انحصر صراع الكرة الذهبية، ولقب أفضل لاعبي القارة السمراء، وتصدر قائمة الأفضل في القارة الأوروبية بشكل عام لسنوات، بين الثلاثي الكبير المصري محمد صلاح هداف ليفربول الإنكليزي، والجزائري المخضرم رياض محرز نجم مانشستر سيتي الإنكليزي، والسنغالي ساديو ماني قائد أسود التيرانغا ونجم الريدز، والذين فرضوا سيطرة كاملة على الجائزة في الفترة بين 2016 إلى 2021، مع ظهور من وقت لآخر أسماء أخرى مثل حكيم زياش نجم وسط المغرب المحترف في صفوف تشلسي الإنكليزي، وبيير أوباميانغ الغابوني وهداف أرسنال الإنكليزي.
وكتبت الفترة الأخيرة موجة تغيير كبيرة، بدأت تلوح في الأفق عبر صعود أسماء جديدة في عالم الأفضل داخل أفريقيا من لاعبين صغار السن، تألقوا بشكل لافت مع أنديتهم الأوروبية، وارتفعت أسعارهم بشكل لافت، ومنهم من انتقل فعلياً بين الأندية في الميركاتو الصيفي، وباتوا مرشحين بقوة لمنافسة صلاح ومحرز وماني على الكرة الذهبية وعرش الأفضل داخل القارة خلال السنوات المقبلة.
وعربيا يتصدر قائمة المواهب الواعدة في أفريقيا، التي خطفت الأنظار بشدة مؤخرا، المصري مصطفى محمد (23 عاما)، أو البلدوزر كما يطلقون عليه، الذي توج هدافا قبل نحو عامين لكأس الأمم الأفريقية دون 23 عاما في مصر، وشارك في أولمبياد طوكيو.
ويمثل عام 2021 نقطة التحول الكبرى في حياة مصطفى محمد، بعد انتقاله إلى صفوف غلطة سراي التركي قادما من الزمالك المصري لمدة موسم ونصف الموسم، في إعارة تكلفت مليوني دولار. وسجل مصطفى محمد برفقة غلطة سراي 9 أهداف في نصف موسم 2020-2021، والذي يعد الأول له أوروبيا ليرتفع سعره بشكل لافت، مع امتلاك سراي أولوية شرائه مقابل 4 ملايين دولار، وبات المهاجم المفضل في تشكيلة المدرب فاتح تريم التي يراهن عليها في حصد لقب بطل الدوري التركي في الموسم المقبل، وكذلك هو أمل المنتخب المصري الأول في حصد تأشيرة التأهل إلى كأس العالم المقبلة في قطر 2022 بخلاف المنافسة على لقب أمم أفريقيا.
كما يظهر في الصورة يوسف النصيري (24 عاما)، مهاجم إشبيلية الإسباني والمنتخب المغربي، وأحد أفضل المواهب العربية في أوروبا خلال موسم 2020-2021، والذي شهد تسجيله لأكثر من 15 هدفا برفقة فريقه في الليغا، وكل البطولات، وأصبح مهاجما يشار إليه بقوة ضمن دائرة المرشحين للتوهج في السنوات المقبلة، خاصة مع صغر سنه، وهو أمل أسود الأطلس في الحصول على تأشيرة التأهل للمونديال، وكذلك المنافسة على لقب بطل أمم أفريقيا. ويمتاز النصيري بالسرعة والقدرة على التسجيل من أنصاف الفرص، وكذلك هو صاحب شخصية قيادية داخل أرض الملعب رغم صغر سنه، وهو من اللاعبين الذين ارتفعت قيمتهم التسويقية وتخطت 30 مليون يورو.
ويتصدر المواهب الأفريقية الواعدة الصاعد باتسون داكا (22 عاما)، هداف زامبيا، وهداف تصفيات الأمم الأفريقية 2022، والمنتقل حديثا إلى صفوف ليستر سيتي الإنكليزي في صفقة كبرى تعد الأغلى في تاريخ لاعبي زامبيا على الإطلاق.
وفرض باتسون داكا نفسه نجما واعدا في سماء القارة الأوروبية برفقة ناديه السابق سالزبورغ النمساوي في الموسمين الماضيين، اللذين شهدا تسجيله 61 هدفا في 87 مباراة رسمية، وأظهر موهبة تهديفية فذة، ويطلقون عليه في القارة السمراء حاليا صامويل إيتو الجديد؛ نسبة إلى قائد المنتخب الكاميروني الذهبي الفائز بالعديد من البطولات في الماضي، وهو مرشح للتألق في البريميرليغ الموسم المقبل، ويتوقع له الخبراء الانتقال إلى نادٍ أكبر من ليستر في غضون عامين على الأقل حال استمراره على المنوال التهديفي نفسه.
ويظهر في الصورة أيضاً محمد قدوس (20 عاماً) صانع ألعاب منتخب غانا وفريق أياكس أمستردام الهولندي، والفائز بجائزة نجم الشهر في أياكس الموسم الماضي مرة، وهو لاعب واعد بدأ التوهج خلال تصفيات كأس الأمم الأفريقية الأخيرة، وساهم في تأهل غانا إلى بطولة الكان بالإضافة إلى لمعانه مع أياكس، ومساهمته في حصد الفريق لقب بطل الدوري الهولندي، وتسجيله العديد من الأهداف، وقد ارتفعت قيمته التسويقية إلى 30 مليون يورو، وهو مرشح للانتقال إلى نادٍ أوروبي كبير في الميركاتو الصيفي، فيما لا يزال أياكس يرغب في بقائه لفترة لا تقل عن موسم آخر، أملا في تسويقه، نظير مقابل مالي ضخم، والاستفادة من الموهبة الغانية الواعدة بشكل أكبر، ويُطلق على قدوس "أندري أيو الجديد"، وهو يلعب حاليا إلى جانبه في المنتخب الغاني.
ويبرز النيجيري الواعد فيكتور أوسمين (22 عاما) مهاجم نابولي الإيطالي، ومنتخب النسور الخضر، وهو رأس حربة واعد فرض نفسه مهاجما مميزا في آخر عامين، وبدأ يدخل دائرة المنافسة على الكرة الذهبية، ولقب أفضل لاعبي القارة السمراء في الفترة الأخيرة، ووصل سعره إلى 80 مليون يورو، ويراهن نابولي عليه كثيرا في المنافسة على لقب بطل الدوري الإيطالي في النسخة المقبلة، فيما ينتظر أن يقود هجوم نيجيريا في كأس الأمم الأفريقية وإكمال مسيرة نجوم أفذاذ في هجوم النسور الخضر في الماضي، مثل دانيال أموكاتشي ورشيدي ياكيني ونوانكو كانو، والمساهمة في حصد الألقاب الدولية الكبرى، والوصول إلى نهائيات كأس العالم في قطر 2022.
ولمع بشدة أيضا في دائرة المواهب الأفريقية الجديدة إسماعيلا سار (23 عاما) لاعب وسط واتفورد ومنتخب السنغال، والمرشح بقوة لأن يكون خليفة ساديو ماني قائد التيرانغا، ونجم ليفربول، وأفضل لاعبي أفريقيا 2019.
وأجاد إسماعيلا سار في مركز لاعب الوسط المهاجم، وساهم في تأهل منتخب بلاده إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية المقبلة، ووصل سعره في بورصة انتقالات اللاعبين داخل القارة الأوروبية إلى 35 مليون يورو.