خطف مغامرون ورحالة مغاربة الأنظار إليهم في بطولة كأس أمم أفريقيا التي تستضيفها ساحل الحاج حتى الـ11 من شهر فبراير/ شباط القادم، بعدما قطعوا الآلاف من الكيلومترات مشياً أو على متن الدراجات الهوائية، من أجل مساندة منتخب المغرب.
ومثلما اختار عدد من الجماهير المغربية الإقامة في فنادق أو "فيلات" في مدينة سان بيدرو الساحلية، قرر آخرون المكوث في خيم صغيرة نصبت بجانب البحر، وبخاصة أولئك الذين أتوا مشياً، أو على متن الدراجات الهوائية في رحلات برية استغرقت ما بين 4 و10 أشهر.
ومنهم من غادر المغرب بدون مبلغ مالي، كما هي الحال بالنسبة إلى زكريا، الذي اضطر إلى العمل في الصباغة في الدول التي عبر منها، من أجل توفير مصاريف مغامرته التي يعشقها منذ صغره.
وكشف زكريا في تصريح لـ "العربي الجديد"، الأحد، أنه اضطر للعمل في موريتانيا، قبل مواصلته رحلته البرية إلى سان بيدرو، من أجل دعم وتشجيع منتخب المغرب في "الكان".
وسار في الاتجاه نفسه سفيان حلاق مخيم المغامرين، حين أكد أنه قطع 6 آلاف كيلومتر، من أجل متابعة كأس أمم أفريقيا وتابع قائلاً: "استغل منبركم لأشكر رجال نقل الشحن الدولي، إذ بفضل مساعدة أحدهم نجحت في الوصول إلى سان بيدرو".
وتحظى قصة الحلاق سفيان باهتمام الكثير من المتابعين، فهو لا يتردد في حلق رؤوس زملائه، مقابل مبلغ مالي بسيط، أو مجانا في أحيان كثيرة.
يشترك هؤلاء المشجعون في حب المغامرة، مهما كانت عواقبها، ورغبتهم الملحة في نشر ثقافة الرحلات البرية، حيث كشف المغامر سمير لـ "العربي الجديد" أن حبهم للمغامرة والعيش بطريقة مختلفة من دفعهم إلى خوض هذه التجربة، من أجل تشجيع منتخب المغرب في هذه البطولة الأفريقية.
وأضاف قائلاً: "اخترنا هذا المخيم، ليس لأننا لا نملك المال، بل لأننا نرغب في عيش اللحظة، كأسلوب حياة، حيث نكون قريبين من البحر والطبيعة أكثر، ولهذا ينبغي أن ينظر إلينا بشكل إيجابي، فنحن نحب المغامرة والاستمتاع بها، ولسنا فقراء، كما يعتقد البعض".
أما معاذ صديقي، فغادر المغرب قبل 10 أشهر للقيام بجولة برية عبر القارة الأفريقية، وكشف قائلاً: "غادرت المغرب في آخر يوم من شهر رمضان، من أجل تشجيع منتخب "أسود الأطلس" في سان بيدرو. وبعد ذلك سأقوم بجولة أفريقية على متن دراجتي الهوائية".