بات حارس نادي كان الفرنسي، أنتوني ماندريا، الخيار الأول للمدرب جمال بلماضي في تشكيلة منتخب الجزائر، حيث يُعول عليه كثيراً لحماية عرين الخضر في الاستحقاقات الهامة القادمة، على غرار تصفيات كأس العالم 2026 وكذلك نهائيات أمم أفريقيا المقررة في ساحل العاج مطلع العام القادم.
وتحدث المغربي وصاحب الجنسية البلجيكية، سعيد زعيبيلة، في تصريحات خصّ بها "العربي الجديد"، الأربعاء، عن خصائص ومميزات الحارس ماندريا، وهو الذي كان وراء اكتشافه وضمه لنادي شوليه في دوري الدرجة الثانية الفرنسية.
وقال زعيبيلة الذي يعمل حالياً مدرباً لحراس منتخب المغرب للسيدات: "أداء حارسي السابق أنطوني ماندريا رفقة ناديه كان الفرنسي، ومع المنتخب الجزائري لم يفاجئني على الإطلاق، كوني أعرف تمام المعرفة إمكانيات ومؤهلات هذا الحارس الذي كنت وراء انتدابه إلى نادي شوليه المنتمي لدوري الدرجة الثانية الفرنسية، لقد كنا نمتلك حارساً في طريقه للاعتزال بعد بلوغه 40 عاماً، وكنت بصدد البحث عن خليفته، وتلقيت آنذاك عدة مقترحات من بينها مقترح الحارس الحالي لشباب بلوزداد الجزائري ألكسيس قندوز".
وأضاف "فضلت ماندريا الذي كان الحارس الرابع لنادي أنجيه ولقد جلبناه على سبيل الإعارة فقط، وهو ما جعله يعود فيما بعد إلى نادي أنجيه، بدليل أنه قد شارك الموسم ما قبل الماضي كأساسي في مرحلة الإياب بعد إصابة الحارس الأول، لقد عاد إلى أنجيه بمعنويات ضعيفة، كون مدربه كان يريده كحارس ثالث، ولكنني بقيت خلفه وشجعته، وطلبت منه انتظار فرصته للانقضاض عليها، وهو ما كان له، بعد أن أبهر الجميع عندما شارك".
وأردف زعيبيلة "لقد زكّيت خيار ماندريا لعديد الأسباب، أبرزها أنه يمتلك مواصفات لا يملكها سوى الحراس الكبار، على غرار القراءة الجيدة للعب، فتمركزه الصحيح وراء صده لجلّ الكرات الصعبة، أنا لم أكن مدربه فقط في شوليه بل جمعتني به علاقة قوية، وكنا نتبادل الزيارات العائلية، كما أن ماندريا أمسى يستشيرني في كل كبيرة وصغيرة تخصّ مستقبله، بدليل أنه أخذ بنصيحتي الصيف الماضي، عندما انتقل إلى كان، وأتذكر بأنه حدثني عن اهتمام فرق أخرى، في صورة شارلوروا وأندرلخت البلجيكيين، غير أنني طلبت منه التوقيع مع كان، لتعزيز فرصه في المشاركة باستمرار، وبالتالي الحفاظ على مكانته مع المنتخب الجزائري والتي لم ينتزعها بسهولة".
وتابع "لقد قام ماندريا بالخيار الصائب، وهو الآن من خيرة الحراس في دوري الدرجة الثانية الفرنسية، وكلها أمور دفعت مدرب منتخب الجزائر جمال بلماضي للاعتماد على خدماته كأساسي خلفا لرايس مبولحي، وهنا أعود للرسالة التي كنت قد بعثت بها لبلماضي، عندما كنت أشرفت على تدريب حراس منتخب بوتسوانا رفقة الجزائري الآخر عادل عمروش، حيث قلت له بأن لديّ حارسا جزائريا في نادي شوليه بإمكانه ارتداء زي الخضر، وتقديم المساعدة لمنتخب الجزائر، والحمد لله جرى النظر لطلبي بعين الاعتبار، بعد أن تلقى ماندريا أول استدعاء، وإن كان ذلك قد تزامن مع انتقاله إلى نادي أنجيه".
وختم زعيبيلة حديثه بالقول "ماندريا حارس ملتزم، وذو شخصية قوية، كما أنه يجيد اللعب بكلتا القدمين، وهي ميزة نادرة لدى حراس المرمى، وكلها أمور تجعله من خيرة الحراس في الوقت الحالي في القارة السمراء، لقد آمنت به، وعملت على تطوير مؤهلاته، كما شجعته باستمرار، والآن ماندريا بصدد جني الثمار، ويكفيه فخرا أنه تحول الحارس الأساسي للمنتخب الجزائري رغم وجود أسماء أخرى متألقة. لقد أبهرني أمام منتخب السنغال وكان المساهم الأبرز في العودة بالانتصار من داكار، دون نسيان أدائه القوي في ودية مصر، أتمنى له كل التوفيق رفقة ناديه والمنتخب الجزائري، لأنه إنسان رائع أيضا إلى جانب كونه حارس مرمى متميزا".