انقاد منتخب السعودية لكرة القدم إلى هزيمة جديدة، في تصفيات كأس العالم 2026، بعد خسارته المفاجئة أمام إندونيسيا بنتيجة 0-2 في الجولة السادسة، اليوم الثلاثاء، ليُواصل فقدان النقاط بشكل غريب، رغم أنه لجأ إلى المدرب الفرنسي، هيرفي رينارد، الذي عوّض الإيطالي روبيرتو مانشيني، الذي أقبل من مهامه، الشهر الماضي.
ولم يختلف وضع منتخب السعودية في المباريات الأخيرة، تحت قيادة بطل أوروبا 2021 مع إيطاليا، روبرتو مانشيني، أو بطل أفريقيا، عامي 2013 مع زامبيا و2015 مع ساحل العاج، هيرفي رينارد، إذ إن الأداء كان ضعيفاً، وأرقامه الهجومية كانت دون المأمول، بعدما فقد نقاطاً أمام منتخبات لا تملك تاريخاً كبيراً في كرة القدم الآسيوية، إضافة إلى أن منتخب السعودية يملك نجوماً كانوا قد انتصروا على منتخب الأرجنتين في نهائيات كأس العالم بقطر 2022، وكان المنتخب الوطني الوحيد، الذي هزم بطل العالم في تلك النسخة.
وظهرت علامات التراجع على منتخب السعودية، منذ كأس آسيا الأخيرة، فخلال النسخة، التي أقيمت في الدوحة، بداية العام الحالي، لم يكن "الأخضر" في قمة الجهوزية، وكان مرشحاً للوصول إلى المربع الذهبي، ولكنه فشل في المهمة، وواصل نتائجه السلبية في المباريات الموالية، التي أعقبت المشاركة الآسيوية، بشكل لافت، ما يؤكد خطورة الموقف، الذي يواجه منتخب السعودية في التحديات التي تنتظره، وخلال آخر أربع مباريات، لم يُحقق المنتخب السعودي أي انتصار، بعد تعادله مرتين وخسارته مثلهما، بل إنه لم يُسجل أي هدف.
وقد اقترن ضعف نتائج منتخب السعودية وتراجع مستواه، بتزايد عدد اللاعبين الأجانب في الدوري، خاصة في الأندية القوية، بعد أن زاد الاتحاد السعودي من حصّة الأندية في اللاعبين من خارج السعودية، لتدخل الفرق في سباق محموم من أجل الحصول على توقيع أفضل اللاعبين في العالم، وبات اللاعب السعودي مهمشاً في الأندية، أمام الأسماء الكبيرة في الدوري، وهذا الأمر لا يتعلق فقط بأندية الصف الأول، التي تُنافس من أجل الألقاب، بل كذلك بالفرق التي تلعب من أجل تفادي الهبوط، إذ يشغل الأجانب المراكز الأكثر أهمية وتأثيراً في تشكيلات الأندية.
ولئن ساعدت الصفقات القوية الأندية في دعم فرصها بأهم البطولات، وجعلت الدوري السعودي من أقوى الدوريات تنافسياً، فإن هذا الأمر انعكس سلبياً على منتخب السعودية، والنتائج تؤكد هذا الأمر، لأن الصعوبات تواجه المنتحب أمام منتخبات ضعيفة، كما أن اللاعبين السعوديين، الذين انتقلوا لخوض تجارب أوروبية، لا يلعبون كثيراً، مثل لاعب روما الإيطالي، سعود عبد الحميد، الذي يواجه التهميش، أو الثنائي في الدوري البلجيكي: مروان الصحفي وفيصل الغامدي.
وكان المدرب الإيطالي، روبيرتو مانشيني، قد نبّه منذ فترة إلى أن عدد الأجانب في الفرق السعودية بات خطراً على حظوظ منتخب السعودية في مختلف التحديات، واعتبر أن الأمر يطرح الكثير من الصعوبات على مدرب المنتخب، من أجل اختيار أفضل تشكيلة، في ظل غياب اللاعبين السعوديين عن تشكيلات الأندية القوية، باستثناء بعض الأسماء فقط.