الأفضلية للأرجنتين
التقى المنتخبان البرازيلي والأرجنتيني في مسابقة كوبا أميركا في 32 مباراة، وفازت الأرجنتين في 15 مباراة مقابل 9 انتصارت للبرازيل، وحسم التعادل القمة اللاتينية في 8 مباريات.
في المقابل كفة البرازيل أرجح في جميع المسابقات الرسمية، إذ فازت على الأرجنتين في 42 مناسبة مقابل 32 فقط، وتعادل الفريقان في 25 مباراة، وتعتبر غلّة البرازيل أعلى على مستوى الهجوم، إذ أحرزت 163 هدفاً مقابل 157 للأرجنتين.
وما زال عُشاق الكرة متعطشين ينتظرون العروض القوية من الفريقين البرازيلي والأرجنتيني، بعدما جاء تأهل التانغو من رحم المعاناة بعد دور أول شاحب تعثّر فيه ببداية المشوار، قبل أن يلتقط أنفاسه ويفوز على قطر، أما البرازيل فكان طريقها أسهل نسبياً واحتاجت إلى ركلات الترجيح للوصول إلى هذه المرحلة.
وتتفوق البرازيل من الناحية الدفاعية إذ نادراً ما اهتزت شباكها، عكس الأرجنتين التي يُعاني دفاعها، هجومياً البرازيل فاقدة لقوتها الضاربة والمتمثلة في نيما، لكن تيتي سيعول على الموهبة الصاعدة إيفرتون وويليان نجم تشلسي الإنكليزي.
فيما الأرجنتين لديها أكثر من ورقة رابحة في مقدمتها ميسي الذي ما زال ضيف شرف على "كوبا أميركا".
ويأمل ميسي الذي حقق كلّ الألقاب حتى التخمة مع برشلونة أن يكسب شيئاً مع منتخب بلاده، وحان الوقت لكي يستيقظ ويطرد النحس الذي يطارده مع "البلوسيليستي".
البرازيل من جهتها تأمل محو أحزان تلك الموقعة المخزية في هذا الملعب بالذات يوم 8 يوليو عام 2014 عندما سقطت سقوطاً مريعاً بسباعية أمام الغول الألماني.
العداوة بين الجارين البرازيل والأرجنتين خلقت تقاليد لا تخلو من الطرافة، خاصة أن الجمهور البرازيلي يُشجع جميع الفرق التي تلعب أمامها الأرجنتين، والعكس صحيح أيضاً، والعداء البرازيلي الأرجنتيني في كرة القدم له جذور تاريخية سياسية ألقت بظلالها على كرة القدم.
الجذور التاريخية
يعود العداء الكروي بين الأرجنتين والبرازيل، إلى فترة طويلة تسبق تحول كرة القدم إلى رياضة شعبية في كلا البلدين.
خلال فترة استعمار القارة الأميركية خاضت إسبانيا والبرتغال حروبًا فيما بينها لإحكام السيطرة على أجزاء واسعة من أراضي القارة، خصوصاً المنطقة الاستراتيجية الواقعة حول منطقة ريو دي لابلاتا.
واستمرت هذه الحروب بين الجانب البرتغالي متمثلاً في البرازيل والجانب الإسباني متمثلاً في باقي مناطق القارة وأبرزها الأرجنتين حتى بعد استقلال البلدين، لينتهي الصراع المسلح بمعاهدة مونتيفيديو التي أعطت الاستقلال لأوروغواي عن البرازيل.
لا يتذكر الكثير ذكريات هذه الحروب. لكن الصراع الرياضي يقوم بتأجيج العداء التاريخي بين البلدين.
هذا العداء مستحكم بينهما تقريباً في كلّ الرياضات. وفي كرة القدم، فإن الفوز في المباراة التي تجمع الفريقين يفوق من حيث الأهمية الفوز بالبطولة نفسها.
تاريخ مسابقة كوبا أميركا
وتعد البطولة الثانية من حيث القوة والمتابعة عالميًا على مستوى البطولات القارية للمنتخبات بعد بطولة أمم أوروبا (يورو)، وانطلقت لأول مرة بُمسمّاها القديم "أميركا الجنوبية" عام 1916، أي قبل 14 عاماً من انطلاق كأس العالم عام 1930.
وفي نسختها الأولى، ارتبطت البطولة بالأرجنتين التي احتضنت الحدث على ملاعبها احتفالًا بالذكرى المئوية لاستقلالها، وشارك فيها منتخبات تشيلي والبرازيل وأوروغواي التي توجت باللقب آنذاك.
وكان الاتحاد الأرجنتيني (أول اتحاد تم تأسيسه في أميركا الجنوبية عام 1893) نظم أول بطولة في القارة عام 1910 بمشاركة بلاده وأوروغواي وتشيلي، لكنها لم تعد إحدى بطولات "كوبا أميركا"، ولم يحتسبها اتحاد أميركا الجنوبية للعبة.
وظلّت البطولة تحمل اسم "بطولة أميركا الجنوبية لكرة القدم" حتى تغير اسمها إلى بطولة "كوبا أميركا" بداية من عام 1975، وفي عام 1986 قرر "كونميبول" أن تقام البطولة بنظام التناوب في الاستضافة.
ويضم اتحاد أميركا الجنوبية لكرة القدم 10 اتحادات هي: الأرجنتين والبرازيل وتشيلي وأوروغواي وباراغواي وبوليفيا والبيرو وكولومبيا وفنزويلا والإكوادور.
ومنذ عام 1993 تُقام البطولة بمشاركة 12 منتخبًا، إذ يتم دعوة منتخبين من خارج القارة، ومنذ ذلك الوقت يُشارك المنتخب المكسيكي كضيف دائم في "كوبا أميركا" بالإضافة لمنتخب آخر تتم دعوته.
ومن الاتحادات التي شاركت بمنتخبها كضيف في البطولة، الولايات المتحدة الأميركية وهندوراس وقطر واليابان في النسخة الحالية.
وكانت بطولة 2016 حدثاً استثنائياً باستضافة الولايات المتحدة للبطولة بمشاركة 16 فريقاً، 6 منها من خارج القارة هي: كوستاريكا وهايتي والمكسيك وجامايكا وبنما، بالإضافة للدولة المضيفة (الولايات المتحدة) احتفالاً بمرور 100 عام على انطلاق البطولة.
ويعد منتخب أوروغواي الذي ودع هذه النسخة، أكثر المنتخبات فوزاً بالبطولة، إذ توج باللقب 15 مرة، بينما تعد تشيلي هي المدافعة عن اللقب مرتين، بعد أن فازت في نسختي 2015 و2016 من البطولة.
وخلال سنواتها الأولى كانت "كوبا أميركا" تقام بشكل سنوي، وبدءاً من 1927 بدأت تقام كل عامين، لكن ذلك أيضاً لم يستمر كون التصفيات والبطولات الأخرى القارية منها والعالمية تحول دون إقامتها بشكل منتظم.