ليفربول والمهلة الأخيرة

04 نوفمبر 2024
صلاح يحتفل مع دياز بهدف الانتصار ضد برايتون بالبريمييرليغ، 2 نوفمبر 2024 (جان كروغر/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تصدر ليفربول الدوري الإنجليزي برصيد 25 نقطة بعد فوزه على برايتون، مما أعاد الحديث عن تجديد عقود الثلاثي المهم: فان دايك، أرنولد، وصلاح، الذين تنتهي عقودهم قريبًا.
- يُعتبر الثلاثي، بجانب الحارس أليسون، من الركائز الأساسية في نجاحات ليفربول تحت قيادة يورغن كلوب، حيث ساهموا في تحقيق ألقاب مثل دوري الأبطال 2019 والدوري الإنجليزي 2020.
- يواصل صلاح تحطيم الأرقام القياسية، بينما يُعتبر فان دايك قائد الدفاع وأرنولد من أبرز خريجي الأكاديمية، مما يزيد الضغوط على إدارة ليفربول لتجديد عقودهم.

تصدر نادي ليفربول الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم برصيد 25 نقطة، بعد فوزه الصعب على برايتون في ملعب أنفيلد 2-1، يوم السبت الماضي، إذ تقدم برايتون بهدف فردي كاديوغلو، في الدقيقة 13 من الشوط الأول، وعادل بالشوط الثاني الهولندي كودي جاكبو، بعد مرور 69 دقيقة من المباراة، ثم سجل محمد صلاح هدف الفوز في الدقيقة 71، وهو الهدف رقم 48 للنجم المصري بالأسلوب نفسه، كماركة مسجلة، من ناحية اليمين بالقدم اليسرى وبالزاوية اليمنى، هذا الانتصار أعاد الحديث إلى أزمة التجديد للثلاثي: الهولندي فيرجيل فان دايك، والإنكليزي ترينت ألكسندر أرنولد، والمصري محمد صلاح، وهم من أعمدة الفريق، والذين تنتهي عقودهم بنهاية الموسم الحالي، والأهم من ذلك أنه لم يتبق سوى شهرين فقط، ويصبح اللاعبون الثلاثة أحراراً في الانتقال إلى أي فريق من دون مقابل لليفربول.

ويعد الثلاثي، مع الحارس البرازيلي أليسون بيكر، ركائز وأساطير حققت نجاحات كبيرة، وذلك بعد التتويج بعدة ألقاب، ومنها دوري الأبطال أوروبا 2019 (وصيف مرتين)، والدوري الإنكليزي الممتاز لأول مرة بمسماه الجديد "البريمييرليغ" عام 2020، وكأس الاتحاد الإنكليزي مرة، وكأس الرابطة في مناسبتين، والدرع الخيرية، والسوبر الأوروبي، بالإضافة إلى كأس العالم للأندية 2019، تلك البطولات والألقاب التي تحققت مع مدرب "الريدز" السابق الألماني يورغن كلوب، خلال الفترة من 2015 إلى 2024، مع الوضع بالاعتبار لعب الثلاثي أدواراً رئيسة في التتويجات والألقاب، إذ وصلت نسبة الفوز بحضور الثلاثي إلى 70 بالمائة، وانخفضت بغيابهم إلى 59 بالمائة.

وواصل الأسطورة محمد صلاح تحطيم الأرقام القياسية، بعد أن حصد لقب هداف الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم ثلاث مرات، وخاض 364 مباراة، محرزاً 220 هدفاً، منها 273 مباراة بـ"البريمييرليغ"، سجل خلالهاً 164 هدفاً، وقدم 74 تمريرة حاسمة لرفاقه، ويحتل حالياً ثامن ترتيب الهدافين التاريخيين للدوري الإنكليزي الممتاز (آلان شيرار 260، روي كين 213، واين روني 208، أندي كول 187، أغويرو 184، فرانك لامبارد 177 وتيري هنري 175).

ويأتي الفرعون المصري خامساً بترتيب هدافي ليفربول التاريخيين، متخطياً نجوماً في القائمة، بحجم ستيفن جيرارد وروبي فولر وكيني دالغليش ومايكل أوين، كما حقق مو صلاح معدلاً تهديفياً، خلال المواسم السابقة، بأكثر من 20 هدفاً، بخلاف صناعة الأهداف وهو لاعب جناح، في إنجاز تاريخي، وأكثر لاعب مشاركة في المباريات مع كلوب، ويطلق عليه الجماهير والنقاد لاعب المناسبات والمباريات الكبرى، وليس شرطاً أن يكون بأفضل حالاته ليسجل ويعيش لحظات الانتصار، هذا هو الفارق بين اللاعب الجيد واللاعب الكبير.

كما أن الهولندي فان دايك صمام الأمان وقائد دفاع "الريدز"، منذ انضمامه في يناير/ كانون الثاني 2018 من ساوثهامبتون مقابل 75 مليون إسترليني، وبقدرات تهديفية، إذ سجل 23 هدفاً بالدوري تضعه بالمركز التاسع بين المدافعين الهدافين بالدوري الإنكليزي، بنسبة فوز تصل إلى 70 بالمائة لصالح ليفربول بمشاركته، وتنخفض إلى 52 بالمائة في غيابه، وهو خامس لاعب في نسبة المشاركات مع كلوب، مع الأخذ في الاعتبار غيابه عن أغلب مباريات موسم 2020-2021. ويأتي ثالثهما الإنكليزي ألكسندر أرنولد، ابن أكاديمية النادي، الذي صعد منذ ديسمبر/ كانون الأول 2016، وشارك في 236 مباراة بـ"البريمييرليغ"، مساهماً بـ15 هدفاً ومقدماً 59 تمريرة حاسمة، وهو ثاني لاعب من حيث المشاركة في المباريات، تحت ولاية المدرب الألماني يورغن كلوب.

وبعد تولي الهولندي أرني سلوت القيادة الفنية لـ"الريدز" منذ بداية الموسم، لعب الفريق 15 مباراة بكل المسابقات، واحتل صدارة الدوري بعد تحقيقه ثمانية انتصارات، وتعادلاً وحيداً مع أرسنال 2-2، وخسارة أمام نوتنغهام فورست. أما أوروبياً، فخاض ليفربول ثلاث مباريات، واحتل الصدارة بتسع نقاط مع نظيره، الإنكليزي كذلك، أستون فيلا، بعد الفوز على ميلان الإيطالي 3-1، و2-0 على بولونيا الإيطالي أيضاً، و1-0 على لايبزيغ الألماني، ووصل إلى ربع نهائي كأس الرابطة الإنكليزية، إذ سيلتقي ساوثهامبتون بعد تخطيه ويستهام 5-1 ثم برايتون 3-2.

وشارك محمد صلاح في 15 مباراة هذا الموسم، وسجل تسعة أهداف، منها سبعة أهداف وصناعة خمسة بالدوري الإنكليزي، أما الكسندر أرنولد فلعب 13 مباراة مسجلاً هدفاً وحيداً وصنع آخر، ثم الهولندي فان دايك، الذي خاض 13 مباراة، وسجل هدفاً واحداً. ويوجد لدى جماهير ليفربول والنقاد قدر من الثقة بقدرات إدارة الفريق على حسم مسألة التجديد، خاصة للثنائي: الهولندي فان دايك (33 عاماً)، وختام مشوار الإنجازات بمكان التألق والإجادة، ومحمد صلاح (32 عاماً)، في ظل رغبته بالاستقرار لتحطيم الأرقام القياسية والألقاب، بعدما رفض النادي الإنكليزي العرض السعودي لانتقال صلاح بـ150 مليون جنيه إسترليني عام 2023، وتبقى نقطة النقاش والخلاف في المفاوضات بين "مو" وإدارة "الريدز" حول المدة الزمنية للتجديد، هل ستكون موسمين أم ثلاثة مواسم، أما القلق فينبع من موقف الظهير الأيمن الإنكليزي ألكسندر أرنولد (26 عاماً)، ورغبته بالانتقال إلى ريال مدريد لتحقيق حلمه بالفوز بالكرة الذهبية، والتي تزامنت مع إصابة الظهير الأيمن للملكي داني كارفخال في الرباط الصليبي الأمامي للركبة، واحتمالية غيابه بين 12 و18 شهراً ليكتمل شفاؤه.

وتقترب المهلة الأخيرة لإدارة ليفربول للتجديد، بينما أشار المدير الفني للفريق الهولندي أرني سلوت إلى أن ما يهمه الآن هو أداء الثلاثي بشكل جيد، مؤكداً تأثيرهم وأهميتهم، في ظل الصراع على اللقب المحتد مع مانشستر سيتي والفوز بالمباريات، وفي النهاية سيكون هناك بطل واحد للقب "البريمييرليغ".

المساهمون