اتفقت الجماهير الجزائرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي بنسبة كبيرة على الخيارات التي اعتمد عليها مدرب منتخب الجزائر لكرة القدم جمال بلماضي في قائمته المعنية بخوض بطولة أمم أفريقيا القادمة "كان" ساحل العاج، لكن هناك اسماً واحداً فقط طرح استدعاؤه العديد من التساؤلات، ويتعلق الأمر بظهير أيسر شيفيلد يونايتد الإنكليزي، ياسر لعروسي.
وضمن هذا الإطار، حصل "العربي الجديد"، السبت، على معلومات من مصدره في الجهاز الفني للمنتخب الجزائري، تشير إلى أن هناك 3 أسباب دفعت المدرب جمال بلماضي لوضع اسم ياسر لعروسي ضمن خياراته، رغم الوضعية الصعبة التي يعيشها مع ناديه شيفيلد يونايتد خلال الموسم الجاري، الذي أضحى لا يُشارك في صفوفه إلا نادراً، كما أن ضمه للقائمة جاء على حساب المخضرم فوزي غلام العائد بقوة مع هاتاي سبور التركي، وكذلك الشاب جوان حجام المحترف في نانت الفرنسي.
خصال مختلفة
تفيد المعلومات التي حصل عليها "العربي الجديد" بأن جمال بلماضي كان يراعي العديد من النقاط خلال إعداده القائمة التي ستمثل الجزائر في العرس القاري، على غرار أن يكون للاعبين اللذين سيشغلان نفس المركز خصال مختلفة، وهو ما ينطبق على ثنائي الجهة اليسرى من خط الدفاع وهما ريان آيت نوري وياسر لعروسي، أو مثلما حدث مع يوسف عطال ومهدي زفان في كأس أفريقيا 2019 بمصر.
ويتميز ريان آيت نوري بسرعة كبيرة وميول أكثر نحو الهجوم في مركز الظهير الأيسر مع تحفظ على قدراته الدفاعية، وهو العكس تماماً بالنسبة لبديله ياسر لعروسي، الذي يتميز بأسلوب دفاعي وتغطية جيدة في منطقته إضافة إلى قدرته على التفوق في الصراعات الثنائية، لكنه لا يملك تلك القدرات الهجومية التي تسمح له بتقديم الإضافة الكبيرة لزملائه في الخط الأمامي.
خبرة مستقبلية مع منتخب الجزائر
أما السبب الثاني الذي دفع جمال بلماضي لدعوة لاعب ليفربول السابق، هو كون الأخير سيكون على موعد مع كسب خبرة في القارة السمراء عبر مشاركته في كأس أفريقيا، تحسباً لاستحقاقات مهمة تنتظر الخضر مستقبلاً، على غرار تصفيات كأس العالم 2026، وهذا ما يجعله مفضلاً كذلك على حساب لاعب مثل فوزي غلام الذي وصل إلى 32 عاماً، ما يعني أن مسيرته الدولية لم يبق لها الكثير، عكس ياسر لعروسي (22 عاماً).
روح المجموعة
أراد المدرب جمال بلماضي الانتقال إلى ساحل العاج، وخوض المنافسة القارية بمجموعة تتميز بروح عالية ومتضامنة فيما بينها، وهو جانب نفسي مهم يقف خلف نجاح الكثير من المنتخبات وفرق كرة القدم، وهذا الذي من الممكن أن يحدث مع ياسر لعروسي، كون الأخير يملك علاقة رائعة مع الكثير من اللاعبين داخل منتخب الجزائر، على غرار هشام بوداوي، أو الأسماء التي لعب إلى جانبها في الفئات السنية للمنتخب الفرنسي، مثل أمين غويري وريان آيت نوري، لكن العكس قد يحدث مع لاعب مثل فوزي غلام، الغائب عن الخضر منذ 2017، كما لم يسبق له أن عمل تحت إشراف المدرب جمال بلماضي، ما يعني أن اندماجه مع باقي اللاعبين سيتطلب وقتاً، وهذا غير متوفر مع تبقي أيام قليلة فقط من انطلاق أبرز بطولة في القارة السمراء.