باتت القضية الفلسطينية ودعم القدس كلمة السر الأولى في المفاجأة المدوية التي انفجرت في الساعات الأخيرة، حول استعداد المصري محمد النني لاعب وسط فريق أرسنال الإنكليزي، لمغادرة "المدفعجية" في نهاية عقده صيف العام المقبل بعد سنوات طويلة من اللعب له.
وأمسى محمد النني على بعد خطوة واحدة من خلع قميص أرسنال، سواء في كانون الثاني/ يناير المقبل، حال حصوله على عرض مناسب من فريق في "البريميرليغ"، أو الانتقال إلى دوري أوروبي آخر أو البقاء حتى نهاية الموسم والرحيل مجاناً.
وجاء التحول الكبير في رحلة محمد النني مع فريق أرسنال التي بدأت عام 2016، عندما ضمّه أرسين فينغر المدير الفني من فريق بازل السويسري، حينها مقابل 6 ملايين يورو في صفقة كبرى، بسبب دعم اللاعب المصري للقضية الفلسطينية خلال أزمة القدس، وقصف قوات الاحتلال الإسرائيلي لغزة، وهو الموقف الذي تسبب في تعرّض النني لحرب شرسة وسرية داخل النادي الإنكليزي وإغلاق باب المفاوضات معه حول تجديد تعاقده.
وفجّرت تصريحات علاء نظمي، وكيل أعمال محمد النني (29 سنة) التي كشف خلالها النقاب عن وجود موقف سياسي عالمي، جرى في شهر أيار/ مايو الماضي تسبب خلالها في إيقاف المفاوضات الخاصة بالتجديد.
وقال نظمي في ردّه على تقرير صحافي عن رحيل النني بمقابلة على قناة أون تايم مع شوبير مساء أمس الخميس: "الأمور كانت تسير نحو تجديد التعاقد مع أرسنال، لكن بسبب موقف سياسي عالمي كان للنني خلاله موقف، تم إبلاغنا من الإدارة بعدم التجديد، وهذا حقهم".
وأضاف "عقد اللاعب ينتهي بانتهاء الموسم الحالي، قد يرحل في يناير، وقد يستمر لنهاية التعاقد، سنناقش العروض عندما يتم فتح سوق الانتقالات الشتوية".
وتعود الواقعة التي لم يكشف عنها نظمي بشكل صريح، إلى ليلة العاشر من مايو الماضي حينما أطلق النني تغريدة له عبر صفحته الرسمية على موقع "تويتر"، أكد فيها دعمه فلسطين والقدس بشكلٍ كامل.
وباتت أيام محمد النني معدودة بالفعل مع أرسنال، من دون الكشف صراحة عن الخلافات، لتنهي علاقة قوية بين اللاعب والنادي الإنكليزي تمتد لخمس سنوات كاملة تنوعت فيها رحلة النني ما بين المشاركة أساسياً والجلوس بديلاً.
وأعادت واقعة محمد النني أزمات لاعبين مسلمين عانوا من الأزمات مع فريق أرسنال بسبب دعم المسلمين وقضايا إنسانية عديدة، لعلّ أشهرهم النجم الألماني الكبير مسعود أوزيل الذي كان النجم الأول في تشكيلة أرسنال حتى عام 2020، وكان صاحب الراتب الأسبوعي الأكبر، ومعشوق الجماهير.
ولكنه فوجئ بتغيير تام في علاقة النادي معه، وبدأ يتم تجميده تماماً في المباريات ووضعه بديلاً في أعقاب دعمه مسلمي الإيغور، وما يتعرّضون له من اضطهادات في الصين، ولم يجد أوزيل مع تجميده لفترة طويلة سوى ورقة الرحيل إلى فريق فنربخشة التركي وبدء رحلة جديدة في مشواره.