تتجه الأنظار صوب المغرب، مع انطلاق الجولة الخامسة وقبل الأخيرة من عمر التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم 2024 في ساحل العاج، وسط ترقب لمدى حسم منتخب عربي كبير بطاقة التأهل إلى النهائيات ورفع عدد المنتخبات العربية المتأهلة.
ويدخل منتخب مصر تحدياً صعباً عندما يواجه غينيا على صدارة المجموعة الرابعة وحسم بطاقة التأهل للكأس القارية من دون الانتظار للجولة السادسة والأخيرة من عمر التصفيات في لقاء مرتقب بينهما في الملاعب المغربية، بعد نقل مباريات غينيا على ملعبها، بقرار من "كاف"، بسبب عدم صلاحية الملاعب.
ويدخل منتخب "الفراعنة" المباراة في وضعية جيدة، فهو يتصدر جدول ترتيب المجموعة الرابعة برصيد 9 نقاط، بفارق الأهداف عن منتخب غينيا الوصيف، والذي يملك في جعبته 9 نقاط أيضاً، ويتيح الفوز بالنسبة لمنتخب مصر، أو التعادل، البقاء متصدراً، مع إعلان التأهل رسمياً إلى البطولة القارية الكبرى التي حل وصيفاً لها في نسخة 2022 في الكاميرون، ويعد الأكثر تتويجاً بين كل منتخبات القارة السمراء بـ"7 ألقاب" حققها على مدار مشاركته في البطولة.
وخاض منتخب مصر 4 مباريات في التصفيات، فاز في 3 لقاءات، وخسر لقاءً واحداً، ويؤدي ثالث مباراة رسمية له مع مديره الفني البرتغالي روي فيتوريا، الذي تولى المسؤولية خلفاً للمدرب إيهاب جلال في أواخر العام الماضي، بعد الخسارة الشهيرة أمام إثيوبيا بهدفين من دون رد.
وتأتي المباراة في ظل ظروف فنية صعبة يمر بها المنتخب المصري، حيث تلقى المدرب، قبل المباراة، ضربات موجعة، تمثلت في إصابة أبرز مدافعين في المنتخب بقطع في الرباط الصليبي، وتأكد غياب كل منهما عن الملاعب 6 أشهر كاملة، وهما أحمد حجازي مدافع اتحاد جدة بطل الدوري السعودي، ومحمود حمدي الونش قلب دفاع الزمالك، يضاف إلى هذا الإرهاق البدني الذي يمر به لاعبو نادي الأهلي، العمود الفقري للمنتخب المصري، في ظل خوض الأهلي مباراة عصيبة يوم الأحد الماضي أمام الوداد المغربي في إياب الدور النهائي لدوري أبطال أفريقيا، حصل بعدها على اللقب الأفريقي بعد التعادل (1-1) إياباً، وحاجة المجموعة الدولية إلى استشفاء بدني سريع من أجل الوجود بكل قوة بدنياً، والمساهمة في ترجيح كفة "الفراعنة" في اللقاء.
ويراهن روي فيتوريا، مدرب منتخب مصر، على نجمه التاريخي محمد صلاح، كابتن المنتخب وهداف ليفربول الإنكليزي وأفضل لاعبي الكرة العربية والأفريقية في السنوات الست الأخيرة، والذي يمثل قوة تهديفية كبيرة بالنسبة إلى منتخب "الفراعنة" في ترجيح كفته داخل أرض الملعب.
وعاد محمد صلاح للتوهج التهديفي برفقة منتخب مصر منذ قدوم روي فيتوريا، وسجل هدفين في مباراتي مالاوي في الجولتين الثالثة والرابعة، وساهم في حصد 6 نقاط، العلامة الكاملة، في ضربة بداية ولاية المدرب البرتغالي، وتحسين وضعية المنتخب المصري في جدول ترتيب المجموعة.
وإلى جانب محمد صلاح، توجد مجموعة أخرى من اللاعبين يعتمد عليها روي فيتوريا، مثل محمود حسن تريزيغيه العائد للتألق برفقة طرابزون سبورت التركي في الجولات الأخيرة من عمر الموسم، بالإضافة إلى عمر مرموش نجم فولسفورغ الألماني والمنتقل حديثاً إلى آينتراخت فرانكفورت الألماني اعتباراً من الموسم المقبل، ومصطفى محمد هداف نانت الفرنسي.
وشهد معسكر منتخب مصر لملاقاة غينيا عودة لاعبين دوليين بعد الغياب مدة طويلة عن الصفوف، تصدرهم ثنائي حراسة المرمى محمد صبحي، حارس مرمى الزمالك، ومحمد أبو جبل، حارس مرمى البنك الأهلي، اللذان تألقا في بطولة كأس الأمم الأفريقية 2022 في الكاميرون، وينافسان الحارس الأساسي محمد الشناوي في حماية عرين المنتخب المصري، بالإضافة إلى استدعاء حسين الشحات لاعب وسط الأهلي، ومصطفى فتحي صانع ألعاب بيراميدز، وأحمد فتوح ظهير أيسر الزمالك، مع ضم لاعبين جدد لأول مرة إلى صفوف المنتخب، منهم محمد رضا بوبو لاعب وسط فيوتشر، وزميله محمود مرعي مدافع فيوتشر، وكلاهما مطلوب في أكثر من نادٍ كبير خلال فترة الانتقالات الصيفية المقبلة مع نهاية الدوري المصري.
ويمثل المدافع الثاني، المنتظر له أن يلعب بجوار محمد عبد المنعم، صداعاً في رأس المدرب البرتغالي، بعد ضربة غياب الثنائي أحمد حجازي ومحمود الونش عن التشكيلة مدة طويلة، وكلاهما تألق في السنوات الأخيرة.
ويسعى مدرب منتخب مصر لمواصلة انطلاقته القوية منذ توليه المسؤولية وتحقيق الفوز على منتخب غينيا القوي الذي يضم عدداً لا بأس به من المحترفين في الملاعب الأوروبية.