استمع إلى الملخص
- تصريحات المدرب وتوقعات الأطباء: المدرب خورجي جيسوس صرح بأن نيمار غير جاهز ولن يعود قبل بداية السنة القادمة، بسبب عدم التزامه ببرنامج إعادة التأهيل. تاريخ نيمار المليء بالإصابات يزيد من الشكوك حول قدرته على العودة قريباً.
- تكلفة الصفقة وتأثيرها على الهلال والدوري السعودي: أنفق الهلال 200 مليون جنيه إسترليني على نيمار، الذي يتقاضى 2.5 مليون جنيه إسترليني أسبوعياً دون أن يلعب. الصفقة تُعتبر فاشلة مقارنة بصفقات ناجحة أخرى، ولم تحقق الفائدة المرجوة للهلال والدوري السعودي.
بعد عام كامل من إصابته بقطع في الرباط الصليبي والغضروف، تأجلت عودة النجم البرازيلي نيمار إلى الملاعب مع فريقه الهلال السعودي، وسط تساؤلات إعلامية وجماهيرية كبيرة حول أسباب تأخر عودته، ومدى التزامه بمختلف مراحل علاجه، رغم تكلفة صفقته التي بلغت 100 مليون يورو عند انتقاله، وحجم راتبه الذي بلغ 145 مليون جنيه على مدى سنة، تقاضَى فيها راتبه المقدر بعشرة ملايين في الشهر، أنهك خزينة الزعيم الذي لعب معه ثلاث مباريات في إطار الدوري، ولقاء واحدا في دوري أبطال أسيا سجل فيها هدفاً واحداً، اقتصر بعدها حضوره في المدرجات والمهرجانات والمناسبات، وسط استياء كبير من سلوكه خارج الملاعب.
وكانت التوقعات تشير إلى عودة نيمار إلى الملاعب مع بداية الموسم الحالي، قبل أن يفاجئ المدرب خورجي جيسوس الإعلاميين، قبل يومين، بالقول إن اللاعب غير جاهز، ولا يمكنه العودة قبل بداية السنة القادمة، رغم استئنافه التدريبات مع فريقه، لأن اللاعب لم يتعاف كليا من الإصابة، بسبب تهاونه وعدم التزامه ببرنامج إعادة التأهيل الذي لا يتعدى في نفس الظروف ثمانية أشهر، يعود إثرها المصاب إلى أجواء المنافسة. لكن نيمار لم يعد، ولا يبدو أنه سيعود قريبا، بعد تصريحات مدربه وتوقعات أطبائه، وبالنظر إلى تاريخه المليء بالإصابات التي بلغت 38 إصابة، والغيابات التي فاقت ثلاثة أعوام طيلة مسيرته مع سانتوس وبرشلونة والبرسا وباريس سان جيرمان والهلال.
موقع فوت 1 الفرنسي ذهب، يوم الأربعاء الماضي، إلى حد الحديث عن قرب اعتزال نيمار اللعب، بعد أن فتح باب الشك من خلال مقال صحافي تحدث فيه عن عدم قدرة اللاعب على استئناف اللعب مجددا، وتفاصيل أخرى عن إخفاء إدارة نادي الهلال تفاصيل الإصابة التي صارت معقدة مع الوقت، عجز اللاعب عن تجاوزها ومنعته من الشفاء. في حين تشير تسريبات أخرى إلى أن الفريق يريد تجديد عقد نجمه الذي ينتهي الصيف المقبل لموسمين آخرين ، وهو الأمر الذي يبقى مستبعدا في نظر البعض الآخر من المتابعين لملف صحي لم يكشف عن كامل خباياه وأسراره، وبدأ يثير القلق والتساؤلات وعلامات الاستفهام، وصفقة لم تحقق غايتها.
خزينة الهلال أنفقت حتى الآن 200 مليون جنيه إسترليني على لاعب لم يشارك سوى في أربع مباريات، ويتقاضى أحد أعلى الرواتب في تاريخ الكرة، بقيمة 2.5 مليون جنيه إسترليني في الأسبوع من دون أن يلعب، ما يجعلها واحدة من أكثر الصفقات فشلا في الدوري السعودي، في إطار سياسة الاستقطاب الواسعة التي انتهجها منذ موسمين، وجعلت المملكة قبلة كروية جديدة، ساهمت في فوزها بتنظيم كأس العالم 2034، واستضافتها لعديد الأحداث والمنافسات الكروية، بالموازاة مع استثمارات أخرى مختلفة ضمن رؤية السعودية 2030، التي جعلت من الرياضة والثقافة والسياحة عناوين عريضة، لمرافقة كل التحولات الاجتماعية والاقتصادية المختلفة.
صحيح أن استقطاب نجوم الكرة في السعودية كان استثماراً من نوع خاص، لا يهدف إلى تحقيق الربح المادي، بقدر ما يهدف إلى صناعة الصورة والتسويق للمملكة الجديدة، وجعل دوري روشن قبلة يصبح إثرها أحد أكبر دوريات العالم إلى غاية مونديال 2034 الذي تحتضنه السعودية، لكن تكلفة نيمار تبدو كبيرة جداً من دون أن يستفيد منه الهلال والدوري، مقارنة بصفقة رونالدو وبنزيمة وكانتي وغيرهم من اللاعبين المتميزين الذين يصنعون الفارق في النصر والاتحاد والأهلي، وحتى نادي الهلال الذي توج بلقب الدوري الموسم الماضي من دون نيمار.