شهدت كأس أمم أفريقيا تذكر بعض الاتحادات من أخطاء الحكام، في الدور الأول من النهائيات التي تقام في ساحل العاج، خاصة من قبل الاتحاد الجزائري وكذلك الاتحاد التونسي، إذ اعتبر كل منهما أنه تعرّض إلى أخطاء أثرت في النتائج النهائية.
وأكد خبير التحكيم في "العربي الجديد" جمال الشريف، أن الأخطاء يمكن أن تحدث في أي لقاء، وأن الحكام واجهوا إشكالاً بسبب غياب المساعدة من غرفة الفيديو، وقال عن الأخطاء بشكل عام: "من الطبيعي أن تحدث أخطاء مثل أي عمل إنساني آخر، والتحكيم ليس استثناء، والحكم قد لا يكون في المكان المناسب أو تُحجب عنه الرؤية أو ربما يكون بعيداً عن العملية، وهي ليست مبررات ولكن هذه توصيفات للواقع، فعندما يكون قريباً وزاوية الرؤية واضحة، يمكنه أن يتخذ القرار المناسب الصحيح بكل ثقة".
وأكد الشريف أن التحكيم في القارة الأفريقية شهد تحسناً كبيراً في السنوات الماضية، وقال "التحكيم في أفريقيا تطوّر بشكل كبير جداً، ولاحظت أن هناك مستويات متميزة في هذه البطولة، خاصة الحكام الشبان الذين يوجدون للمرة الأولى على مستوى البطولة القارية، وهناك خزان من الحكام المتميزين الذين سيدعمون التحكيم الأفريقي، وهو شيء مهم للغاية ويجب الاستمرار في هذه السياسة. وقد عايشت التحكيم في أفريقيا في عقود سابقة، ويمكن القول إنه حقق قفزة كبيرة في موضوع الشفافية والعدالة والشجاعة والنزاهة، وأشعر بأن التحكيم قدم مستويات متميزة، وهذا لا يعني عدم وجود الأخطاء".
وأكد الشريف أن الأخطاء طاولت هذه المرة بشكل أساسي غرفة الفيديو المساعد "الفار" في أمم أفريقيا التي لم تساعد في بعض المباريات الحكام، وقال: الأخطاء إن حصلت فتهمّ تقنية "الفار" المرتبطة بعاملين، العامل الأول هو العنصر البشري ويمكن التأكيد أنه توجد الكفاءات في أفريقيا، أما الجانب الثاني وهو أكثر أهمية ويعتبر العمود الفقري لعمل الحكم الفيديو المساعد، هو أن يحتكم النقل التلفزي على الكاميرات لنقل كل الزوايا حتى يصل إلى الحقيقة سريعا وبكل دقة، ما يساعده على تدقيق القرارات ولا حاجة أن يطلب منه من قبل اللاعبين أو الأجهزة الفنية لمراجعة الفار لأنه موجود في كل قرار يتخذه الحكم، وعند الاختلاف في الرأي يطلب الحكم الفار من الحكم مراجعة الشاشة، ويقدم له الزوايا الأفضل التي تساعده على تأكيد قراره أو تعديله".
وأضاف الشريف قائلاً "المشكلة في القارة الأفريقية تتعلق بالنقل التلفزيوني الذي يبدو متأخراً بعض الشيء قياساً ببطولات كبيرة مثل كأس العالم أو في القارة الآسيوية مثل ما نشاهده في كأس آسيا المقامة في قطر، فالتقنية تساعد الحكم المساعد وتصبح القرارات أكثر دقة وعدالة، ولكن في كأس أمم أفريقيا فإن النقل التلفزيوني يجب أن يكون أكثر تطوراً للقيام بالمهمة".