فوز رابع وحسم الصعود، أو تأجيل غير متوقع. عنوان يفرض نفسه بقوة على الجماهير الجزائرية بشكلٍ خاص والجمهور العربي بصورة عامة، حينما يحلّ منتخب الجزائر لكرة القدم ضيفاً على زيمبابوي في العاصمة هراري ضمن الجولة الرابعة من عمر المجموعة الثامنة للتصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية المقبلة في الكاميرون المقررة في يناير/ كانون الثاني 2022.
ويتيح الفوز للجزائر في عاصمة زيمبابوي إعلان تأهله المبكر إلى كأس الأمم الأفريقية المقبلة عبر 4 لقاءات فقط، وقبل نهاية التصفيات بجولتين في مستهل رحلة الدفاع عن لقبه الكبير الذي توج به في العاصمة المصرية القاهرة 2019.
يدخل المنتخب الجزائري اللقاء، ولديه 9 نقاط مقابل 4 نقاط لزيمبابوي بفارق 5 نقاط كاملة. ويخوض منتخب الجزائر اللقاء، وهو في حالة فنية ممتازة، ويملك الأفضلية بعدما فاز على زيمبابوي قبل أيام بثلاثة أهداف مقابل هدف في الجولة الثالثة من عمر المجموعة، إلى جانب ظهور العديد من النجوم الكبار بمستوى مميز في أول مباراة رسمية للجزائر في عام 2020، بعد توقف طويل بسبب تفشي فيروس كورونا، يتقدمهم رياض محرز كابتن المنتخب الذي كان ورقة رابحة وأدى أدواراً مختلفة، مثل المهاجم الثاني وصانع الألعاب والجناح الأيمن بشكل جيد، إلى جانب سفيان فيغولي الجناح الأيمن السريع، وأحد اللاعبين الذين يعتمد عليهم المدير الفني في بناء الهجمات بجانب بغداد بونجاح المهاجم الأول في تشكيلة محاربي الصحراء، وأحد أبرز العناصر التهديفية التي لمعت بشدة منذ قدوم بلماضي في عام 2018، وبرز أيضاً إسماعيل بن ناصر لاعب الوسط المحترف في ميلان الإيطالي، الذي قدّم مردوداً جيداً، وظهر المخضرم ياسين براهيمي نجم الريان القطري لدى عودته لمنتخب المحاربين في اللقاء السابق بشكلٍ مميز، وصنع أكثر من فرصة خطيرة للتسجيل، وهو من العناصر التي أضافت الحيوية لوسط الجزائر في المباراة الأخيرة.
ويراهن المدير الفني جمال بلماضي على قوته الضاربة في المواجهة، وتحديداً ثنائي الهجوم بغداد بونجاح هداف السد القطري ورياض محرز قائد المحاربين ونجم مانشستر سيتي الإنكليزي، وكلاهما تألق وسجل في مرمى زيمبابوي خلال لقائهما الأخير.
وإلى جانب محرز وبونجاح، يبرز لاعبون آخرون مثل إسماعيل بن ناصر وجمال بلعمري ورامي بن سبعيني وسفيان فيغولي ورايس مبولحي حارس المرمى، إلى جانب الوجه الجديد كريم العريبي هداف النجم الساحلي التونسي، الذي قد ينال فرصة أخرى في الظهور كمهاجم بديل مميز مستقبلاً لخلافة بونجاح.
ويعتمد بلماضي على طريقة لعب 4-2-3-1، التي تتغير إلى 4-3-3 عند الهجوم ويراهن فيها على التحضير الجيد للهجمات، ثم الحلول الفردية لمحرز وفيغولي في الاختراق من الطرفين، وكذلك التسديد من خارج منطقة الجزاء، بالإضافة إلى الكرات العرضية عبر تقدّم ظهيري الجنب.
ويعد بلماضي من المديرين الفنيين المتخصصين في اللعب بلا مركزية في الهجوم وإجراء التدوير بين مثلث الوسط المهاجم، وكذلك تقدّم أحد لاعبي الارتكاز للأمام وأداء دور المهاجم الثاني أو لاعب الوسط المهاجم بخلاف الضغط المرتفع على المنافس عند فقدانه الكرة، سعياً لاستخلاص الكرة مع استغلال الزيادة العددية له في محاولة للتسجيل، وهو أسلوب حقق نجاحاً كبيراً في كلّ المباريات التي خاضها المنتخب الجزائري منذ أن تولى جمال بلماضي مسؤولية قيادة الفريق، الذي يبحث عن رقم قياسي تاريخي يتمثل في تخطي حاجز الـ 24 مباراة متتالية بدون خسارة، وهو رقم قياسي مسجل باسم المنتخب المصري.
وتبقى الأزمة الفنية الوحيدة التي يسعى بلماضي لتجاوزها في لقائه المرتقب مع زيمبابوي هي آخر 30 دقيقة من لقائهما السابق، حينما هبط الأداء وظهرت مساحات بين لاعبي الوسط والدفاع استغلها منتخب زيمبابوي عبر كرات بينية طولية في الوصول لمرمى رايس مبولحي وتهديد مرماه أكثر من مرة بخلاف تسجيل هدف.
وما يزيد من صعوبة المباراة حاجة زيمبابوي بدورها إلى الفوز بأي نتيجة للوصول للنقطة السابعة، والحفاظ على الوصافة في ظلّ صحوة منتخب زامبيا الأخيرة والتخوف من استمرار انتصاراته، وملاحقة زيمبابوي على المركز الثاني والتأهل إلى النهائيات القارية.
من جانبه أكد جمال بلماضي المدير الفني للجزائر في تصريحات إعلامية خوضه اللقاء بحثاً عن النقاط الثلاث للمواجهة، مشدداً على أن فارق درجة الحرارة ببن الجزائر وزيمبابوي أكثر ما يقلقه، لذا كان السفر المبكر على متن طائرة خاصة.
وقال" نلعب من أجل نقاط المباراة فقط، الفوز يتيح لنا التأهل رسمياً إلى كأس الأمم الأفريقية مبكراً، التأهل المبكر رائع وأمر نسعى إليه سواء لكون الفريق هو حامل اللقب، أو للرغبة في استغلال المباراتين المقبلتين في منح الفرصة للكثير من الوجوه الشابة ومتابعة أكبر عدد من المحترفين في الخارج، أو سعياً وراء الحفاظ على سجل المنتخب خالياً من أي هزائم، علينا أن نتغلب على كلّ الصعوبات، فقد تعودنا على ذلك".
وأضاف "قبل انطلاق الجولتين الثالثة والرابعة أكدت أننا نلعب للفوز على زيمبابوي في المباراتين من أجل التأهل ومواصلة المشوار الذي بدأه الفريق منذ فترة، لدينا مخزون كبير من اللاعبين المحترفين في المنطقة العربية وأوروبا ولهذا لا أنظر يوماً إلى تأثرنا بغياب أي لاعب، وهو من أهم بنود مشروعي عندما توليت قيادة المنتخب، وهو صناعة تشكيلة مليئة بالنجوم في كلّ المراكز، والوصول بالجميع إلى مستويات متقاربة، لدى الجزائر مجموعة رائعة من اللاعبين في كلّ مكان ونثق في قدراتهم، ونراهن عليهم في سباق الدفاع عن لقب بطل أمم أفريقيا 2022 والتأهل إلى نهائيات كأس العالم المقبلة في قطر 2022".