يخوض العديد من منتخبات شمال أفريقيا مباريات هامة في هذا الأسبوع في إطار ودي، أو ضمن تصفيات كأس أفريقيا التي ستقام في بداية العام القادم في ساحل العاج، حيث ستكون كل المواجهات صعبة ومثيرة وحاسمة، بما في ذلك المباريات الودية، باعتبار أن منتخب المغرب سيُواجه منتخب البرازيل القوي وبطل العالم في خمس مناسبات، وهو لقاء يحظى باهتمام كبير بالنسبة إلى الجماهير المغربية التي ستشاهد "أسود الأطلس" للمرة الأولى منذ الإنجاز التاريخي في مونديال قطر 2022، والحصول على المركز الرابع، كأول منتخب عربي وأفريقي يحقق هذا الإنجاز.
وتسلح كل مدرب، بأفضل الأسماء التي يُمكن دعوتها في هذا الأسبوع من أجل تجاوز العقبات القوية، نظرا إلى أن النتائج التي ستحققها المنتخبات في هذا الأسبوع ستكون مهمة للغاية في سباق التأهل لنهائيات كأس أفريقيا، خاصة بالنسبة إلى المنتخبات التي فشلت في الوصول إلى نهائيات كأس العالم الأخيرة، وستكون المباريات مهمة أيضا إلى عدد من اللاعبين الذين واجهوا صعوبات في الأسابيع الماضية مع أنديتهم المختلفة، حيث ستمثل المباريات الدولية، فرصة مهمة بالنسبة إليهم من أجل التعويض، وتحقيق دفعة معنوية قد تساعدهم عند العودة لاستئناف النشاط مع أنديتهم بعد نهاية الأسبوع الدولي الذي سيكون مهما للكثير منهم.
ويبرز المغربي حكيم زياش، من بين أكثر اللاعبين الذين سيمثل الأسبوع الدولي متنفساً بالنسبة إليهم، بعدما واجه العديد من الأزمات في الأيام الماضية أمام إصرار مدرب فريقه تشلسي الإنكليزي، على عدم الاعتماد عليه بشكل منتظم قبل أن يخسر مكانه الأساسي في التشكيلة.
ورغم أن غراهام بوتر أشار في وقت سابق إلى أنه يُرحب ببقاء زياش مع الفريق بعد فشل صفقة انتقاله إلى فريق باريس سان جيرمان الفرنسي، إلا أن تصرفاته جاءت مخالفة لتصريحاته، وبالتالي فإن زياش، خسر كل المكاسب التي حققها في مونديال قطر وقد تراجعت أسهمه بشكل كبير في سوق الانتقالات، ولكن التألق أمام البرازيل قد يُساعده على العودة إلى إنكلترا بثقة أكبر، خاصة وأن تعثر فريقه في الدوري قد يدفع المدرب إلى التفكير مجدداً في اعتماد تغييرات.
ويبدو وضع الجزائري رياض محرز غريبا نسبيا، بما أنّه لم يكن أساسياً في آخر المباريات الهامة مع فريقه مانشستر سيتي، رغم أنه كان من أفضل اللاعبين في بداية عام 2023، وحصل على جائزة أفضل لاعب في شهر يناير/ كانون الثاني، قبل أن يُصبح احتياطياً ولا يشارك في المباريات الهامة.
وهذا التغيير الذي شهدته وضعية المحارب الجزائري من شأنه أن يربك حساباته في صراع المنافسة على مكان أساسي في مانشستر سيتي الذي سيكون على موعد مع مواجهات قوية في النصف الأخير من الموسم، خاصة وأن الفريق ما زال معنياً بمنافسات دوري أبطال أوروبا وكذلك صراع التتويج بالدوري الإنكليزي. وحسم تأهل منتخب الجزائر رسمياً لنهائيات كأس أفريقيا قد يكون مكسباً مهماً من الناحية الذهنية بالنسبة إلى محرز الذي سيخوض مباراة مهمة أمام الجماهير الجزائرية بعد عام من صدمة لقاء الكاميرون في تصفيات كأس العالم، كما أن وجود أسماء جديدة في منتخب "الخضر" سيحفز محرز على مضاعفة المجهود حتى يقدم الإضافة التي ينتظرها الجميع منه.
أمّا التونسي أنيس بن سليمان، فقد كان أساسيا في آخر لقاء مع منتخب تونس في نهائيات كأس العالم والذي شهد انتصاراً تاريخياً على فرنسا بنتيجة 1ـ0، ولكن وضعه مع فريقه بروندبي الدنماركي شهد تطورات مثيرة، بما أنّه لم يلعب أساسيا في معظم المباريات إثر نهاية مشاركته في مونديال قطر، والمدرب يُقحمه في الدقائق الأخيرة من كل مواجهة، حيث يتردد أنّه رفض تمديد العقد مع الفريق ولهذا فإنّه لا يلعب أساسيا، كما تورط بن سليمان في أزمة مع أحد رفاقه في الفريق والتي أثارت جدلاً قوياً وكان عرضة لممارسات عنصرية، ولهذا فإن الحضور في معسكر منتخب تونس يعتبر أمراً مهماً لهذا اللاعب، خاصة وأنه كان موفقاً في معظم المباريات الدولية التي خاضها وأصبح من اللاعبين المؤثرين في تشكيلة المدرب جلال القادري.
كما واجه الحارس محمد الشناوي انتقادات قوية بعد خسارة فريقه الأهلي المصري في دوري أبطال أوروبا أمام صن داونز الجنوب أفريقي، حيث حمل مسؤولية دخول خمس كرات إلى شباكه في المواجهة التي كادت أن تتسبب في إقصاء فريقه من دوري الأبطال، ولئن تدارك الأهلي نسبيا وحقق انتصاراً في الجولة الخامسة، واستعاد أمل التأهل، فإن المباريات مع المنتخب المصري ستكون مهمة لتأكيد جدارته بأن يكون الحارس الأول لمنتخب الفراعنة في المباريات القادمة، لا سيما وأن غيابه عن المباريات الحاسمة في نهائيات كأس أفريقيا الأخيرة فسح المجال أمام أبو جبل ليفتك منه النجومية ويكون من بين أبطال الدورة، حيث لعب دوراً حاسماً في الوصول إلى النهائي بفضل تصدياته لركلات الترجيح.