مراد الدعمي لـ"العربي الجديد": هذه أسباب تراجع التحكيم التونسي

يقتصر حضور التحكيم التونسي في بطولة كأس أمم أفريقيا لكرة القدم في ساحل العاج 2024، على الثنائي، هيثم قيراط كحكم أول والمساعد خليل الحساني، وهو ما صدم أغلب المتابعين في الشارع الرياضي في تونس، نظراً للتاريخ الكبير للتحكيم التونسي في المسابقات الأفريقية وحتى الدولية.

وتواصل "العربي الجديد" مع الحكم الدولي التونسي السابق، مراد الدعمي، للبحث عن أسباب هذا التراجع الواضح لمواطنيه من الجيل الحالي، بوصفه أحد أبرز الأسماء التي تركت بصمة في تاريخ التحكيم التونسي، إذ سبق له أن شارك في بطولة كأس العالم، سنة 2002، وقاد الدور النهائي لأمم أفريقيا مرتين، تحديداً في نسختي 2000 و2006، بالإضافة إلى دورة الألعاب الأولمبية، وبطولة كأس العالم للقارات، والعديد من التظاهرات الدولية والقارية الأخرى. 

وقال الدعمي: "طبعاً، عدم حضور حكم تونسي أول في هذه البطولة هو بلا شك أمر محزن، باعتبار أن تاريخنا كان كبيراً في مثل هذه المسابقات من خلال مشاركة عدد من الحكام في البطولات الإفريقية وبطواقم محترمة جداً، لقد كنّا نصل إلى نهاية البطولة، ولنا في ذلك عدد من الأمثلة، مثل علي بالناصر الذي شارك في عدد من البطولات وقاد الأدوار النهائية مرتين، أنا كذلك كان لي شرف إدارة الدور النهائي لكأس أمم أفريقيا في مناسبتين، دون نسيان المشاركات في كأس العالم ودورة الألعاب الأولمبية".

وأضاف الدعمي قائلاً: "في خصوص النسخة الحالية، كان من المفروض مشاركة الصادق السالمي، لكننا فوجئنا بعدم دعوته، وقد علمت شخصياً أن سبب هذا القرار يعود إلى ضعف أدائه في إحدى المباريات التي قادها في أفريقيا هذا العام، أعتقد أن هناك أسباباً أخرى تتمثل في عدم وجود أي عضو تونسي في تركيبة لجنة الحكام في الاتحاد الأفريقي، وهو ما كان له تأثير سلبي على حظوظ الحكام التونسيين، ولا يمكن أن ننسى كذلك الأجواء غير الجيدة في الدوري المحلي، والتعويل على الحكام من خارج تونس لقيادة المباريات المهمة في مرحلة التتويج، كل هذه العوامل تسببت في تراجع مستوى الحكم التونسي".

كرة عالمية

التحديثات الحية

4 مواجهات نارية تشعل الدور الأول من كأس أمم أفريقيا

وأضاف: "عموماً يجب علينا أن نتدارك الأمر، وأن نقف على حقيقة ما حصل لنتجاوز هذه الصدمة، لأن التحكيم التونسي كان دائماً الأفضل، وهذا موثّق بالأرقام في المشاركات الأفريقية، وأعتقد أن هيثم قيراط سيعتمد عليه الاتحاد الأفريقي كحكم ساحة كذلك، وليس في غرفة الفار فقط، وكذلك لدينا خليل الحساني كحكم مساعد، أتمنى لهما التوفيق والنجاح".

واختتم الدعمي حديثه قائلاً: "أما بالنسبة إلى الحكام العرب، فإني أثق بهم نظراً إلى قيمتهم الفنية والبدنية الجيدة، مثل الحكم الجزائري كريم غربال الذي يعتبر من أفضل الحكام الأفارقة حالياً، وشارك أخيراً في بطولة العالم للأندية وقاد الدور النهائي، وفي رصيده كذلك عدد من المشاركات الدولية والإقليمية، أيضاً الحكم المصري أمين عمر الذي قاد اللقاء الافتتاحي، وهذا شرف للتحكيم العربي، ولا ننسى أيضاً التونسي هيثم قيراط الذي أثق فيه كثيراً من أجل النجاح في البطولة وإنقاذ صورة التحكيم التونسي".