مدربو القارة الأوروبية... تغيّر في الخريطة

21 اغسطس 2021
أنشيلوتي في الريال ومورينيو مع نادي روما (Getty)
+ الخط -

انطلق موسم كرة القدم في أوروبا رسمياً، وكانت عودة الجماهير أبرز ما لفت النظر بعد فترة طويلة من الغياب بسبب جائحة فيروس كورونا التي شلّت القطاع الرياضي. في هذا الميركاتو الصيفي، شهدنا الكثير من الصفقات على مستوى اللاعبين، انتقالات هنا وهناك، كان أبرزها رحيل ليونيل ميسي عن برشلونة وسيرخيو راموس عن ريال مدريد. لكن كيف كان السيناريو على مستوى المدربين؟ بطبيعة الحال كان الأمر مثيراً أيضاً.

كارلو أنشيلوتي

المخضرم الإيطالي الذي عمل في العديد من الأندية الكبرى لم يقدر على رفض عرض نادي ريال مدريد، أعاده الشوق للألقاب وحمل أبطال أوروبا إلى سانتياغو برنابيو. كان أنشيلوتي يقضي وقته في إيفرتون قبل تلقّيه عرض الميرنغي إثر رحيل الفرنسي زين الدين زيدان، فما كان منه إلا أن جمع حقائبه وحطّ الرحال في العاصمة مدريد. يعرف كارلو الأجواء هناك جيداً، فقد كان صاحب الفضل في تحقيق اللقب العاشر للملكي في الأبطال. تغيرت العديد من الوجوه، لكن البعض ممن رافقوه في رحلة النجاح لا يزالون هناك، أمثال كريم بنزيمة وغاريث بيل ومارسيلو وآخرين. يمتلك أنشيلوتي خبرة كبيرة في عالم التدريب، بعدما أشرف على ميلان في السابق وتشلسي وباريس سان جيرمان، قبل أن يخوض تجربة لم تتكلل بالنجاح مع نابولي، ليجد نفسه في البريميرليغ بعدها مع إيفرتون.

الآن، في ريال مدريد، ستكون الأعين شاخصة عليه، هل انتهت صلاحية الإيطالي في عالم التدريب؟ كان من الصعب الحكم عليه في إيفرتون أو نابولي، اليوم الأمر مختلف. تتمنى جماهير ريال مدريد من كارلو أنشيلوتي إيجاد التوليفة المناسبة، لا سيما في الخط الأمامي، وإخراج قدرات إيدين هازارد الذي لم يجد نفسه حتى الآن، كما أن علاقته بالويلزي غاريث بيل جيدة، فهل يكون سنداً لكريم بنزيمة مهاجم الفريق الأول المتألق؟ لقب الليغا سيكون هدفاً مهماً طبعاً، خاصة أن برشلونة يعاني من عدّة مشاكل، من دون نسيان أتلتيكو مدريد الجاهز والمترقب.

كريستوف غالتييه

رفع صاحب الـ54 عاماً غالتييه أسهمه في عالم التدريب، حين قاد فريق ليل الموسم الماضي لتحقيق لقب الدوري الفرنسي لكرة القدم، متفوقاً على باريس سان جيرمان الذي يعجّ بالنجوم، لكنه صدم الجميع لاحقاً بعد التتويج بقرار رحيله معللاً ذلك بأنه الوقت المناسب. بطبيعة الحال، حين تحقق سقف المطلوب منك سيكون الموسم التالي أصعب من الذي سبقه، فالمحافظة على لقب الليغ 1 لن يكون يسيراً، وحينها قد تكون الضغوطات أكبر والفشل حليفك، لذلك، كان قرار غالتييه في مكانٍ ما صائباً. المدرب نفسه اعترف، خلال حوار مع صحيفة ليكيب الفرنسية، بأن الوقت كان الأنسب للرحيل، بعد أربعة مواسم عرف خلالها العديد من المحطات المثيرة، خاصة أنه انتشل النادي من قعر الترتيب في موسم 2017-2018 وأعاده إلى القمة.
لم يغادر غالتييه الدوري الفرنسي بطبيعة الحال، لكنه اختار مهمة جديدة، هناك في نيس بدأ مغامرة جديدة، مع عناصر مميزة وعمل دؤوب وبعض الصبر من الإدارة الحالية، قد نراه مجدداً يرفع لقباً خلال الفترة المقبلة.

رافائيل بينيتيز

تعهّد المدرب الإسباني رافائيل بينيتينز بفعل كلّ ما يلزم لقيادة إيفرتون للانتصارات. كمشجع في أي بلد بالعالم، قد تقول إنه أمرٌ جيد أن ترى رافا هناك يدرب فريقاً يمتلك العديد من اللاعبين، لكن بالنسبة لمشجعي التوفيز الأمر مختلف، فالمعارضة التي رفضت قدومه كانت أكبر من حملة التأييد، هو مدرب الغريم التقليدي السابق ليفربول في المدينة، الفريق الذي قاده إلى تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا في موسم 2004-2005 على حساب ميلان، والأهم من ذلك، التصريحات التي كان قد أطلقها يوم كان مدرباً للريدز عن أن إيفرتون فريق صغير ومتواضع. الآن، الأمر بات واقعاً ملموساً، بينيتيز سيقود إيفرتون 3 سنوات على الأقل، المهمة طبعاً صعبة، لكن الخبرة التي يمتلكها في عالم التدريب أو الدوري الإنكليزي قد تمكّن التوفيز من احتلال مركز مؤهل للمسابقات الأوروبية.

جوزيه مورينيو

بالنسبة للمدرب البرتغالي مورينيو، كان استقباله في روما مغايراً عما عاشه بينيتيز في إيفرتون، الجميع في العاصمة الإيطالية محبٌ له باستثناء جماهير لاتسيو، الغريم التقليدي للذئاب. وصل مورينيو إلى روما بطلاً قبل أن يخوض تجربته الجديدة في الكالتشيو، استقبل استقبال القياصرة، ومعه بدأت الجماهير في التفكير بالعودة إلى منصات التتويج، إلى حقبة بداية الألفية أيام غابرييل باتيستوتا وفرانشيسكو توتي ومونتيلا وكاسانو، ورفع لقب الدوري رغم صعوبة المهمة الآن واختلاف الأسماء والأجواء. مورينيو وصف بأنه انتهى على المستوى التكتيكي والتدريبي، لم يعد قادراً على خلق أي شيء جديد، يكرر نفسه كلّما تولى تدريب فريق آخر، فهل هذا صحيح يا ترى؟ كيف ستكون رحلته هذه بعد الفشل في توتنهام؟ ربما احتلال مركز مؤهل إلى دوري أبطال أوروبا سيكون أمراً جيداً له وللجماهير، وبعد ذلك يبنى على الشيء مقتضاه.

سيموني إنزاغي

قبل المدرب الإيطالي إنزاغي المهمة التي رفضها أنطونيو كونتي في إنتر ميلان، ربما لكلّ طرف حساباته الخاصة، لكن دعونا نتحدث فقط عن إنزاغي، المدير الفني السابق للاتسيو. فقد إنزاغي كلّا من روميلو لوكاكو المنتقل إلى تشلسي وأشرف حكيمي الذي رحل إلى باريس سان جيرمان، لكن الإدارة جلبت إدين دجيكو المخضرم والهولندي دينزل دومفريز، والهدف سيكون الآن المحافظة على لقب الكالتشيو والذهاب إلى أبعد نقطة ممكنة في دوري أبطال أوروبا.

تغييرات في إيطاليا

في إيطاليا، جرت أيضاً عدّة تغييرات على مستوى المدربين؛ أندريا بيرلو رحل عن يوفنتوس، وعاد ماسمليانو أليغري، ومعه تريد جماهير الـ"بيانكونيري" استعادة لقب الدوري، فيما قرر ماوريسيو ساري الإشراف على نادي لاتسيو خلفاً لسيموني إنزاغي الذي تولى مهمة إنتر ميلان، فهل ستكون تجربته مشابهة لما حصل معه في نابولي أم صعبة كما حدث له في يوفنتوس؟ من جانب آخر، سيكون نابولي على موعدٍ مع مدرب جديد هو لوتشيانو سباليتي الذي خلف جينارو غاتوزو.

المساهمون