يسعى مدرب منتخب الجزائر جمال بلماضي لإعادة الاعتبار لنفسه وللاعبيه عبر التألق في تصفيات كأس العالم 2026 وكذلك نهائيات كأس أمم أفريقيا المقررة مطلع العام المقبل في ساحل العاج، بعد الخيبة الكبيرة التي عاشها منتخب "الخضر" العام الماضي بفشل ذريع خلال هذين التحديين.
وتحدّث المدرب السابق للمنتخب الجزائري وكذلك التونسي، البلجيكي جورج ليكنس، في حوار خصّ به "العربي الجديد"، عن رأيه في الشكل الجديد لمنتخب "الخضر" قبل دخول الاستحقاقات القادمة، حيث عبّر عن تفاؤله الكبير بنجاح المدرب جمال بلماضي في إعادة تشكيلته إلى السكة الصحيحة، مشيداً في الوقت ذاته بانتخاب وليد صادي رئيساً لاتحاد الكرة المحلي.
رأيك في انتخاب وليد صادي رئيساً لاتحاد الكرة الجزائري؟
إنه أمر جميل للكرة الجزائرية بحكم معرفتي الجيدة بهذا الشخص الذي عملت معه في عهد محمد روراوة، لقد كان شاباً صغيراً، ورغم ذلك كان من الكفاءات التي يثق بروراوة، لقد بات الرئيس الآن وأرى أنه سيجلب الكثير للكرة الجزائرية، وهو الذي تتلمذ على يد أفضل المسؤولين، ثقتي به كبيرة، وآمل أن ينهض بالكرة الجزائرية، ويعيدها إلى منصات التتويج من جديد، حظ موفق، وما على المسؤولين الجزائريين سوى أن يضعوه في أفضل الظروف لتطبيق برنامجه الطموح.
كيف رأيت مستوى منتخب الجزائر أمام السنغال؟
لم أُفاجأ بالفوز الذي حققه المنتخب الجزائري في داكار أمام بطل إفريقيا، المنتخب السنغالي، لأن لاعبي جمال بلماضي لا يقلون شأناً عن رفقاء ساديو ماني، ويكفي أنهم تفوقوا عليهم في أكثر من مناسبة مؤخراً، كما أنهم توجوا بأمم أفريقيا 2019 على حسابهم، هو فوز بالأداء والنتيجة، وقد يكون ذلك مهماً بالنسبة للمدرب بلماضي من أجل استعادة الثقة، وهو الذي تعرّض لبعض الانتقادات مؤخراً، والتي أراها غير مؤسسة، فكرة القدم من الصعب البقاء فيها في القمة، وهو ما حصل مع الخضر، في انتظار عودتهم من جديد، لا سيما خلال نهائيات أمم أفريقيا المقبلة، التي قد تكون فرصة للثأر من نكستي نسخة الكاميرون والمونديال، الجزائر تمتلك مجموعة متميزة، ومن دون شك ستقودها إلى التألق من جديد.
ماذا تقول عن اللقاء الودي المنتظر بين الجزائر ومصر؟
سيكون لقاء مصر الودي بطابع رسمي من دون شك، بالنظر لحساسية لقاءات الديربي، هي قمة عربية مثيرة أرشح فيها الخضر للفوز، كون منتخبات شمال افريقيا تمتلك أسبقية على الفراعنة، وأنا عن نفسي فزت على منتخب مصر لما كنت مدرباً لمنتخب تونس في مناسبتين، أنا في انتظار الصدام بين محمد صلاح ورياض محرز اللذين شرفا الكرة الأفريقية في أفضل دوري في العالم (الدوري الإنكليزي). وفي حال نجح بلماضي في كبح تحركات صلاح، فسيحقق الفوز، فنجم ليفربول هو 50% من المنتخب المصري، كيف لا وهو قادر على صنع الفارق من أنصاف الفرص، هي قمة واعدة ستستمتع بها الجماهير، كما ستكون اختبارا مهما للفريقين قبل انطلاق نهائيات كأس أمم افريقيا بكوت ديفوار مطلع السنة المقبلة.
من المنتخب الذي تتوقع تألقه في أمم أفريقيا المقبلة؟
كأس أمم أفريقيا من وجهة نظري بطولة أصعب من كأس العالم نظراً للظروف التي تلعب فيها من أجواء مناخية صعبة وملاعب صلبة، وغيرها من المعطيات التي تؤثر على المردود العام للمنتخبات، وإن كان هذا الأمر قد تعود عليه الجميع، أنا عن نفسي أرشح عدة منتخبات، بداية بالبلد المستضيف كوت ديفوار الذي يمتلك فريقاً محترماً يعج بالمحترفين، مروراً بالمنتخب السنغالي حامل اللقب وصولاً إلى منتخب المغرب الذي أبهرني في المونديال الأخير، من دون نسيان المنتخب الجزائري بطبيعة الحال.
كيف ترى حظوظ الجزائر في المسابقة؟
هناك عدة أشياء تجعلني أرشح الجزائر، من بينها رغبتهم في الانتقام والثأر مما حصل لهم في النسخة الماضية، ناهيك عن امتلاك مدرب مثل بلماضي الذي يكون أخذ الدروس مما حصل معه مؤخراً، من دون نسيان امتلاك الجزائر عدداً من النجوم يتقدمهم محرز، الذي تجمعني به علاقة طيبة منذ عملي معه، وكذا إسماعيل بن ناصر الذي تشرفت باستدعائه للمشاركة في بطولة كأس أمم أفريقيا رغم أنه لم يكن يتعدى 18 سنة، إضافة إلى فغولي وماندي والبقية.
رأيك في الجيل الحالي لمنتخب الجزائر؟
محظوظ المنتخب الجزائري بهذا الجيل، الذي هو مزيج بين الخبرة والشباب، وبلماضي أحسن الصنيع بضخ دماء جديدة، بعد أن جلب أسماء متألقة مثل ريان آيت نوري وفارس شايبي وبدر الدين بوعناني، دخلوا مباشرة في أجواء المجموعة، وأتوقع لهم مستقبلاً كبيراً على المستوى الدولي.
بلماضي ضم العديد من اللاعبين الجدد، كيف ترى هذه الخطوة؟
تمتلك الجزائر عدداً من المواهب في الدوريات الأوروبية، وهي تقوم بالعمل على إقناعهم باللعب لبلدهم الأصلي، على غرار ما حدث مؤخرا مع عدة أسماء، في صورة حسام عوار الذي لعب للمنتخب الفرنسي الأول، هو إضافة نوعية لوسط الملعب، كما هو الحال لزميله السابق في ليون أمين غويري الذي اعلن مؤخراً التحاقه بمنتخب "الخضر"، وهو ما سيمنح بروفايل جديد لبلماضي في الخط الامامي إلى جانب سليماني وبونجاح وعمورة.
هل تتفق مع من يقول إن فيغولي عاد إلى المنتخب الجزائر في الوقت المناسب؟
لاعبون من أمثال سفيان فيغولي يبقى منتخب الجزائر بحاجة لخدماتهم في نهائيات أمم أفريقيا لتطوير الشبان، كما أن خبرته كفيلة بالسماح للخضر بالمنافسة على الألقاب، خصوصاً أنه يمتلك أيضاً زملاء مبدعين مثل محرز.
في بلدك بلجيكا يتألق الجزائري الشاب عمورة، رأيك في ما يقدمه؟
هذا الفتى محمد عمورة رائع، هو إضافة قوية لناديه الجديد سانت جيلواز، إذ لم يكن بحاجة للوقت للتأكيد على علو كعبه، وهو الذي سجل أربعة أهداف لحد الآن، هو مهاجم ذكي وسريع ويمتلك الفعالية، وأشبه أسلوبه بالنجم صلاح، ولهذا يمكن القول هو صلاح الصغير. وكذلك هناك عبد القهار قادري، قائد كورتريك، فهو من أفضل اللاعبين في الدوري البلجيكي، ويمتلك كل المواصفات لارتداء قميص فريق أكبر وفي بطولة أفضل، وهو الذي كان قريبا من أياكس أمستردام الهولندي في الميركاتو الصيفي الأخير.