يدخل منتخب موريتانيا سباق بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم للمحليين "شان"، التي تقام في الجزائر، خلال الفترة الممتدة من 13 يناير/ كانون الثاني الجاري إلى 4 فبراير/ شباط المقبل، تحت شعار اكتشاف "المرابطين الجدد"، والبحث عن جيل واعد من خلال البطولة المحلية "الدوري الموريتاني الممتاز".
ويخوض منتخب موريتانيا البطولة القارية ضمن المجموعة الرابعة التي تضم 3 منتخبات فقط، هي مالي وأنغولا وموريتانيا، وتمثل مجموعة صعبة لمنتخب "المرابطين"، ومن المجموعات الصعبة بشكل عام في الدور الأول، وسط أحلام بالحصول على تأشيرة التأهل إلى الدور الثاني، وهو الطموح الأول بالنسبة للفريق العربي في منافسات أمم أفريقيا.
وخاض منتخب موريتانيا مباراتين وديتين أمام مالي للمحليين قبل 5 أشهر، وقبل إعلان القرعة ووقوع المنتخبين في مجموعة واحدة.
وشهدت المباراة الأولى فوز موريتانيا بهدف دون رد، وانتهت نتيجة المباراة الثانية بالتعادل الإيجابي (1-1)، وهو ما منح الجماهير الموريتانية دفعة معنوية كبيرة في قدرة المرابطين على تحقيق نتيجة إيجابية أمامه في البطولة.
وتعيش الكرة الموريتانية حالياً مرحلة كبيرة من مراحل تجديد الدماء، سعياً وراء بناء جيل واعد من اللاعبين يمكن له تقديم الإضافة القوية في صفوف المنتخب الأول مستقبلاً، عندما يستكمل مشواره في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية عام 2024 في ساحل العاج.
الاختبار الأول لعبدو
وتمثل البطولة القارية الكبرى أول احتكاك حقيقي بالنسبة لمنتخب موريتانيا، لاستكشاف قدرات المدرب أمير عبدو، المدير الفني لمنتخب "المرابطين"، الذي تولى المسؤولية في العام الماضي، بعد نهاية رحلة طويلة له كمدرب في منتخب جُزر القُمر، حيث حقق معه مسيرة تدريبية ذهبية.
ولا يعد أمير عبدو غريباً على الكرة الموريتانية، فهو قبل توليه تدريب المنتخب الموريتاني قاد فريق نواذيبو، بطل الدوري الموريتاني، وحقق معه تجربة ناجحة كانت سبباً بجانب تألقه مع جزر القمر في تعيينه مدرباً لمنتخب "المرابطين".
وتعيش موريتانيا فترة رائعة كرويا في آخر 5 سنوات بدورها، وتحديداً في حقبة الفرنسي كورينتين مارتينيز، المدير الفني، الذي حقق نجاحاً كبيراً في رحلته مع "المرابطين"، وصعد بالفريق إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية مرتين متتاليتين عامي 2019 و2022، قبل أن يترك منصبه، ولكنه كان يراهن بشكل كبير خلال البطولات القارية على لاعبين أصحاب مستوى طيب من المحترفين في دوريات أوروبية، وهو ما يفتقده المنتخب الموريتاني في نسخة أمم أفريقيا للمحليين في الجزائر التي تفرض الاعتماد على لاعبي الدوري الموريتاني.
ويسعى أمير عبدو للوصول إلى الدور الثاني على الأقل في البطولة، لتقديم نفسه بشكل جيد للجماهير الموريتانية من خلال البطولة القارية وحشد القوة الضاربة له لخوض المنافسات من لاعبي الدوري الموريتاني.
عودة جديدة لمولاي
وشهدت قائمة المنتخب الموريتاني المختارة لخوض البطولة مفاجأة كبيرة من جانب أمير عبدو، تمثلت في اختيار لاعبه مولاي أحمد خليل المعتزل دولياً في ديسمبر/ كانون الأول 2021، والذي عاد من جديد لارتداء قميص منتخب "المرابطين" في كأس الأمم الأفريقية للمحليين، وهو لاعب كبير وكان من الأعمدة الأساسية التي نجحت في بلوغ أمم أفريقيا قبل 3 سنوات، وهو من الهدافين التاريخيين لمنتخب موريتانيا، وسجل خلال مسيرته الدولية أكثر من 10 أهداف، ويعتبر من عناصر الخبرة التي يعوّل عليها المدير الفني أمير عبدو في المرحلة المقبلة، خصوصاً في ظل التوجه لضم لاعبين جرى استبعادهم في فترات سابقة قبل قدومه للمنصب.