بين دوري الأبطال و"الكان"... كرة القدم الأفريقية على وقع ثورة تُضعف الحضور العربي

تشهد كرة القدم الأفريقية في العامين الأخيرين، تطورات مثيرة في مختلف المسابقات، والتي قادت إلى ابتعاد المنتخبات العربية عن صدارة المشهد، في وقت تجد فيه الأندية صعوبات كبيرة من أجل الحصول على الألقاب، رغم أن دوري الأبطال في الموسم الماضي كان من نصيب الأهلي المصري وكأس الكونفيدرالية الأفريقية من نصيب اتحاد العاصمة.

وفي الواقع، فإن بداية مسابقات الأندية في الموسم الجديد، شهد تراجع الفرق العربية أمام قوة صن داونز الجنوب أفريقي الذي نجح في الحصول على "الأفريكان ليغ"، في نسختها الأولى، متغلباً على الأهلي المصري في نصف النهائي والوداد في النهائي.

كما تجد الأندية العربية صعوبات كبيرة للغاية في دور المجموعات من أبطال أفريقيا، ذلك أن بيترو الأنغولي سيطر على مجموعة تضم ثلاثة أندية عربية قوية وهي الترجي والنجم من تونس والهلال السوداني، وبعد مرور 4 جولات، لم ينجح أي فريق عربي في التأهل إلى الدور ربع النهائي إلى حدّ الآن في مؤشر على حجم الصعوبات.

أما على مستوى المنتخبات، فإن معظم البطولات فاز بها منتخب السنغال، حامل اللقب في كأس أمم أفريقيا منذ عام 2022، وكذلك بطولة أفريقيا للاعبين المحليين ومختلف المسابقات الأخرى في الشبان، بفضل الاستراتيجية التي اعتمدوها.

ورغم أن منتخب المغرب حقق أفضل نتيجة للمنتخبات الأفريقية في كأس العالم على مرّ التاريخ، فإن تصفيات المونديال الأخير، شهدت فشل منتخبات عربية قوية في التأهل أمام منتخبات من جنوب الصحراء ونعني منتخب مصر الذي خسر أمام السنغال والجزائر التي فشلت في تخطي منتخب الكاميرون.

وجاءت نتائج هذه النسخة من البطولة لتؤكد التراجع الكبير للمنتخبات العربية، بعد أن فشل المنتخبان التونسي والجزائري في تخطي الدور الأول، ثم نهاية تجربة منتخبات المغرب وموريتانيا ومصر في الدور ثمن النهائي، لتغيب المنتخبات العربية عن الدور ربع النهائي للمرة الأولى من عام 2013، وبحصاد يؤكد أنها ستواجه صعوبات قوية في حال لم تقدر على التدارك سريعاً، ذلك أن منتخب جنوب أفريقيا تسبب في خروج تونس والمغرب من كأس أفريقيا 2023، التي كان حصادها كارثياً على كرة القدم العربية.

كرة عربية

التحديثات الحية

هل أهدرت تونس والجزائر فرصة كبيرة أمام مالي وبوركينا فاسو في الكان؟

والنتائج الأخيرة ستحفز الاتحاد العربي على البحث عن أسباب الفشل الذي بات يهدد تواصل سيطرته، ذلك أن الدول العربية فازت بلقب وحيد في كأس أفريقيا منذ عام 2010، في وقت باتت سيطرتها على دوري الأبطال مهددة فعلياً ببروز أندية قوية.