استعدت الأندية الجزائرية بشكل قوي للموسم الجديد، عبر حسم تعاقدات كبيرة، خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، للاعبين يملكون مهارات فنية رائعة، ويُمثل عدد منهم المنتخب الجزائري لكرة القدم، أو سبق لهم أن كانوا ضمن كتيبة المدير الفني للمنتخب، جمال بلماضي، ويسعون للفت ناظريه مجدداً، عسى أن يعودوا للعب في الاستحقاقات المقبلة، وأبرزها كأس أمم أفريقيا وتصفيات كأس العالم.
وتُعتبر المفاجأة الكبيرة انضمام الحارس رايس وهاب مبولحي إلى نادي شباب بلوزداد، إذ وقع عقداً لموسمين مع الفريق، في أول تجربة له في الدوري المحلي، بعد تجارب عديدة بين الدوريات في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا والقارة الآسيوية، لتكون القارة الأفريقية، هي القارة الرابعة التي يلعب فيها، بعد أن بدأ المسيرة الطويلة من فرنسا، إثر تخرجه من أكاديمية العملاق أولمبيك مرسيليا.
كما لعب هناك لفرق أجاكسيو وستاد رين، ثم كانت له تجارب مع فرق أخرى من القارة الأوروبية، وتحديداً في الدوري البلغاري والدوري التركي والدوري الروسي والدوري اليوناني والدوري الاسكتلندي، ولعب أيضاً مع فريق فيلاديلفيا يونيون الأميركي، وذلك بعد بروزه في كأس العالم 2014 بالبرازيل مع بقية لاعبي المنتخب.
وقبل ذلك لعب في قارة آسيا مع أندية يابانية، ثم عاد إلى القارة من بوابة أندية سعودية، مثل الاتفاق الذي كان أولى محطاته، وأخيراً القادسية، لتصل رحلته إلى أفريقيا بقميص شباب بلوزداد، الذي سيكون بحاجة إلى خبرته في مسابقة دوري أبطال أفريقيا في نسخة الموسم الجديد، بعد أن عجز الفريق في السنوات الأخيرة عن تجاوز الدور ربع النهائي، رغم تغير المدربين.
وكان الهدف الرئيسي لاختيار الحارس المخضرم العودة إلى الدوري المحلي، هو الاقتراب من أعين المدرب جمال بلماضي، والعودة لمنتخب بلاده، من أجل حلم المشاركة مجدداً في كأس أمم أفريقيا التي ستقام في ساحل العاج، في نهاية العام المقبل 2024، وذلك من أجل استعادة ذكريات الفوز التاريخي بلقب البطولة الأفريقية التي استضافتها مصر عام 2019، بجيل تاريخي من اللاعبين المميزين، يقودهم النجم السابق لمانشستر سيتي رياض محرز.
ولم يتقبل مبولحي فكرة استبعاده من منتخب ثعالب الصحراء، رغم تقدمه في السن، وبلوغه عامه السابع والثلاثين، إذ يؤمن كثيراً أنّ السن لا يعدو أن يكون إلا مجرد رقم، وبأنه لا يزال قادراً على إفادة المنتخب، بفضل خبرته الكبيرة في ملاعب كرة القدم، علاوة على مهاراته العالية، لذلك فإنه يطمح لمساعدة منتخب بلاده في الاستحقاقات القادمة، وأبرزها تصفيات المونديال المقبل في عام 2026، الذي سيدور في الولايات المتحدة الأميركية والمكسيك وكندا، وعليه اختار الانضمام إلى شباب بلوزداد المتوج بلقب الدوري الجزائري في آخر 4 مواسم.
وللسبب نفسه وهو العودة للمنتخب، اختار يوسف بلايلي أيضاً الانضمام إلى نادي مولودية الجزائر، بعد أشهر من الانتظار والكثير من الجدل، إثر سنوات أمضاها في أوروبا وعدد من الدوريات العربية، وتعتبر صفقة بلايلي مع المولودية تاريخية، إذ أصبح بالعقد الذي اتفق عليه مع الجهاز الإداري للنادي أغلى لاعب في تاريخ الدوري الجزائري لكرة القدم.
وعليه سيحصل على راتب سنوي قدره 1.3 مليون يورو، وهو رقم قياسي غير مسبوق على مستوى الكرة في الجزائر، وذلك بعد أن تفاوض مع العديد من الفرق خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية داخل الجزائر وخارجها، مثل الزمالك المصري والترجي التونسي وكذلك الوداد المغربي، فضلاً عن الشارقة الإماراتي وشباب بلوزداد الجزائري وأندية تركية، ليعطي في الأخير موافقته لنادي مولودية الجزائر الذي ضمه في صفقة انتقال حر، بعد أن فسخ عقده مع نادي أجاكسيو الفرنسي في شهر إبريل/نيسان الماضي، لأسباب لم يُكشف عنها حتى اللحظة.
ودفع هذا الأمر بمدرب منتخب الجزائر جمال بلماضي للاستغناء عن خدماته مؤقتاً، على أمل أن يستعيد مستواه ومكانته قبل الاستحقاقات المهمة التي تنتظر الخضر في المرحلة المقبلة، وهو ما سيهدف إليه في تجربته الجديدة.
وبعد أن ابتعد عن "محاربي الصحراء" منذ فترة، اختار المدافع جمال بلعمري مغادرة ناديه السابق الوصل الإماراتي، والانضمام إلى فريق المولودية أيضاً، على خُطا بلايلي، إذ وقع اللاعب عقداً لموسمين، في سن الـ33 عاماً، ليتشبّث بطموحاته في البقاء ضمن الخيارات الفنية للمدير الفني بلماضي، ودخول المنافسة مع بقية المدافعين في المنتخب مثل أحمد توبة وعيسى ماندي ومحمد أمين توغاي، علاوة على عبد القادر بدران.
واختارت مجموعة أخرى من اللاعبين أيضاً العودة للجزائر، وقد فضل جميعهم الانضمام إلى فريق شباب بلوزداد الجزائري، وأولهم المدافع حسين بن عيادة الذي دفع ثمن الخطأ الكبير في المواجهة الفاصلة من تصفيات كأس العالم التي أقيمت في قطر نهاية عام 2022، أمام المنتخب الكاميروني، وفقد ثقة الجميع في المنتخب، بعدما كان المنافس الأول لنجم فريق نيس الفرنسي، يوسف عطال على مركزه، وعليه اختار العودة إلى الدوري المحلي الذي غادره منذ فترة بعد خروجه من شباب قسنطينة نحو النادي الأفريقي التونسي، ومنه إلى غريمه النجم الرياضي الساحلي، ثم خاض تجربة أخرى في فريق الوداد البيضاوي المغربي.
وبعد فشل تجربته في تونس مع النادي الأفريقي والنجم الساحلي، والمشاكل المالية التي رافقت هذه التجارب، اختار المهاجم زين الدين بوتمان بدوره العودة إلى الجزائر والانضمام إلى فريق شباب بلوزداد أيضاً، لتحقيق حلمه بنيل ثقة جمال بلماضي، والتألق في الدوري المحلي، بعدما كان من اللاعبين المساهمين في حصول المنتخب على كأس العرب فيفا قطر 2021.