوله، لكنه قاد الفريق إلى بطولة كأس العالم للأندية، في الولايات المتحدة الأميركية 2025، وهو إنجاز تاريخي يحسب له رغم حداثة عهده في الفريق، ليكتب اسمه بحروف من ذهب باعتباره أول مدرب يقود الترجي إلى المونديال في نسخته الجديدة، التي ستشهد حضور أقوى الأندية العالمية لأول مرة في بطولة مجمّعة، وقد حاز ميغيل على اعتراف بالجميل من أغلب جماهير الترجي، التي لقبته بصانع ملحمة أميركا، في إشارة واضحة إلى أن الترشح إلى البطولة في حد ذاته، يعتبر إنجازا غير متوقع، قياسا بما قدمه الفريق عند بداية الموسم.

شخصية مرحة لكنها عنيدة

تأقلم كاردوسو بسرعة مع الأجواء في تونس، وكان طبعه مرِحاً وهادئاً مع الجماهير واللاعبين والصحافيين، لكنه ظهر أحياناً بشخصية عنيدة وقوية، وقد تبيّن ذلك سواء خارج الملعب، عندما ثار في المؤتمر الصحافي لمباراة الديربي أمام الأفريقي، بسبب أحداث الشغب التي حدثت في الاستاد، أو في ما يتعلق بالأمور الفنية، حين تجاهل كلّ التحاليل التي انتقدت اسلوبه الدفاعي في أبطال أفريقيا، وواصل اعتماد ذلك في الدوري المحلي، ليكسب الرهان بالتتويج الأول له مع النادي، ويثبت أن جمالية اللعب قد لا تكون كافية أحياناً، لحصد الألقاب وكتابة التاريخ.

المساهمون