بعد 36 سنة، يسعى المنتخب الكندي، اليوم الأحد، إلى إنهاء عقدة الإقصاء من التصفيات والتأهل إلى بطولة كأس العالم من جديد، بعد أعوام كانت طويلة جداً على جماهير المنتخب الكندي التي بدأت ترى حلم التأهل حقيقة، خصوصاً أنه يحتاج إلى تحقيق الفوز على منتخب جامايكا في الجولة الـ13 ما قبل الأخيرة من تصفيات "الكونكاكاف"، من أجل بلوغ مونديال قطر رسمياً.
التأهل للمرة الثانية تاريخياً
تأهل المنتخب الكندي إلى بطولة كأس العالم تاريخياً مرة واحدة، وكان ذلك في نسخة المكسيك عام 1986، وجاء التأهل بعد أن تُوجت كندا بلقب بطولة كأس "الكونكاكاف"، وكانت القوانين آنذاك تمنح بطاقة التأهل إلى المونديال لحامل لقب هذه البطولة، لتبقى هذه المشاركة الذكرى الوحيدة للجماهير الكندية في كأس العالم.
وبطبيعة الحال، لم تكن مشاركة منتخب كندا الوحيدة في المونديال جيدة، فهو تعرّض لثلاث خسارات في دور المجموعات، إذ خسر في الجولة الأولى أمام منتخب فرنسا بهدف نظيف، ثم بهدفين نظيفين أمام المجر، وأخيراً ضد منتخب الاتحاد السوفييتي بهدفين نظيفين، لتُغادر كندا البطولة العالمية سريعاً بخمسة أهداف في شباكها وبدون أي فوز.
وعليه، يسعى المنتخب الكندي إلى التأهل للمرة الثانية إلى بطولة كأس العالم، وهذه المرة أمسى الحلم أقرب من أي وقت مضى، خصوصاً مع التشكيلة القوية التي يملكها على أرض الملعب، والتي ساهمت في تحسّن المستوى وتحقيق نتائج جيدة في التصفيات وتصدّر المجموعة، متقدما على منتخبي أميركا والمكسيك.
ويتصدر المنتخب الكندي المجموعة برصيد 25 نقطة من 7 انتصارات و4 تعادلات وخسارة، في وقت سجل المنتخب 19 هدفاً وتلقّى 6 أهداف في شباكه. وهنا يجب التنويه إلى أن كندا تفوقت على المنافسين المباشرين لها في التصفيات، ففازت على المكسيك في مواجهة الإياب (2-1) وتعادلت في الذهاب (1-1)، كما تعادلت ذهاباً مع منتخب الولايات المتحدة الأميركية (1-1) وفازت في الإياب بهدفين نظيفين، وهي النتائج التي جعلتها تتقدم على منافسيها المباشرين وتقترب من التأهل كمتصدرة لأول مرة في تاريخها.
وفي حال تفوق المنتخب الكندي على منافسه جامايكا، في الجولة الـ13 ما قبل الأخيرة، سيتأهل المنتخب الكندي مباشرةً بعد الوصول إلى 28 نقطة في المركز الأول وتضمن العبور رسمياً، مع العلم أنه سيخوض المباراة الأخيرة ضد منتخب بنما، في المواجهة الأخيرة من تصفيات "الكونكاكاف" المؤهلة إلى مونديال قطر 2022.
الاحتراف مُفتاح النجاح
تطورت كرة القدم الكندية في السنوات الماضية كثيراً، ربما بسبب الخطة التي وضعها الاتحاد في عام 2010، والتي حددت أهدافا يجب أن يُحققها المنتخب في المنافسات، ومنها الوصول إلى بطولة كأس العالم 2022 أو 2026، وها هي تقترب من الوصول إلى ثاني مونديال تاريخياً ولأول مرة من التصفيات مباشرةً، ما يعني أن الخطة نجحت بنسبة كبيرة.
ومن بين الجوانب التي نجح الاتحاد الكندي لكرة القدم في تطويرها هي "أكاديميات" كرة القدم التي أضافت مواهب كثيرة للمنتخب الوطني بكافة فئاته من الصغار إلى الكبار، الأمر الذي تسبب في ظهور نجوم شابة مُميزة تلعب كرة قدم مُميزة وتملك الموهبة التي يُمكنها المساعدة في تطوير قوة المنتخب الكندي.
وانعكس هذا الأمر على احتراف اللاعبين الكنديين في الخارج، خصوصاً في أوروبا، إذ أن المنتخب الكندي الذي اقترب اليوم من التأهل إلى كأس العالم، يضمُ في صفوفه عناصر مُميزة تلعب في دوريات أوروبية مهمة، وساعدت من رفع شأن المنتخب في السنوات الأخيرة، وهي أحد أبرز أسباب الاقتراب من تحقيق حلم "المونديال".
وربما من أبرز المحترفين الكنديين الذين يلمعون في الكرة الأوروبية، ألفونسو ديفيز، ظهير فريق بايرن ميونخ الألماني، الذي يُقدم مستوى لافتا على أرض الملعب، وهو من أبرز المساهمين في تحقيق الألقاب مع النادي "البافاري" في السنوات الماضية، وخصوصاً لقب دوري أبطال أوروبا عام 2020.
كما يبرز إلى الواجهة ستيفين فيتوريا، المحترف مع فريق مورينسي البرتغالي، وسام أديكوجبي، لاعب فريق هاتايا سبور التركي، وريتشي لاريا، لاعب فريق نوتينغهام فوريست الإنكليزي، وأتيبا هوتشينسون القائد، لاعب فريق بشكتاش التركي، وستفين أوستاكيو، لاعب فريق بورتو البرتغالي.
وهناك في الهجوم مجموعة شابة موهوبة جداً، مثل سايل لارين، لاعب فريق بشكتاش التركي، وجوناثان ديفيد، مهاجم فريق ليل الفرنسي، وجونيور هويليت، مهاجم فريق ريدينغ الإنكليزي، وتاجون بوشانان، مهاجم فريق كلوب بروج البلجيكي.