فتحت المحكمة الجزائرية ملف وزير التضامن السابق جمال ولد عباس، الذي يواجه تهماً تتعلق بالفساد أدخلته الحبس المؤقت قبل الفصل النهائي في قضيته، حيث أفصح خلال المحاكمة عن كيفية استغلال الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة لشعبية كرة القدم في البلاد.
وأكّد ولد عباس، أمام قاضي المحكمة خلال المحاكمة التي بثت مقتطفات منها على القنوات التلفزيونية الجزائرية، أمس الأحد، أنّ "الحكومة السابقة استعملت كرة القدم والمنتخب الجزائري، منذ 2009 على وجه الخصوص، من أجل احتواء غضب الشعب ومطالبه الاجتماعية"، في ظل مشاكل البطالة وأزمة السكن التي كان يُعاني منها في عهد النظام السابق.
واستخدم الوزير السابق مصطلح "اشتراء السِلم الاجتماعي"، وهو ما يعني استعداد الحكومة السابقة لصرف مبالغ مالية ضخمة مثلما كان عليه الحال في مواجهة المنتخب في أم درمان بالسودان، حين أمر بوتفليقة بإرسال طائرات عسكرية حملت الآلاف من المشجعين في مباراة التأهل لكأس العالم 2010، مستغلاً الأجواء المشحونة التي عاشها رفقاء كريم زياني في القاهرة قبل مواجهة المنتخب المصري.
واستغل العديد من رجال السياسة والأعمال من الذين يقبعون حالياً بالسجن، كرة القدم من أجل تمرير مشاريعهم الخاصة، وكان أشهرهم الملياردير علي حداد، المالك السابق لنادي اتحاد العاصمة، وذلك لإلهاء فئة كبيرة من المشجعين عن ممارسة حقوقهم السياسية والاجتماعية، عبر وعوده بتكوين فريق عالمي، إلا أن أبناء "سوسطارة" ساروا عكس رغباته، وكانوا من الأوائل الذين تغنوا بالحراك الشعبي الذي كان سبباً رئيسياً للزج به في السجن.
وأعلن القاضي عن حكم أولي بسجن جمال ولد عباس لثماني سنوات كاملة، وبغرامة مالية ضخمة، لاستغلال منصبه في الدولة والاستيلاء على أموال الخزينة العمومية وعقد صفقات مشبوهة وغير قانونية، في انتظار عقد جلسة ثانية بعد طعن محاميه.