سيكون اتحاد الجزائر الليلة على موعد مع مواجهة العودة من نهائي كأس "الكونفيدرالية" ضد فريق يونغ أفريكانز التنزاني، وعلى موعد مع التتويج القاري الأول للفريق الجزائري والعاشر على مستوى الأندية التي لعبت 16 نهائياً، ففازت بـ 9 ألقاب مع أندية شبيبة القبائل، وفاق سطيف ومولودية الجزائر، فيما خسر اتحاد الجزائر نهائي دوري الأبطال الذي وصل إليه عام 2015 أمام تي بي مازمبي.
وعليه، لا يريد فريق اتحاد الجزائر تكرار ذات السيناريو بعد فوزه في لقاء الذهاب بثنائية قبل أسبوع، لكن مع ذلك يعيش الفريق ضغوطاً إعلامية وجماهيرية كبيرة، في ظل تراجع كبير للكرة الجزائرية على مستوى كل المنتخبات والأندية، وحتى على مستوى الاتحاد الجزائري الذي يشهد فضائح ونكسات متتالية، آخرها عدم تسجيل منتخب السيدات في التصفيات القارية المؤهلة لأولمبياد باريس.
بلوغ اتحاد الجزائر نهائي "الكونفيدرالية" يعتبر في حد ذاته إنجازاً كبيراً في ظروف تتميز بتراجع مستوى الكرة الجزائرية وتراكم مشاكل تنظيمية وإدارية على مستوى الاتحادية الجزائرية لكرة القدم والدوري المحلي والتأطير والتكوين، رغم كل المرافق التي شُيِّدَت وأُعيد تأهيلها في الفترة الأخيرة.
لكن الاتحاد العاصمي رفع كل التحديات، فحقق فوزاً في لقاء الذهاب في دار السلام، الذي يسمح له بخوض مباراة هذا المساء بمعنويات مرتفعة وطموحات كبيرة لتحقيق أول لقب قاري، وأول تتويج من نوعه للكرة الجزائرية بالصيغة الجديدة والتسمية الجديدة "كأس الكونفدرالية"، منذ أن دُمجت مسابقتا كأس الكاف مع كأس الأندية الفائزة بالكؤوس سنة 2004، حيث سبق لشبيبة القبائل أن تُوِّج بكأس الكاف قبلها ثلاث مرات متتالية في بداية الألفية.
تتويج الاتحاد سيحفظ ماء وجه الكرة الجزائرية التي تراجعت منذ إخفاق المنتخب الأول في التأهل إلى نهائيات كأس العالم، وفشل منتخبات الشبان في جميع المسابقات القارية والدولية في ظرف سنة ونصف، إضافة إلى تراكم مشاكل الإدارة في اتحاد كرة القدم، الذي تعرض للإفلاس المادي نتيجة سوء التسيير والتقدير، بعد أن كان من أغنى اتحادات كرة القدم في أفريقيا.
وانعكس هذا الأمر سلبياً على الأمور الفنية والإدارية والتنظيمية، وكل المنظومة الكروية التي تراجعت، وتراجع معها مستوى الأندية الجزائرية في المسابقات القارية، رغم أنها كانت ثاني بلد عربي يتوج بكأس أفريقيا للأندية بفضل مولودية الجزائر سنة 1976 بعد الإسماعيلي المصري، وبلغت النهائيات 15 مرة، محققة فيها 10 كؤوس بفضل شبيبة القبائل، وفاق سطيف ومولودية الجزائر.
ورغم الفوز في لقاء الذهاب بثنائية، فإن اتحاد العاصمة لم يحقق اللقب بعد، خصوصاً أن الضغط الإعلامي والجماهيري الذي يعيشه هذه الأيام كبير جداً، تجسد في الإقبال الكبير على تذاكر حضور المباراة التي فاقت 200 ألف طلب في ملعب يتسع لحوالى 60 ألف متفرج، سيكون الليلة مكتظاً عن آخره من جماهير تصنف ضمن خانة الأفضل في الجزائر والأكثر حماسة وعشقاً للفريق.
ويبدو أنه منتشٍ بما حققه الفريق في دار السلام ومتفائل بالتتويج الأول من نوعه بلقب قاري يصعب فيه تقبل إخفاق جديد على مستوى الأندية بعد سلسلة إخفاقات لم يسبق لها مثيل في تاريخ الكرة الجزائرية، يصعب تجاوزها أو تحمّل أعبائها وتداعياتها من شبان اتحاد العاصمة ومدربهم عبد الحق بن شيخة الذي حاول حماية فريقه من كل الضغوط، حتى قبل نهائي الذهاب.
التتويج الليلة سيكون تتويجاً للاعبين ومدربهم وجماهيرهم الوفية، ولفريق عريق يستحق أن يكون ضمن قائمة كبار القارة، مثلما تستحق الكرة الجزائرية بمنتخباتها وأنديتها إنجازات على مستوى التطلعات ومرافق ومراكز تدريب ومدارس تكوين ومنظومة كروية حديثة ومتطورة تستثمر في الكفاءات والمواهب المتوافرة والشغف الجماهيري اللامحدود.