أمسى الفشل ملازماً للأندية السودانية على مستوى البطولات الأفريقية، وذلك انطلاقاً من أنها لم تتمكن من تجاوز عقبة دور المجموعات في دوري أبطال أفريقيا خلال المواسم السبعة الأخيرة.
ولم ينجح قطبا الكرة السودانية الهلال والمريخ في تخطي عقبة الدور ثمن النهائي من دوري الأبطال، منذ آخر مرة استطاع الفريقان خلالها الوصول إلى نصف النهائي خلال موسم 2015، إلا أن لعنة الفشل ظلت تلازم عملاقي السودان بعد تلك النسخة، إذ أمست مرحلة المجموعات محطتهما الأخيرة قبل الوداع بصورة متكررة خلال المواسم السابقة.
وكان فريقا الهلال والمريخ على مرمى حجر من تحقيق اللقب الأول في دوري أبطال أفريقيا خلال موسم 2015، لكن لم يحالفهما الحظ، وكان التأهل إلى نهائي أمجد الكؤوس الأفريقية من نصيب اتحاد العاصمة الجزائري، ومازيمبي الكونغولي الذي توّج بلقب تلك النسخة للمرة الخامسة في تاريخه.
وربما يكون واحداً من بين أسباب الوداع المتكرر مبكراً هو "النفس القصير" بالنسبة للهلال والمريخ، اللذين ضلا الطريق نحو الأدوار النهائية، بعد تغيير نظام البطولة ليلعب دور المجموعات من الدور ثمن النهائي بداية من موسم 2016، بدلاً من النظام القديم للبطولة الذي كان فيه ثمن النهائي يلعب بنظام الإقصاء، بينما كان ربع النهائي يلعب من مجموعتين، وهو ما كان يسهل من مهمة الفريقين في تخطي عقبة دور الـ 16 وبلوغ الدور ربع النهائي.
ويُعتبر السبب الجوهري في الإخفاق المستمر هو تواضع الإدارة في الفريقين مع اعتمادها على العمل باستراتيجيات غير ممنهجة، وتخبّط في القرارات والاستعجال في اتخاذها بصورة غير مدروسة مع عدم النظر إلى مآلات تلك القرارات وأثرها السلبي على الفريق مستقبلاً، بالإضافة لعدم وضع خطط مستقبلية حتى تجني ثمارها.
ويتكرر سيناريو التعاقد مع لاعبين محترفين وأطقم فنية، دون أن يتم منحهم الفرصة الكافية لتوفير عامل الاستقرار الفني الذي يتيح للمدربين تنفيذ استراتيجياتهم الفنية، وللاعبين إثبات إمكاناتهم، إلا أن ذلك ليس بالأمر الممكن فالاستغناء عن المدرب واللاعبين المحترفين دائماً ما يكون الخطوة الأولى وشماعة للإخفاق وهو القرار الذي يتصدر الساحة بعد الوداع الأفريقي.
لكن تجدر الإشارة هنا إلى أنه في الغالب ما يتم التعاقد مع مدربين غير معروفين وليسوا من ذوي الكفاءة، ومحترفين أجانب ليس بقدرتهم تقديم الإضافة المرجوة، التي تساعد الفريق في حسم المباريات الكبيرة التي تحتاج إلى لاعبين من نوع خاص، وذلك بسبب المبالغ الزهيدة التي تنفق لأجل التعاقد مع محترفين أجانب مقارنة بالمبالغ الضخمة التي تنفقها الأندية المنافسة.
ويلقي ضعف الدوري السوداني وتراجع مستوى الأندية المحلية بظلاله على مستوى الفريقين، في وقت أمسى اعتماد أندية الممتاز بنسبة كبيرة على اللاعبين المحليين، بخلاف الهلال والمريخ، وهو ما أثر سلباً على مستوى الفريقين، وتسبب في معاناتهما في مجاراة الأندية المنافسة، على المستوى القاري وذلك نسبة للفروقات الفنية الكبيرة بين بطولة الدوري الممتاز ودوري أبطال أفريقيا.