يُعتبر نجم الكرة المصرية، وائل جمعة، أحد أكثر العارفين بطريقة عمل المدرب كارلوس كيروش، بعد أن عملا معاً في الجهاز الفني الذي قاد منتخب "الفراعنة" قبل عامين، في وقت أصبح البرتغالي الاسم الأقرب لتدريب منتخب الجزائر، وخلافة المقال جمال بلماضي إثر إخفاق الأخير في نهائيات كأس أمم أفريقيا التي احتضنتها ساحل العاج.
وتحدث وائل جمعة، في حوار خصّ به "العربي الجديد"، عن مزايا المدرب البرتغالي، كارلوس كيروش، حيث يرى أنه مكسب للكرة الجزائرية وخيار مثالي لتدريب الخضر، وهذا قبل اتفاقه بشكل نهائي مع الاتحاد الجزائري لكرة القدم، حيث تبقى بعض التفاصيل الصغيرة للوصول إلى ذلك.
كيروش أصبح قريباً من تدريب المنتخب الجزائري، ما رأيك؟
كارلوس كيروش مكسب كبير للكرة الجزائرية، وأراه خيارا مثاليا لتدريب المنتخب الجزائري في المرحلة المقبلة، لما يتمتع به من مواصفات، إلى جانب تاريخه الكبير الذي يخوله النجاح مع أي فريق أو منتخب مهما كان اسمه وحجمه، لقد كان لي شرف العمل معه ضمن جهازه الفني عندما كان يقود المنتخب المصري، والحمد لله حققنا نجاحات كبيرة، لولا الحظ الذي خاننا في آخر اللحظات، حيث أضعنا فرصة التتويج بكأس أفريقيا بالكاميرون، والتأهل لمونديال قطر بسبب ركلات الترجيح.
كنت إلى جانبه في المنتخب المصري، ماذا تقول عن طريقة عمله؟
كيروش مدرب صارم للغاية، ويمتلك شخصية قوية وقيادية، ولا يحب التدخل في صلاحياته مهما كان، وهذا الأمر من أبرز الأسباب التي جعلته يدخل في خلافات حادة مع بعض المسؤولين عن المنتخبات العربية التي دربها. هو يحب العمل في هدوء، وفي أجواء يكون فيها هو الآمر والناهي، ولهذا فالتعامل معه يستوجب شروطا محددة، فتاريخه التدريبي الكبير، وهو الذي قاد عدة أندية عالمية مثل ريال مدريد ومنتخبات قوية مثل البرتغال، أكسبه هذا الاعتقاد الذي جعل منه أحد أفضل المدربين في بلاده والعالم بأسره.
هل تراه قادراً على إعادة المنتخب الجزائري للواجهة بعد النكسات الماضية؟
أبارك قرار الاتحاد الجزائري لكرة القدم إن كان قد اختار كيروش لخلافة جمال بلماضي، وأتمنى لهما التوفيق، ولم لا ينجح في إعادة الاعتبار للخضر الذي تلقى صدمات قوية في النسختين القاريتين الأخيرتين، إلى جانب فشله في التأهل للمونديال، أنا واثق من كفاءة كيروش، خاصة إذا ما وفر له الرئيس وليد صادي كل متطلبات النجاح.
هناك من ينتقد أسلوب كيروش الدفاعي. ما تعليقك على ذلك؟
أجل هناك من يقول إن كيروش يفضل اللعب بخطة دفاعية، وهو ما كانت تنتقده بعض الجهات في مصر عليه، ولكنهم تناسوا أنه يلعب على حسب الأسماء التي يمتلكها، وفي المنتخب المصري مثلا كنا نمتلك مجموعة تجيد هذا الأسلوب، والحمد لله المباريات التي لعبناها أكدت صحة اختياراته، بدليل أننا وصلنا إلى نهائي كأس أمم أفريقيا وكدنا نتفوق على المنتخب السنغالي القوي، كما كنا قاب قوسين من حرمانه من تأشيرة التأهل لمونديال قطر لولا ركلات الحظ الترجيحية.
المنتخب الجزائري يملك العديد من اللاعبين الشباب، هل ترى أن كيروش سيكون مناسباً لتطويرهم؟
صدقوني كيروش كان له الفضل الكبير في اكتشاف عدة لاعبين شباب في المنتخب المصري، هو يحب اللاعبين صغار السن، ويمتلك شخصية قوية، تسمح له بمنح هؤلاء الفرصة دون أدنى خوف، مثل ما حصل مع عبد المنعم الذي أصبح ركيزة في دفاع المنتخب المصري ونادي الأهلي، دون نسيان أسماء أخرى أمست بمثابة نجوم في مصر، أنا متفائل بتقديمه للإضافة مع المنتخب الجزائري الذي يمتلك مجموعة رائعة من الشباب.
ما رأيك في نتائج المنتخبات العربية في بطولتي كأس أفريقيا وكأس آسيا؟
المنتخبات العربية لم تحضّر بالشكل المطلوب لنهائيات كأس أمم أفريقيا، ونتائجها كانت مخيبة بطبيعة الحال، عكس منتخبات آسيا العربية التي تألقت مثل قطر والأردن، ولو أن الظروف مغايرة في البطولتين، فاللعب في ساحل العاج لا يقارن على الإطلاق باللعب في قطر، سواء من حيث عامل المناخ وحتى من حيث جودة الملاعب وغيرها من الأمور التنظيمية، وإن كنت معجباً بملاعب ساحل العاج التي كانت في المستوى على العموم، كانت خيبة كبيرة لنا كعرب، كوننا كنا ننتظر الكثير من المغرب والجزائر ومصر وتونس.
لقد تمت إقالة بعض مدربي المنتخبات العربية الأفريقية، ما قولك عن ذلك؟
إقالة مدربي المنتخبات العربية، مثل جمال بلماضي وجلال القادري وروي فيتوريا، كانت متوقعة بعد الفشل، لأن الجماهير العربية متعلقة كثيراً بكرة القدم، وتطالب بالنتائج، والاتحادات تستجيب دوما للضغوطات المفروضة من قبل الجماهير المتعطشة. أنا أرى أن منتخباتنا العربية مطالبة بمداواة الجراح بسرعة، كونها على موعد مع تحديات قوية في القريب العاجل، مثل تصفيات مونديال 2026 وكأس أمم أفريقيا بالمغرب 2025.
هل تتفق مع قرار اتحاد الكرة الجزائري بإقالة جمال بلماضي من منصبه؟
جمال بلماضي لم يعد لديه ما يقدمه مع المنتخب الجزائري، ورحيله أراه في مصلحة الجميع، فالتغيير هو سنّة الحياة، وقد يجلب التغيير الإيجابي الذي يبحث عنه المنتخب الجزائري منذ فترة. لقد فشل جمال في مسابقتين قاريتين متتاليتين، كما أنه عجز عن قيادة الخضر لمونديال 2022، ولذلك فمغادرته كانت متوقعة بعد العودة من ساحل العاج، ولو أن هذا لا ينقص على الإطلاق من قيمة هذا المدرب الكبير الذي أهدى الجزائر كأس الأمم الأفريقية عام 2019 من مصر.