ظلّت حجرات الملابس مكاناً مغلقاً، تقتصر معرفة كواليسه على المدرب أو اللاعبين، ويصعب أن تتسرّب منه أي معطيات مثلما تصعب معرفة ما يحدث في كواليس كلّ ناد، ولكن هذا الوضع بدأ يتغيّر تدريجياً خلال السنوات الأخيرة مع انتشار بعض الحالات الاستثنائية.
وعبّر عدد من المدربين خلال بداية الموسم الحالي، عن غضبهم من تصرّفات غير مألوفة، عبر تسريب معطيات تعتبر سريّة تهمّ اختيار التشكيل الأساسي وطريقة اللعب، حيث يبحث أكثر من مدرّب عن اسم اللاعب الذي "يكسر صمت حجرات الملابس" ويفشي الأسرار.
وخلال الفترة الماضية، نشرت الصحف الإنكليزية، خبرا مفاده أن المدرب جوزيه مورينيو (أقيل لاحقاً من تدريب توتنهام)، سعى إلى التعرف على اللاعب الذي كان يسرّب المعلومات إلى أطراف من خارج السبيرز، تستغل هذا الأمر لمهاجمة المدرب وانتقاد طريقة لعبه.
هذا الأمر أدّى إلى وجود حالة تململ بين اللاعبين، بسبب إصرار البرتغالي على ترسيخ الفكر الدفاعي في الفريق، وهذا الأمر أغضب مورينيو الذي لم يعثر على اللاعب الذي كشف خططه إلى الجماهير.
كما يعتقد الإعلام الإسباني أن مدرب نادي برشلونة الهولندي رونالد كومان استبعد، في وقت سابق الشاب ريكي بويغ من تشكيلة الفريق بسبب شكوكه حول تعمّد اللاعب تسريب معطيات إلى الإعلام.
وربط كومان بين مدح الإعلام الإسباني بشكل متواصل لهذا اللاعب، ونشر معطيات عن خلافات داخل حجرات الملابس، ما دفع المدرب في عديد المناسبات إلى القول إن ما يتمّ نشره حول الخلافات بين اللاعبين، وغير ذلك من المسائل الداخلية ليس صحيحا.
ونقلت صحيفة "لاغازيتا ديلو سبورت" عن مدرب نادي بولونيا سنيسيا ميهايلوفتش، قوله إنّه سيلقن اللاعب الذي يسرّب أسرار حجرات الملابس درسا لن ينساه، وذهب إلى حدّ التهديد بتعنيفه حيث قال: "عندما أتعرّف على اللاعب الذي يقوم بتسريب التشكيلة إلى الإعلام فإنني سألصقه بالحائط ولن يفلت مني وسيدفع الثمن غالياً".
هذه الظاهرة لا تعتبر جديدة في ملاعب أوروبا، بل سبق أن اتُهِم نجم ريال مدريد "إيسكو" بأنّه يسرّب معطيات "سرية" إلى الإعلام، وهو ما تسبب في عزلته وجعله منبوذاً من قبل بقية اللاعبين، إذ تمّ وصفه بالخائن بل ساد الاعتقاد أن برود علاقته مع مدرب الفريق زيدان، سببها غضبه من تصرّفاته.
وخلال كأس العالم 2018، اشتكى مدرب فرنسا ديدييه ديشان من تسرب معطيات تهمّ تشكيلة المنتخب قبل كل مباراة، وقال في أحد المؤتمرات الصحافية ": لا أدري لماذا لا نملك أية معطيات عن تشكيلة المنافس، بينما أجد كل المعطيات التي تهمّ تشكيلتنا في الصحف ومختلف المواقع".
وكانت فرنسا قد عاشت خلال كأس العالم 2010 على وقع فضيحة تسريب الخلاف بين مدرب "الديوك" والمهاجم أنيلكا عندما نشرت صحيفة ليكيب على صفحتها الأولى، الكلمات النابية التي توجه بها أنيلكا تجاه المدرب دومنيك مدرب فرنسا خلال تلك النسخة.