تعود منافسات الدوري الأوروبي للواجهة مجدداً، بعد انتهاء جولة أبطال أوروبا، ومعها تبرز في لقاءات الإياب بثمن النهائي العديد من المواجهات المنتظرة، وعلى رأسها مباراة ميلان أمام نظيره مانشستر يونايتد على ملعب سان سيرو.
يقدّم ميلان مباراة في القمة، ثم يهبط مستواه في لقاءٍ آخر. يضرب اليوم، ثم يسقط غداً بطريقة غير مبررة، خاصة بعدما افتقدت كتيبة المدرب ستيفانو بيولي خلال الفترة الماضية رأس الحربة الفعلي والصريح، المخضرم زلاتان إبراهيموفيتش، فيما لم ينجح البرتغالي لياو أو الكرواتي أنتي ريبيتش في سدّ هذه الثغرة، مع استمرار غياب الكرواتي ماريو ماندزوكيتش عن الملاعب.
انتهى لقاء الذهاب في مسرح الأحلام بملعب "أولد ترافورد" بنتيجة التعادل الإيجابي بهدفٍ لمثله، بعدما قدّم ميلان مباراة استثنائية من الناحية التنظيمية في خطّ الوسط بقيادة فرانك كيسييه، لكنه افتقر إلى الهداف القادر على اختراق شباك الشياطين الحمر، ليتأخر في النتيجة بهدفٍ دون مقابل، قبل أن ينجح الدنماركي سيمون كيير في خطف هدف الأمان ذهاباً في آخر أنفاس اللقاء من رأسية محكمة.
يعود زلاتان الآن متسلحاً بروح معنوية عالية أيضاً، بعدما استُدعي مجدداً إلى منتخب السويد، وينتظر الجميع مشاركته مستقبلاً في يورو 2020 التي أُجِّلَت إلى صيف 2021 بسبب جائحة كورونا.
بذكريات تحقيق لقب اليوروباليغ في عام 2017 بقميص الشياطين الحمر على حساب أياكس أمستردام، سيدخل زلاتان هذه المباراة لملاقاة العديد من زملاء الأمس، وهو الذي أحرز 14 هدفاً في 14 مباراة خاضها في الدوري الإيطالي، أسهمت في وجود الفريق بين الأربعة الكبار حتى اللحظة، وتصدّره الترتيب لفترة طويلة في مرحلة الذهاب.
ويدخل ميلان اللقاء بعد خيبة أملٍ كبيرة في الدوري قبل أيام، حين سقط على ملعبه "سان سيرو" بهدفٍ دون مقابل أمام نابولي، وتعادل قبلها أمام النجم الأحمر الصربي وأودينيزي، كذلك خسر أمام غريمه التقليدي متصدر ترتيب الكالتشيو، إنتر ميلانو، بنتيجة 3-0.
وبعكس عام 2020، يبدو أن السنة الجديدة لم تكن كما تمنّت جماهير النادي اللومباردي، فالفريق الذي لم يسقط منذ عودة المنافسات إثر التوقف بفعل الجائحة، خسر 5 مرات من أصل 13 في عام 2021 بمختلف المسابقات، وهو يخشى بالفعل من الفشل في التأهل إلى مسابقة دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل للمرة الأولى منذ 2014 من خلال الدوري، لذلك تعتبر المسابقة الأوروبية هدفاً مهماً بالنسبة إلى المدرب بيولي، فتحقيق لقبها سيضمن إنجازاً وعودة إلى منصات التتويج، إضافة إلى بطاقة عبور إلى دوري مجموعات التشامبيونزليغ مع تصنيف جيد يجنّبه مجموعات الموت.
على المقلب الآخر، يسعى مان يونايتد إلى تجاوز عقبة ميلان، والاستعداد بعدها لمباراة ليستر سيتي في ربع نهائي كأس الاتحاد الإنكليزي، خاصة أنه يرغب في حصد لقب على الأقل هذا الموسم، مع مواصلة مانشستر سيتي تصدّر بطولة البريمييرليغ بفارق مريح، وسيره نحو رفع اللقب.
ويعوّل المدرب النروجي أولي غونار سولسكاير على عودة العديد من نجومه الذين غابوا عن الفريق ذهاباً بسبب الإصابة، وعلى رأسهم نجم خط الوسط الفرنسي بول بوغبا، بعدما دام ابتعاده عن المستطيل الأخضر لعشر مباريات، إثر إصابة عضلية تعرّض لها أمام إيفرتون يوم 6 فبراير/ شباط.
وسيستعيد فريق الشياطين الحمر أيضاً مهاجمه الفرنسي أنطوني مارسيال، والمخضرم إدينسون كافاني، الذي سيلتقي زميله السابق إبراهيموفيتش مجدداً، بعدما لعبا معاً في باريس سان جيرمان، وتنافسا على تحقيق الأهداف لعدّة سنوات، كذلك سيكون متاحاً أيضاً الهولندي دوني فان دي بيك.