وأخيراً رحل روبيرتو مانشيني!

26 أكتوبر 2024
مانشيني خلال حصة تدريبية مع السعودية في الصين، 9 سبتمبر 2024 (شا كون/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أُقيل المدرب الإيطالي روبيرتو مانشيني من تدريب المنتخب السعودي بسبب النتائج المتواضعة والخيارات الفنية المثيرة للجدل، حيث حقق سبعة انتصارات فقط من أصل 18 مباراة، مما أثار انتقادات واسعة.
- دفع الاتحاد السعودي قيمة الشرط الجزائي البالغة 32 مليون يورو لإقالة مانشيني قبل المباريات الدولية المهمة، وسط غياب بديل واضح حتى الآن.
- تتداول وسائل الإعلام أسماء مدربين محتملين لخلافة مانشيني، بينما يتطلب الوضع الحالي للمنتخب السعودي تقييماً فنياً دقيقاً لإعادة الأمور إلى نصابها في تصفيات كأس العالم المقبلة.

بعد أسابيع طويلة من الترقّب والتردد أُقيل المدرب الإيطالي روبيرتو مانشيني من العارضة الفنية للمنتخب السعودي استجابةً لمطالب جماهيرية، وضغوطاتٍ إعلامية حمّلت مسؤولية النتائج المتواضعة والمردود السيئ للمدرب وخياراته الفنية والتكتيكية التي كانت محلّ انتقادات شديدة، بينما كان مانشيني يتحجج بنقص المنافسة لدى اللاعبين الدوليين الذين لا يلعبون مع أنديتهم التي تعتمد على الأجانب في دوري روشن، ما دفع الاتحاد السعودي إلى إعلان الطلاق رغم ضيق الوقت وعدم وجود البديل الملائم للمنتخب السعودي في الوقت الراهن، وهو القرار الذي اعتبره بعضهم متأخراً وشراً لا بد منه، بينما يعتقد قسمٌ آخر من المتابعين أنّه قرار متسرع لا يحلّ مشكلة المنتخب.

مانشيني الذي كان صاحب أعلى أجرٍ في العالم براتب سنوي قدره 24 مليون دولار، قاد السعودية على مدى 423 يوماً، خاض فيها 18 مباراة، فاز في سبعٍ منها، وتعادل في خمس وخسر ست مباريات رسمية وودية، كان آخرها الهزيمة أمام اليابان في الرياض، والتعادل مع البحرين في تصفيات كأس العالم 2026، نتيجة إصرار المدرب على الخيارات نفسها التي أدّت إلى الخروج المبكر في ثمن النهائي من نهائيات كأس آسيا 2023 بدولة قطر، والحصول على خمس نقاط من أصل 12 بعد أربع جولات من تصفيات كأس العالم ، بمردود متواضع اعتمد فيه المدرب على لاعبين احتياطيين في نواديهم واستغنى عن نجوم يتقدمهم سلمان الفرج وسلطان الغنام، والحارس نواف العقيدي.

بعض المحللين اعتبروا خيار التعاقد مع مانشيني خاطئاً بالأساس، ليس لعدم كفاءة المدرب، لكن لعدم ملائمته للكرة السعودية والمنتخب السعودي واللاعب السعودي في الظرف الراهن، وبسبب مشاكل في الاتصال والتواصل بينه وبين كلّ المحيط الذي يتميز بخصوصيات فريدة، قد لا تحتاج إلى اسم مدرب كبير، بل إلى مدرب مناسب للعقلية والمواهب والإمكانات المادية المتوافرة على مستوى الاتحاد السعودي الذي اضطر إلى دفع قيمة الشرط الجزائي المقدرة بـ 32 مليون يورو، والمغامرة بإقالة المدرب قبل التوقف الدولي في سيدني ضد أستراليا وجاكرتا ضد إندونيسيا في تصفيات كأس العالم، فيما لم تظهر ملامح المدرب الجديد الذي سيُعلَن اسمه بعد أيام.

أسماء كثيرة بديلة يجري تداولها في وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي، حتى قبل إقالة مانشيني، يتقدمها بريكليس شاموسكا، مدرب نادي نيوم حالياً، الذي عمل لسنوات مع أندية الفيصلي، الشباب، التعاون والهلال، ومدرب منتخب مصر السابق روي فيتوريا، والإسباني رافايل بينيتيز، والبرتغالي ليوناردو غارديم، وحتى الأسطورة زين الدين زيدان، الذي لا يبدو مهتماً بالتجربة السعودية، حسب مقربيه، وكذلك المدرب السابق هيرفي رينار، الذي لا يحظى بإجماع الشارع الرياضي ولا الأسرة الكروية الفنية التي لم تعجبها طريقة رحيل المدرب الفرنسي في المرة الأولى، وتحديداً عندما فضّل فسخ عقده مع الأخضر السعودي في منتصف الطريق والالتحاق بالمنتخب الفرنسي للسيدات.

مهما كان اسم المدرب القادم للمنتخب السعودي، فإنه لن يكون أسوأ من مانشيني حسب بعض النقاد في المملكة، لكن تكرار سوء الاختيار يؤدي حتماً إلى النتائج نفسها في نظر قسم آخر من المتابعين، أولئك الذين يتحسسون من الأسماء الكبيرة، ويعتقدون أن النجاح ليس مرهوناً باسم مدرب كبير بقدر ما هو مرتبطٌ بمدرب ملائم يناسب الواقع السعودي الذي يبقى مختلفاً عنه في بلدان أخرى، ومناسب للظرف الراهن للمنتخب السعودي في تصفيات كأس العالم التي ستكون بمثابة تحدٍّ كبير، يقتضي تقييماً فنياً دقيقاً وسريعاً، إضافة إلى حلولٍ ملائمة لإعادة الأمور إلى نصابها في أسرع وقت ممكن...

المساهمون