بدأ الأرجنتيني أنخل دي ماريا لاعب وسط ريال مدريد الموسم الماضي على رأس قائمة المغادرين للنادي الملكي، خصوصا بعد التعاقد مع الويلزي، جاريث بيل، ولكنه أنهاه ضمن أفضل لاعبي الفريق، بل وكان له جزء كبير من الفضل في تحقيق بطولتي كأس الملك ودوري الأبطال.
وبعد أن كان دي ماريا أقرب للخروج من أسوار سانتياجو برنابيو، نجح اللاعب في إثبات نفسه، بعدما تفنن في تنفيذ الدور الذي أسنده إليه الإيطالي كارلو أنشيلوتي على أكمل وجه، بالرغم من توظيفه في مركز جديد، فكانت رغبة لاعب الوسط الأرجنتيني في التأكيد على قيمته الكروية هي الغالبة على تفكيره.
ووظف أنشيلوتي اللاعب الأرجنتيني في مركز داعم للجناح والظهير على الجانب الأيسر، فكان يزيد من الأطراف، لكي يتيح للبرتغالي كريستيانو رونالدو التحرك في المناطق الأمامية، وعلى الصعيد الدفاعي كان يعود إلى وسط الملعب لدعم الخطوط الخلفية وبداية الهجمات المرتدة بالشكل الصحيح.
ولكن قبل أن يثبت دي ماريا أنه لاعب من طراز خاص ويستحق مكانه مع "الميرينجي"، كان الإعلام المدريدي يراه خارج صفوف الفريق، وأنه لا يصلح أن يواصل الطريق داخل أروقة البرنابيو، وهو ما زاد الضغط على اللاعب في مطلع الموسم، مع جلوسه احتياطيا وهجوم الجماهير عليه بشكل غير مبرر.
كانت فرق موناكو وباريس سان جيرمان الفرنسيين ويوفنتوس الإيطالي وجالطة سراي التركي، ترغب في ضم اللاعب على سبيل الإعارة أو التعاقد النهائي، ولكن أنشيلوتي رأى أن اللاعب يستحق الفرصة، وأحسن دي ماريا استغلالها على أكمل وجه.
وبنهاية الموسم الحالي، وبعد سطوع المزيد من النجوم في سماء كأس العالم بالبرازيل، نجح الريال في الظفر بنجمي الوسط في المونديال، الكولومبي جيمس رودريجيز هداف البطولة، والألماني توني كروس، أحد "منفذي مهمة" قنص اللقب الأهم في عالم الساحرة المستديرة على صعيد المنتخبات، ليجد دي ماريا نفسه أمام موقف مشابه لما حدث الموسم الماضي.
ومع تأزم موقف اللاعب، بسبب تراجع باريس سان جيرمان عن رغبته في التعاقد مع دي ماريا، بعدما رأت الإدارة أن المبلغ المالي المطلوب من قبل النادي الملكي مرتفع للغاية. ليكون الأمل الوحيد للنجم الأرجنتيني في عرض مانشستر يونايتد الإنجليزي، الذي قد ينتشل اللاعب من الريال قبل انطلاق الموسم الجديد.
وربما يكون وجود جيمس رودريجيز في وسط الملعب، حافزا جديدا لدي ماريا، يدفعه لتقديم أداء متفرد مع ريال مدريد، في حالة بقائه، ويثبت أنه لاعب تُبنى عليه خطط ويرسم بقدميه طريق الألقاب والنجاح للفريق الذي يمثل ألوان قميصه، وهو ما سيظهر خلال الأيام المقبلة.