المدينة هي إسبانيا والملعب هو الكامب نو والضيف ريال مدريد بكتيبة جواهره والمناسبة هي إياب الليجا والفارق بينهم نقطة لصالح المستضيف .. 90 دقيقة حضرت بينهم كان فيها كل شيء، شاهدنا مبدأ المباغتة بهدف ماثيو بعكس مجرى اللعب، ثم شاهدنا قوة الشخصية من الفريق الملكي فصال وجال في شوط المباراة الأول، أتى الثاني واستحق إنريكي العلامة الكاملة فكان له ما أراد فشاهدنا سواريز يسجل وكاسياس بالتخصص يفشل، ثم رأينا كيف كان برافو يستبسل في الجهة الأخرى فكان هو رجل المباراة الأول وهو ما أحدث الفارق .. كلاسيكو انتهى بكل ما فيه فماذا بعده؟
الفريق الملكي كان يحلم بالفوز كأفضل نتيجة كانت ستحصل له فكانت له أسوء نتيجة وخسر فتوسع الفارق إلى 4 نقاط كاملة .. ماذا عن أعلى الهرم بالنسبة للأمور التي تخص الملعب؟ وأقصد هنا المستر أنشيلوتي فأعتقد أن بقاءه هي مسألة وقت ونهاية موسم ليس إلا، فالإيطالي حسنته الوحيدة "وأكتبها وكلي إدراك بجميع تفاصيلها" .. حسنته فقط هدوء جلبه معه في غرف الملابس والتعاطي مع الإعلام ورباعية أليانز أرينا فقط .. فشل في جُل المباريات الكبيرة وذُل في الديربي وفي طريقه لخسارة الليغا لموسمين متتاليين وهو من كان الأقرب لتحقيقها، فإدارة الريال عودتنا على عدم الصبر على مدرب هكذا، فقط لننتظر نهاية الموسم .. في الجانب الآخر ماذا عن كاسياس؟ فبعيد كل البعد عن تاريخه الكبير وقدسيته لدى إعلام مدريد ومحبة الكثير من الجمهور المدريدي له فما نشاهده منه لا يوحي لنا إلا أن إيكر يلعب باسمه وتاريخه ونفوذه فقط فلم يعد ذاك الحارس الأمين الذي يجلب الأمان لمن أمامه وإنما أصبح مكملاً للعدد ليس إلا ولا يقدر حتى على التألق وإنقاذ مرماه والخروج بفريقه في أحلك الظروف عندما يحتاجه، فهذا هو الحارس الكبير أما غيره فلا .. أما لاعب المائة مليون يورو فخذل كل من تغنى به ولابد في الصيف أن يُستفاد من ملايينه بلاعب يتأقلم في كل الظروف فالريال ليس فريقاً صغيراً في طموحاته يسكن لندن اسمه توتنهام .. أبيض مدريد تنتظره أسابيع قادمة مفصلية في مشواره هذا الموسم، فالفريق الذي أحرز رباعية الموسم الماضي قد يخرج بلا أي لقب هذا الموسم، وعندها ستحل الكارثة وإن لم يتم تدارك الوضع سريعاً فربما ترجع به الأيام إلى النفق المظلم وإلى حقبة ما قبل قدوم البرتغالي جوزيه.
فريق المقاطعة كتالونيا والتي تريد الانفصال عن كل ما له علاقة بإسبانيا .. خرج من هذا اللقاء بأمور إيجابية كثيرة. انتصر في الكلاسيكو المنتظر وأفرح جمهوره، وسّع الفارق إلى 4 نقاط كاملة ونسبة فوزه بالثنائية المحلية ازدادت. الأرجنتيني صنع وأبهر والأورجواياني سجل وأقنع والتشيلي صد وأنقذ ووالد ميلان دافع واستبسل وخرج كل برشلوني سعيداً من هكذا انتصار .. إنريكي هو رجل المرحلة لكتيبة البلاوغرانا ففي سنة 2015 لا يوجد فريق في أوروبا كان أفضل جودة من برسا، فكيف كان إنريكي وماذا أصبح اليوم .. من مدرب كان الجميع يطالب برأسه إلى مدرب رفع برأس البرسا عالياً حتى أصبحوا يفكرون بالثلاثية .. انتصار وأيام جميلة ستجعل الأمور أكثر انسيابية في قادم الأيام لبرشلونة ولاعبيه ومدربه وإدارته وجمهوره وإعلامه، فالرئيس سيبقى والانتخابات ستؤجل والمدرب سيستمر مادامت الأفراح موجودة واللاعبون سيتوهجون مادامت التشكيلة مقنعة والجمهور والإعلام سيرضى لأن هناك عملاً واضحاً يشاهدونه أمامهم.
بعيداً عن هذا وهذا .. سيبقى الكلاسيكو وجبة العالم الكروي في كل موسم، مباراة مفخرة لكل إسبانيا وحدث ترفع أوروبا به رأسها ومناسبة يطمح لمشاهدتها كل العالم.
لمتابعة الكاتب .. https://twitter.com/ITALY_00