تمسّك الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، بإقامة اللقاء الترتيبي من أجل المركز الثالث في نهائيات كأس أمم أفريقيا، رغم أن هذه المباراة لا تمثل أهمية قصوى بالنسبة إلى المنتخبات التي تفشل في الوصول إلى النهائي وتخوض المواجهة دون حماس كبير، أو رغبة في تحقيق الانتصار في غياب الضغط الإيجابي الذي يحفز اللاعبين.
وتحوّل اللقاء الترتيبي إلى ما يشبه الاختبار الودّي، حيث يعمد كل مدرب إلى منح الفرصة إلى العناصر التي لم تشارك في بقية المباريات، بهدف مساعدتها على تسجيل حضورها في النهائيات، أو لتحسين الأرقام، ومن الناحية الفنية من النادر أن شاهدنا تنافساً قوياً في اللقاء الترتيبي، باستثناء ما حصل في نسخة 2022 بين الكاميرون وبوركينا فاسو، عندما نجح أصحاب الأرض في قلب الطاولة على الخيول البوركينية، فقد نجح منتخب "الأسود التي لا تروض" في قلب الطاولة بـ"ريمونتادا" تاريخية، وعدل النتيجة 3ـ3 بعد أن كان متأخرا 3ـ0، في بداية الشوط الثاني.
وقد اعترف مدرب منتخب جنوب أفريقيا، هوغو بروس، في المؤتمر الصحافي، بعد تتويجه بالميدالية البرونزية في ساحل العاج، إثر الانتصار على الكونغو الديمقراطية بركلات الترجيح، أن الحصول على هذا المركز ليس مهماً، لأن التاريخ يحتفظ فقط بالبطل، ولا يهتم ببقية المراتب الأخرى، بحكم أنه من الصعب التركيز بعد خسارة فرصة التتويج والحصول على المرتبة الأولى.
ورغم غياب الجدوى من هذه المباراة، فإن "كاف" لا يبدو متحمساً للقيام بتعديلات على نظام البطولة، وبالتالي لن يقع التخلي عن المباريات الترتيبية في المرحلة القادمة، وهو خيار يتعارض مع معظم الاتحادات الأخرى، ذلك أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، لا يبرمج مباريات من أجل المركز الثالث وكذلك الاتحاد الآسيوي.
ويتفق الاتحاد الأفريقي مع الاتحاد الدولي في إقامة هذه المباراة، ولكن عند متابعة المباريات في السنوات الأخيرة بما في ذلك نهائيات كأس العالم يتضح أن هذه المواجهة تفقد القيمة الفنية، فالمنتخب المغربي قدّم نسخة مميزة في كأس العالم 2022، ولكنه لم يكن في أفضل حالاته في اللقاء الترتيبي، باعتبار أن صدمة توديع نصف النهائي تجعل اللاعب غير قادر على المحافظة على مستواه، فهل يسير الاتحاد الأفريقي على خُطا الاتحاد الآسيوي أو الأوروبي ويتخلى عن اللقاء الترتيبي؟