هل أفسد آرني سلوت البريمييرليغ؟

28 ديسمبر 2024
آرني سلوت مع ليفربول على ملعب أنفيلد، 28 ديسمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يتصدر ليفربول الدوري الإنجليزي بقيادة آرني سلوت، مستفيدًا من تراجع مستوى منافسيه التقليديين وتذبذب نتائج أرسنال وتشيلسي، مما يعزز فرصه في حسم اللقب مبكرًا.
- شهد ليفربول تحسنًا ملحوظًا في الأداء تحت قيادة سلوت، حيث حقق 22 فوزًا في 26 مباراة، وساهمت تغييرات سلوت التكتيكية في تعزيز أداء اللاعبين مثل محمد صلاح وأرنولد وروبرتسون.
- لعبت إدارة ليفربول دورًا كبيرًا في النجاح من خلال التعاقد مع سلوت واستقدام لاعبين جدد، بينما تعاني الأندية المنافسة من سوء الاختيارات الفنية.

يتوجه نادي ليفربول متصدر ترتيب الدوري الإنكليزي بقيادة المدرب، آرني سلوت (46 سنة)، نحو إنهاء الإثارة في الموسم قبل الأوان في ظل تراجع مستوى مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد وتوتنهام، وتذبذب نتائج أرسنال وتشيلسي، خصوصاً أنه يبتعد بفارق ست نقاط على أرسنال وسبع عن تشيلسي، وأربع عشرة عن مانشستر سيتي، و20 نقطة عن مانشستر يونايتد، وبمباراة أقل بعد 18 جولة من منافسات الدوري الإنكليزي.

ورغم رحيل المدرب الألماني يورغن كلوب ووصول المدرب الهولندي آرني سلوت الذي دخل في الموضوع مباشرة في وقت قصير، عرف فيه كيف يتعامل مع لاعبيه ومنافسيهم، وبصم على هوية لعب أكثر جرأة وقوة وسرعة، أوصل بها الريدز إلى 22 فوزاً لأول مرة في التاريخ بعد 26 مباراة، وخسر فيها مباراة واحدة.

وحقق فريق الريدز أمام ليستر سيتي سادس انتصار في آخر سبع مباريات على أرضه، فأبقى على الفارق ست نقاط بينه وبين أرسنال الفائز بصعوبة على إبسويتش، وعمق الفارق إلى سبع نقاط على  تشيلسي الذي خسر على ميدانه أمام فولهام، و 14 نقطة عن مانشستر سيتي الذي تعادل على أرضه أمام إيفرتون، في حين استمر  تراجع توتنهام ومانشستر يونايتد، وهي الأندية التي كانت إلى وقت قريب تنافس على اللقب، وتتفوق على ليفربول في عز أيامه مع يورغن كلوب، قبل أن يأتي الهولندي آرني سلوت ويفسد علينا المتعة والإثارة والمنافسة الشرسة في أجمل دوري، ويجعل من ليفربول فريقاً شرساً يلتهم كل من يصادفه في طريقه.

صنع المصري محمد صلاح الفارق ونصب نفسه هداف الدوري الإنجليزي وصاحب أعلى رصيد من الأهداف في 17 مباراة سجل فيها 16 هدفاً، مشاركاً في 34 هدفاً خلال 25 مباراة خاضها مع ليفربول في جميع المسابقات هذا الموسم، من بينها 27 هدفاً في 17 مباراة في الدوري، ويصبح رابع لاعب في تاريخ الدوري الإنكليزي الممتاز يشارك برصيد 250 هدفاً بعد واين روني ، وريان غيغز، وهاري كين، ما يجعله صاحب فضل كبير على ما بلغه الفريق هذا الموسم، بعد المدرب آرني سلوت الذي أعاد الروح لأرنولد وأندرو روبرتسون في مركز الظهير، وحرر الثنائي الهولندي غرافينبيرع وكودي غاكبو، وسمح للمهاجم لويس دياز بالكشف عن كامل مهاراته، من دون إغفال الروح العالية التي أمسى يتحلى بها كل اللاعبين.

بعيداً عن الجانب الفني وبصمة المدرب وتوهج صلاح يرى بعض المحللين أن إدارة النادي كانت صاحبة الفضل في صناعة الفارق من خلال السماح برحيل كلوب، والتعاقد مع آرني سلوت، والتخلي عن الثنائي فيرمينو و​ساديو ماني، واستقدام نونيز ولويس دياز و​غاكبو، ومن ثم وفرت أسباب التألق في بداية هذا الموسم، مقارنةً بأندية أخرى تملك موارد أكبر لكن خياراتها الفنية على مستوى المدربين واللاعبين لم تكن في محلها، سواء تلك التي فضلت الاستمرارية مع طواقمها أو التي انتدبت مدربين ولاعبين غير ملائمين، ولم تكن لديهم الجرأة في التغيير.

صحيح أن ليفربول استثمر في التراجع الغريب لفريق مانشستر سيتي وتذبذب مستوى أرسنال وتشيلسي ونتائجهما، وانكسار توتنهام ومانشستر يونايتد، ومصير الدوري لن يحسم قبل شهر مايو/أيار 2025، لكن كل المؤشرات توحي أن فريق الريدز هو  الأوفر حظاً للتتويج لأنه الأحسن والأقوى سواء بفضل المدرب أو صلاح أو الإدارة، أو  بتظافر كل الجهود والعوامل الذاتية والموضوعية التي تهدد مصير المنافسة والإثارة والمتعة التي كانت حاضرة لسنوات خلت رغم علو كعب سيتي في كل مرة قبل أن يتعرض لنكسة كبيرة هذا الموسم بحصده فوزاً وحيداً في 13 مباراة على التوالي، في حين بقي ليفربول محافظاً على توازنه رغم رحيل يورغن كلوب الذي أنساهم فيه آرني سلوت.

السيناريو الحاصل في المرحلة الأولى من الدوري الإنكليزي الممتاز لهذا الموسم يستبعد عودة سيتي ومانشستر يونايتد وتوتنهام، لكنه لا يستبعد استمرار روح المقاومة لدى أرسنال وتشيلسي إلى حين، حفاظاً على المتعة التي يسعى آرني سلوت وليفربول إفسادها علينا مثلما فعل غوارديولا في السنوات الماضية.

المساهمون