تابعت وسائل الإعلام العالمية، في الفترة الماضية، الشاب في نادي أستون فيلا لوي باري، بعد أن أصبح محط أنظار الجميع، بسبب ما قام به عقب انتهاء المواجهة التي خسرها فريقه أمام ليفربول بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد، ضمن منافسات كأس الاتحاد الإنكليزي قبل فترة، بسبب انتشار فيروس كورونا في صفوف الفريق الأول يومها، ما أجبر النادي على خوض اللقاء بشبابه وبقيادة مدرب الشباب أيضاً.
ووجد لوي باري نفسه أمام العالم بأسره حين واجه نجوم ليفربول، لذلك لم يضع الفرصة وسجل الهدف الوحيد في اللقاء الذي انتهى لصالح "الريدز".
خطف لوي باري الأضواء بقوة في لقطة طريفة يومها، بعد أن توجّه صوب مدرّبه ليخبره بأنه كان عليه الاحتفاظ بقميصه للتاريخ، بدلاً من إعطائه إلى نجم ليفربول فابينيو، لأنّه شارك لأول مرة في ثوب الفريق الأول وسجّل أمام بطل "البريميرليغ" في الموسم الماضي، ما جعل صاحب الـ(17 عاماً) يسارع إلى النفق المؤدي إلى غرف تبديل الملابس، ويطلب من البرازيلي أن يسترجع قميصه.
ولم يُخيب فابينيو آمال صغير أستون فيلا، بعدما قام بتصرف مثالي عندما أهداه القميصين لتكون ذكراه أفضل، ما أسعد لوي باري ومنحه دفعة قوية للتألّق وبلوغ الفريق الأول قريباً، بعدما أثبت قدرته على اللعب في المستوى العالي، وهو الذي قد يكون محطّ أنظار العديد من الأندية في الفترة المقبلة، لما يمتلكه اللاعب من قدرات على تخطي الخصوم والمراوغة وحتى التسجيل.
لكن تألق لوي باري مع الفريق الأول لنادي أستون فيلا لم يكن محض مصادفة، لأن صاحب الـ(17 عاماً) يُعد خريج إحدى أفضل الأكاديميات الكروية في العالم، الأولى في برمنغهام، والثانية "لا ماسيا" في برشلونة.
وفي أكاديمية "لا ماسيا"، في عام 2019، وقع لوي باري في حب نادي برشلونة، وأبلغ عائلته بأن مكانه الطبيعي سيكون في الفريق الكتالوني، وبخاصة أنه خاض دورة تدريبية أمام ليونيل ميسي وغيره من نجوم "البلاوغرانا".
وتغيرت أحوال الصغير باري، بسبب قيام إدارة ويست بروميتش، المالكة عقدَه الأساسي، بصب جام غضبها على نظيرتها في برشلونة، بسبب قيامها بتسريب الأخبار عن الموهبة الشابة لوسائل الإعلام الإسبانية، التي تقول إن "البلاوغرانا" قد حصل على عقده، بحسب ما ذكرته صحيفة "ذا صن" البريطانية.
ونتيجة للمشكلة التي حصلت بين إدارتي ويست بروميتش وبرشلونة، دخل أحد كشافي نادي أستون فيلا على الخط، وبات يراسل عائلة باري بشكل مستمر من أجل إقناعهم بأن مستقبل نجلهم هو مع الفريق الأول، ويجب عليه العودة إلى بلاده حتى يتطور مستواه الفني الكبير الذي يتمتع به.
وبعد مفاوضات طويلة، تمكن كشاف نادي أستون فيلا من إقناع عائلة باري بقدوم نجلها إلى "الفيلانس" في سوق الانتقالات الشتوي عام 2020 مقابل مليون جنيه إسترليني، ليضعه الجهاز الفني مع الفريق الرديف تحت 23 عاماً.
وأضاعت إدارة برشلونة على نفسها فرصة الحصول على موهبة كروية كبيرة، نظراً لقدرته الكبيرة على التحكم بالكرة، واستطاعته مراوغة المدافعين بشكل ساحر، بالإضافة إلى تكيفه مع نظام البرسا، الذي يعتمد على نقل الكرة بين لاعبيه، وطبعاً تعرّضت إدارة البرسا لانتقادات عديدة في الفترة الماضية في العديد من الصفقات، وحتى القرارات التي كان يتخذها مجلس إدارة الرئيس السابق جوسيب ماريا بارتوميو.
لكن انتقال لوي إلى أستون فيلا شكّل صدمة كبيرة لعدة أندية عملاقة في "القارة العجوز"، وعلى رأسها باريس سان جيرمان الفرنسي وبايرن ميونخ الألماني، اللذان حاولا كثيراً الحصول على عقده في صيف عام 2019.
ودفعت إدارة باريس سان جيرمان ما يقارب 2.7 مليون جنيه إسترليني مقابل الحصول على عقد الصغير لوي، الذي تجاوز الفحص الطبي مع العملاق الفرنسي، لكنه فاجأ الجميع عندما غيّر رأيه، وأكد أنه غير مستعد الآن لخوض تجربة احترافية بهذا الحجم.
أما نادي بايرن ميونخ الألماني، فقام بإرسال أحد كشافيه إلى المملكة المتحدة من أجل متابعة باري، حتى عندما ذهب إلى أكاديمية "لا ماسيا"، واصل الكشاف تدوين ملاحظاته، وأبلغ إدارة العملاق "البافاري" بأنه أمام موهبة كروية سيصبح لها شأن كبير في المستقبل، لكن الموهبة لم يستمع للعرض المقدم منهم في عام 2019.
وانطلق باري بعد انضمامه إلى أستون فيلا، ليقدم أفضل ما لديه في المواجهات التي خاضها، وأصبح هدّاف الفريق تحت 23 عاماً، ما جعل مشكلة أخرى تظهر عقبة كبيرة أمامه، والتي تتمثل بالمنتخب الذي سيلعب به.
وانضمّ باري إلى منتخب إنكلترا تحت 15 عاماً في عام 2017، وخاض معهم 5 مواجهات فقط تمكن خلالها من تسجيل 10 أهداف في بطولة أقيمت في إيطاليا، ونال جائزة الحذاء الذهبي، ما جعله يحصل على منحة دراسية لمدة عام هديةً من ناديه السابق وست بروميتش.
لكنه في عام 2018 انضمّ إلى منتخب أيرلندا تحت 16 عاماً، وخاض معهم 5 مواجهات سجل فيها 3 أهداف، إلا أنه عاد عن قراره وانضم مُجدداً إلى منتخب إنكلترا تحت 16 عاماً، وخاض معهم 10 مباريات أحرز فيها 7 أهداف. ونتيجة لتألقه الكبير، قرر الجهاز الفني لمنتخب إنكلترا تحت 17 عاماً ضمّ باري إلى صفوف الفريق في عام 2019، ولعب معهم 7 مواجهات فقط سجل فيها 4 أهداف، ما جعل الجماهير في المملكة المتحدة تطالبه بتحديد مصيره الدولي، ومع أي منتخب سيلعب في المستقبل.
ويطمح لوي باري إلى السير على خطى أساطير كرة القدم في المملكة المتحدة، وبخاصة أنه نال ثناء العديد من مشاهير "الساحرة المستديرة"، بعدما أظهر عدم خوفه في المباراة ضد ليفربول بكأس الاتحاد، وواجه مدافعي كتيبة المدرب الألماني يورغن كلوب، وتمكن من هزّ شباكهم، رغم أن أستون فيلا لعب بفريق الشباب.
بدورها، طالبت جماهير أستون فيلا إدارة الجهاز الفني بضرورة الاستعانة بخدمات لوي باري، كونه يمتلك إمكانيات فنية كبيرة، ولديه القدرة على أن يصبح نجماً كبيراً خلال السنوات المقبلة، لكن يجب الإيمان بقدراته وإعطائه الفرصة الكاملة، حتى يظهر ما لديه.