استمع إلى الملخص
- واجه ياكين تحديات كبيرة قبل أن يصبح مدربًا ناجحًا، بما في ذلك الفقر والمشاكل العائلية، ولكنه تغلب على هذه الصعوبات ليصبح رمزًا للنجاح في كرة القدم السويسرية.
- حصل ياكين على الجنسية السويسرية بعد معارضة واضطرار المدرب روي هودسون للتدخل، مثبتًا أهميته للمنتخب السويسري كلاعب ثم كمدرب، ورد الدين لكرة القدم في سويسرا.
قاد المُدرب السويسري مراد ياكين (49 عاماً) مُنتخب بلاده للتأهل إلى ربع نهائي بطولة أمم أوروبا "يورو 2024"، ليؤكد أنه يستحق الثقة التي منحه إياها الاتحاد السويسري لكرة القدم لقيادة "الناتي"، إذ إن النتائج، التي حققها حتى الآن، كانت مثالية، كما أن أداء سويسرا كان مقنعاً إلى حد بعيد، في نسخة تبدو الأفضل له في مشواره ببطولة أوروبا، خاصة بعد أن أنهى سيطرة إيطاليا على سويسرا، وحقق انتصاراً طال انتظاره، مُقصياً حامل اللقب من المسابقة.
وقاد ياكين منتخب سويسرا خلال 38 مباراة بمختلف المسابقات، حقق خلالها 17 انتصاراً و13 تعادلاً وخسر ثماني مباريات، ولكن الأهم أنه في آخر ثماني مباريات محققاً أربعة انتصارات وأربعة تعادلات، ليؤكد حُسن استعداد منتخب سويسرا إثر الانتصار التاريخي على إيطاليا، والذي رافقه أداء مُقنع، وسيطرة على المواجهة واستحقاق التأهل عن جدارة.
ياكين ومعاناة كبيرة
واجه ياكين الكثير من الأزمات، قبل أن يُصبح لاعباً محترفاً، ثم مدرباً خاض الكثير من التجارب في الدوري السويسري، وذلك بسبب الفقر أساساً وكذلك المشاكل العائلية، إذ إن والده أهمل عائلته وترك زوجته تهتم بتربية ثمانية أطفال، ولم يُقابل ياكين والده إلا في مناسبات قليلة، آخرها قبل ساعات من وفاته، إذ ذكر، في حوار مع صحيفة بليك السويسرية، أنه كان في معسكر منتخب سويسرا عام 2005، عندما تلقى اتصالاً من المستشفى، وتحوّل سريعاً رفقة شقيقه ليجد والده يُصارع الموت، وحظي بفرصة وداعه.
واستعرض ياكين قصصاً من المعاناة، التي واجهها في مسيرته، وخاصة الإقامة في منزل يتكون من ثلاث غرف لعائلة تضم عشرة أفراد، كما أنه كان الوحيد الذي يجيد اللغة الألمانية في عائلته بعد الرحيل عن تركيا، ولهذا كان يتولى كل الملفات الإدارية، واستعرض معاناته من الفقر، عندما اضطرّ للسفر في رحلة دامت 25 ساعة من بازل في سويسرا إلى إسطنبول، وكان يحمل معه حقائب كثيرة، ذلك أنه لم يكن باستطاعته توفير ثمن تذكرة الطائرة.
وذكر ياكين تفاصيل حصوله على الجنسية السويسرية، نظراً لأنه من أصول تركية، إذ أشار إلى أنه في عام 1991 عارض الكثير من الشخصيات عملية تجنيسه، التي احتاجت إلى ثلاث سنوات حتى أخذت الموافقة، وقد اضطرّ مدرب سويسرا في تلك الفترة، روي هودسون، إلى توجيه رسالة إلى السلطات لتحفيزها على منحه الجنسية، لأنه سيُساعد المنتخب، وقد أثبت لاحقاً، من خلال تجربته لاعباً ثم مدرباً، أنه يستحق الحصول على الجنسية وردّ الدَّين لكرة القدم في سويسرا.