هي واحدة من الصفحات الصاخبة في تاريخ يوفنتوس تلك التي طويت مع مغادرة كريستيانو رونالدو، أربع سنوات كان يعتقد أنها ستحمل الأفراح للطرفين لكنهما اتفقا على إنهائها قبل سنة من موعدها، بعد ثلاث سنوات لم يتحقق خلالها شيء من الأحلام الكبيرة التي ميزت ليالي جماهير "يوفى" في ذلك الصيف من عام 2018.
فشلت الصفقة، الكثيرون يعتقدون ذلك، تأثيراتها السلبية أكبر من تلك الإيجابية، عملياً النقاش ليس في فشلها أو نجاحها، النقاش الكبير هو عن الأسباب التي أوصلتنا إلى هنا، إلى هذه الطريقة التي غادر فيها كريستيانو.
قبل الحديث عن الأسباب لا بد من التوقف عند أمر مهم جداً على المستوى الاقتصادي، كان له تأثير كبير على موضوع المعاناة المالية ليوفنتوس بسبب الصفقة، هو وباء كورونا، من دونه كانت كل المعطيات التي خطط لها يوفنتوس في طريقها كي تتحقق وبالتالي تكون الصفقة مغطاة مالياً وتعطي أرباح أيضاً.
لكن الأرباح التي كانت منتظرة أيضاً من مجيء كريستيانو هي أيضاً أرباح من دوري الأبطال، "يوفى" لم يتخيل للحظة أنه مع كريستيانو سيخرج مرة من ربع النهائي ومرتين من الدوري الثاني، ما ضيع على النادي أموالا تقارب المئة مليون يورو كان سيحصل عليها لو وصل مثلاً على إلى نصف النهائي أو النهائي في هذه السنوات الثلاث، فضلاً عن أموال أكثر لو حقق اللقب.
اللقب الحلم الذي كان السبب الكبير الذي من اجله جاء كريستيانو، هنا الحديث عن اسباب الفشل لا يمكن إلا أن يقودنا إلى الإدارة، المدرب، طريقة اختيار اللاعبين، عدم قدرتهم على مواجهة دوري الأبطال، صفقة رونالدو المرهقة مالياً دفعت "يوفى" للبحث عن لاعبين انتهت عقودهم، اضطروا لدفع رواتب أعلى لهم، لم يقدموا المطلوب وازدادت الأزمة المالية في جدول الرواتب، رامسي ورابيو مثال على ذلك.
في دوري الأبطال كريستيانو فعل كل ما يقدر عليه، هنا أيضا كان الخطأ بالتوقع من رونالدو أكثر من المعقول، هو يمكنه ان يساعد كثيراً كما فعل مع ريال مدريد، لكن مستحيل أن يفوز لوحده، في مدريد وجد فريقا جاهزا وكان هو الذي ينهي الأمور غالباً، في تورينو لم يكن الوضع كذلك أبداً.
مع كريستيانو لم يفز "يوفى" باللقب الأهم، فشل فيه، في الدوري كان الفريق يفوز من دونه، على المستوى الفردي سجل رونالدو مئة وهدف في ثلاث سنوات، أكثر من ثلاثين هدفا في الموسم، رقم فردي كبير معتاد عليه كريستيانو، كيف يمكن ان نقول لمهاجم فعل ذلك انه فشل؟ لكن أيضاً ما كان تأثير هذه الأهداف على مجمل ما انتجه الفريق؟
في الواقع غيرت صفقة كريستيانو يوفنتوس، نقلت الفريق إلى مستوى أعلى على مستوى الأهمية في العالم، لكنها أخرت تطور الفريق فنياً، كريستيانو ليس مسؤولا عن الأمر بكل تأكيد، لكن النتائج تقول ذلك، ولن يكون سهلاً على "يوفى" تجاوزها.