نجوم عرب يتألقون في بداية الدوري الفرنسي

تشهد انطلاقة الدوري الفرنسي لكرة القدم بروز لاعبين عرب، قدموا مستويات رائعة، ما يؤكد أن جيلاً جديداً من اللاعبين سيتألق في المواسم المقبلة في "ليغ 1"، الذي فتح أبوابه بشكل مستمر للنجوم العرب وكان بوّابة الكثير منهم للتألق في أندية قوية خلال مرحلة لاحقة ولا سيما في إسبانيا وإنكلترا وألمانيا، وهذه الأسماء ستحمل المشعل لمواصلة مسيرة النجوم الكبار السابقين، بقدرتهم على صنع الفارق.

وتُعتبر بداية المصري مصطفى محمد مميزة، ذلك أنّ مهاجم فريق نانت واجه صعوبات في نهاية الموسم الماضي على الصعيد الفردي بخسارة مكانه الأساسي إضافة إلى الصعوبات الجماعية، بما أنّ ناديه أفلت من الهبوط في آخر المباريات بأعجوبة، حين كان قريباً من الدرجة الثانية في معظم فترات الموسم بسبب ضعف النتائج. وضرب المصري بقوة في أول 4 مباريات بتسجيل 4 أهداف جعلته يُنافس النجم الفرنسي كيليان مبابي لاعب باريس سان جيرمان على صدارة الهدافين.

وتؤكد هذه البداية الواعدة أنّ محمد نجح في الانسجام مع الدوري الفرنسي وما يتطلبه من مجهود بدني قوي، إضافة إلى أنه وجد الحلول من أجل استغلال الكرات التي تصله لإحراز الأهداف. فخلال أول 4 مباريات سجل المصري نصف الأهداف التي سجلها في 36 مباراة من الموسم الماضي عندما أنهى الموسم بثمانية أهداف مع "الكناري"، ولهذا فإنّ البداية القوية ستساعد محمد على رفع أسهمه مستقبلاً، لا سيما بعد بذل نانت مجهوداً للحصول على توقيعه قادماً من نادي غلطة سراي التركي.

وأعلن الأردني موسى التعمري عن نفسه بقوة سريعاً، ذلك أن المهاجم الجديد لفريق مونبلييه كان من بين اللاعبين الذين تركوا بصمتهم سريعاً في الدوري الفرنسي عندما سجل 3 أهداف في أول أربع مباريات، ولعب دوراً كبيراً في حصول فريقه على 4 نقاط في افتتاح مشوار الدوري الفرنسي.

كما أنّ التعمري سرق الأضواء سريعاً من وهبي الخزري، رغم أنّ النجم التونسي يفوقه خبرة بالدوري الفرنسي أو في فريق مونبلييه بما أنه انضم إلى النادي منذ الموسم الماضي وكان يفترض أن يلعب دور المنقذ في بداية الموسم لكن أهدافه غابت حتى الآن.

وتُثبت أرقام التعمري أنّ نجماً عربياً جديداً سيترك بصمته في الدوري الفرنسي بأرقام ممتازة في موسمه الأول، إذ يمكنه أن يحسّن حصيلته مستقبلاً مع انسجامه أكثر مع فريقه وكذلك مع قوة الدوري الفرنسي الذي يختلف حتماً عن الدوري البلجيكي الذي لعب فيه سابقاً، لكنّ التعمري نجح في فرض حضور قوي منذ بداية الدوري، وكان حديث الإعلام الفرنسي في الأيام الأولى من تجربته بعدما فاجأ الجميع بمستواه الجيد خاصة في لقاء ليون الذي كان الأفضل له ولفريقه.

كما نجح التونسي منتصر الطالبي في أن يُصبح واحداً من أبرز المدافعين في الدوري الفرنسي رغم وجود أسماء قوية في بقية الأندية، غير أن أرقام مدافع لوريان تُعتبر الفضلى خاصة من حيث عدد المشاركات في المباريات الرسمية بما أنه لم يتخلف عن أي لقاء منذ الموسم الماضي، وشارك أساسياً في كل المباريات، وهو إنجاز مهم له بعد الأزمات التي عاشها في بداية مسيرته الاحترافية التي عرفت محطات أخرى في تركيا وكذلك روسيا، قبل أن يحط الرحال في لوريان.

ويُقدم الطالبي مستويات مميزة أدت إلى الإشادة به من قبل الجماهير والمتابعين رغم أن مستواه في المباراة الأخيرة لم يكن مميزاً بشكل كبير وارتكب أخطاء سهلت هزيمة فريقه غير أنه قادر على التدارك والتعويض لاحقاً. كما أن الطالبي يملك إنجازاً طريفاً بما أنه خلال 42 مباراة مع لوريان في الدوري لم يُعاقب في أي مناسبة وهو ما يقيم الدليل على أنه ينجح في افتكاك الكرة دون ارتكاب أخطاء تفرض معاقبته.

كما كانت بداية المغربي زكريا بوخلال مميزة، فرغم الصعوبات التي عاشها مع فريقه تولوز في نهاية الموسم وكادت تقوده إلى الرحيل عن النادي، فقد عاد بقوة وأظهر أنه لم يتأثر بكل ما أثير عن رحيله أو رغبة النادي في التخلي عنه، ذلك أن بدايته القوية تؤكد أنه يملك ثقة في مهاراته ساعدته على فرض نفسه سريعاً في حسابات الفريق.

هذا وسجل بوخلال في أول 4 مباريات 3 أهداف وهو رقم مميز بالنسبة إليه قد يساعده على تحسين أرقامه، وخصوصاً أن فريقه خسر الجزائري فارس شعيبي الذي كان منسجماً بشكل كبير مع بوخلال ولعبا دوراً كبيراً في حصول الفريق على لقب كأس فرنسا الموسم الماضي.

كرة عالمية

التحديثات الحية

"يوروسبورت" الفرنسية: التعمري سيفتح الباب للمواهب الأردنية

ويتوقع أن تبرز خلال الفترة المقبلة أسماء عربية أخرى تواجه حتى الآن التهميش مثل الجزائري بدر الدين بوعناني لاعب فريق نيس، الذي قدم مستوى جيداً في نهاية الموسم الماضي، لكنه في بداية الموسم الجديد وبعد تغيير المدرب لا يُشارك بانتظام. وهو ما ينطبق أيضاً على المغربي عز الدين أوناحي الذي لم يشارك في آخر 3 مباريات مع نادي مرسيليا رغم أنه كان من بين أفضل اللاعبين في اللقاء الافتتاحي في هذا الموسم وسجل هدفاً حتى الآن.